البرتقال هدية شتاء اليمنيين القادمة من مأرب
Reports and Analysis
1 day ago
share

يحرص عبد الله محمد (35 عاماً) على شراء البرتقال، فاكهته المفضلة في الشتاء، ويشتري كل ثلاث أيام من أحد المحلات التجارية في قريته الريفية بمديرية السياني جنوبي محافظة إب وسط اليمن.

يقول محمد: “إن البرتقال هي الفاكهة التي اعتدتُ على تناولها منذ الطفولة، فمنذ أن كان والدي يعمل بأجر يومي في مدينة تعز، كان يعود في نهاية كل أسبوع ومعه ثمار البرتقال، حتى أن عبق منزلنا كان يتحول إلى رائحة البرتقال الزكية.

والبرتقال هو نوع من أنواع الحمضيات التي تنتجه شجرة البرتقال المزروعة في العديد من المحافظات اليمنية، وتتنوع أصنافه بين أبو سرة، -أكثر جودة وقيمة-، والمعنق، والعادي، والسكري، وتتصدر مأرب محافظات البلاد في زراعة البرتقال.


مواضيع مقترحة


البرتقال فاكهة الشتاء

يبدأ موسم البرتقال في اليمن بداية الشتاء في ديسمبر ويستمر حتى مارس، والبعض يبدأ في نوفمبر بينما تنضج بعض الأصناف الأخرى بداية من شهر ديسمبر.

يقول عبد الله محمد لـ “منصة ريف اليمن”: “البرتقال فاكهة تمنح الدفء، فحين أتناول حبات البرتقال أشعر بالدفء أشتري الكيلو بنحو 800 ريال يمني، أي ما يعادل دولارًا ونصفًا، لكنه حين يذهب إلى وسط مدينة إب التي تبعد مسافات طويلة عن قريته يشتري الكيلو بنحو 500 ريال فقط، كما أنه يتمكن هناك من شراء البرتقال الجيد وذات الجودة والمذاق الرائع.

البرتقال هدية شتاء اليمنيين القادمة من مأرب
تتصدر مأرب إنتاج البرتقال على المستوى الوطني وتعد أهم المحافظات الزراعية

أما أم سامي، التي تشتري البرتقال من سيارة الباعة الجائلين، فتقول: “بمجرد أن أسمع مكبرات الصوت وهي تنادي:” معنا برتقال حالي عسل، كيلو برتقال بخمسة ريال يا رعوي، دَفّي روحك من البرد بحبة برتقال”، ذلك ما يشدني نحو الشراء.”

أم سامي، البالغة من العمر 40 عاماً، تسكن بريف إب وتقول أنها تحب فاكهة البرتقال وتحرص على شرائها بشكل متواصل، وهي الفاكهة الوحيدة التي تكثر من شرائها على عكس الفواكه، وتشير إلى أنه مفضل كونه يأتي في فصل الشتاء، وهو ما يجعل منه فاكهة الشتاء المفضلة.


تعد فاكهة البرتقال ركيزة أساسية في سلة المشتريات الشتوية لسكان المناطق الريفية في اليمن


“أحرص على عصر البرتقال بالعصّارة اليدوية، وهو ما يمنحه مذاقًا أكثر انتعاشًا ومتعة، وقد اطلعت على العديد من الأبحاث على مواقع الإنترنت التي تتناول أهمية البرتقال في الوقاية والعلاج من بعض الأمراض، تضيف أم سامي لـ”منصة ريف اليمن”.

أظهرت مجموعة من الدراسات العلمية الحديثة، التي أجريت في جامعات ومراكز بحثية دولية، أن فاكهة البرتقال ليست مجرد مصدر للفيتامينات، بل تلعب دوراً وقائياً وعلاجياً هاماً ضد عدة أمراض مزمنة، أبرزها النقرس وتنكس الشبكية وسرطان القولون والمستقيم.

بحسب موقع «DW» خلصت دراسة حديثة إلى أن تناول كوب من عصير البرتقال يوميًا مع وجبات الطعام يخفض بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض النقرس، وهو مرض يصيب المفاصل ويُصنَّف ضمن أمراض الأيض (الاستقلاب). عند الإصابة بهذا المرض، يترسب حمض “اليوريك” على شكل بلورات صغيرة للغاية في المفاصل والأنسجة.

أما عن الفائدة الصحية لتناول حبة واحدة من البرتقال، فقد أعلن أطباء من جامعة سيدني في أستراليا أن تناول برتقالة واحدة يوميًا يُخفِّض من خطر تنكُّس الشبكية وتطور المشكلات الأخرى المتعلقة بالبصر.

ويشير الأطباء إلى أن “تناول البرتقال والحمضيات الأخرى، ولو لمرة واحدة في الأسبوع، يحسِّن صحة العيون.” وتُظهر البيانات أن مادة الفلافونويد الموجودة في البرتقال تحمي شبكية العين من التنكُّس.

البرتقال هدية شتاء اليمنيين القادمة من مأرب
لقطة جوية لمزارع البرتقال في مديرية “الوادي” بمحافظة مأرب نوفمبر 2021 (فيسبوك/ على عويضة)

تعدد الفوائد الصحية يدفع العديد من الناس إلى الحرص على شراء البرتقال، لا سيما الشرائح المتعلمة التي تتابع الأبحاث والمعلومات بشكل واسع على الإنترنت. حيث يؤكد عبدالله محمد أنه بالإضافة إلى حبه لفاكهة البرتقال، فهو يسعى من خلاله إلى تحقيق الفائدة الصحية استنادًا إلى العديد من الدراسات التي اطلع عليها عبر الإنترنت.

وفي تأكيد لهذا الإقبال، يقول حسين غانم، وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية والخضراوات في إحدى قرى ريف السياني، إن الكثير من الزبائن يحرصون على شراء البرتقال. ولذلك، يذهب كل يومين إلى سوق الفواكه المركزي لشراء البرتقال من أجل بيعه للمواطنين في قريته الريفية.

تحديات زراعة البرتقال

يواجه مزارعو البرتقال العديد من التحديات، وخصوصاً في محافظة مأرب. ويشكو المزارعون من عدم توفر العلاجات المناسبة لمكافحة الأمراض، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الأسمدة والمبيدات، وغياب الدعم للمزارع.

تحتل محافظة مأرب وسط اليمن المرتبة الأولى في إنتاج البرتقال، حيث وصل إنتاجها في عام 2021 إلى نحو 81 ألف طن. وقد جاءت هذه البيانات في كتاب الإحصاء الزراعي للعام 2021، الصادر عن وزارة الزراعة في صنعاء، والذي أشار إلى أن إجمالي إنتاج اليمن من البرتقال سجل في العام نفسه حوالي 130 ألف طن.

وبحسب موقع “حلم أخضر”، أدَّت الحرب إلى تراجع إنتاج اليمن من فاكهة البرتقال، حيث انخفض من 120 ألف طن عام 2014، إلى حوالي 109 آلاف طن عام 2019. ونتيجة لذلك، فقدت المساحة الزراعية المخصصة لمحصول البرتقال قرابة 517 هكتارًا.

البرتقال فاكهة الشتاء الصحية في اليمن
يبدأ موسم البرتقال في اليمن بداية الشتاء في ديسمبر ويستمر حتى مارس

ويشكو المزارعون من صعوبة نقل وتسويق البرتقال داخل البلاد بفعل تداعيات الحرب التي أدت إلى قطع العديد من الطرق الرئيسية بين المحافظات، إضافة إلى غياب السوق المركزي والدعم الحكومي.

كما يواجه المزارعون تحديات بيئية، مثل شح المياه وملوحة التربة. وتترافق هذه التحديات مع انتشار آفات وأمراض، منها: حشرة المن الأسود، والحشرة القشرية، والعناكب، فضلاً عن الأمراض الفطرية كـ: تصمغ الساق وتعفُّن الجذور.

وفي ظل التحديات، يأمل عبدالله محمد ألا تؤثر هذه العوامل، سواء تداعيات الحرب أو التغيرات المناخية، على تراجع إنتاج فاكهة البرتقال، فهو يرى في دعم الزراعة والقطاع الزراعي المخرج الوحيد للكثير  من السكان في اليمن.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows