
اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تتملك الولايات المتحدة محطات الطاقة النووية الأوكرانية وتديرها، في إطار مساعيه الأخيرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وجارتها. ويأتي هذا العرض فيما يستعد نحو 30 قائدا عسكريا من مختلف البلدان يسعون للمساعدة في المحافظة على أي وقف لإطلاق النار قد يتم التوصل إليه بين روسيا وأوكرانيا، لعقد محادثات في بريطانيا الخميس لبحث خطط نشر قوة لحفظ السلام.
ومن المقرر أيضا أن يناقش قادة الاتحاد الأوروبي الحرب المتواصلة منذ ثلاث سنوات أثناء قمة في بروكسل الخميس، إضافة إلى قدرات التكتل الدفاعية في مواجهة عدائية روسيا. وبعد اتصال الأربعاء مع ترامب، أفاد زيلينسكي بأن كييف "مستعدة" لوقف الهجمات على شبكة الطاقة والبنى التحتية الروسية، وذلك بعد يوم على موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأمر ذاته تجاه أوكرانيا.
واحتلت روسيا محطة زابوريجيا للطاقة، وهي الأكبر في أوروبا، خلال الأسابيع الأولى من غزوها لأوكرانيا قبل ثلاث سنوات، والوضع الأمني هناك محفوف بالمخاطر، ما يثير المخاوف من وقوع كارثة محتملة. وأضاف زيلينسكي أن إعادة تشغيل المحطة بالكامل قد تستغرق "عامين" أو حتى "عامين ونصف عام"، شريطة أن تعيد روسيا ليس الموقع فحسب، بل أيضا البنية التحتية القريبة اللازمة لتشغيله، وتسحب أسلحتها من المنطقة، وأكد أن "محطة الكهرباء لن تعمل طيلة فترة الاحتلال".
لكن الطاقة التي كانت توفرها المحطة قبل الحرب ضرورية، بحسب زيلينسكي الذي تابع "هل نحن بحاجة إلى ذلك؟ من أجل الشعب، نعم، ومن أجل أوروبا أيضا". وشدد الرئيس الأوكراني أيضا على أهمية وجود الموظفين الأوكرانيين في المحطة، مؤكدا أنه أمر ضروري لضمان سلامتها "للعالم أجمع".
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، يسعى ترامب إلى إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في فبراير/ شباط 2022. لكن بحسب زيلينسكي، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يريد وقف إطلاق النار" طالما أن القوات الأوكرانية موجودة في منطقة كورسك الروسية.
وحاليا باتت القوات الأوكرانية تسيطر على جزء صغير للغاية من كورسك منذ الهجوم الذي شنته عبر الحدود في أغسطس/ آب 2024، بعدما أجبرت على التراجع بشكل كبير في الآونة الأخيرة. وناقش زيلينسكي وترامب الوضع في منطقة كورسك خلال مكالمتهما الهاتفية، وفق ما أفاد مسؤولون أوكرانيون وأميركيون، من دون تقديم تفاصيل. ومنذ بدء ولايته الرئاسية الثانية، غيّر ترامب سياسة واشنطن الدبلوماسية، فتقارب مع روسيا وانتقد كييف بشدة.
وفي فبراير/ شباط، شهد البيت الأبيض مشادة كلامية حادة بين الرئيسين. لكنّ السلطات الأوكرانية بذلت جهودا كبيرة لإصلاح العلاقات مع الإدارة الأميركية، ويبدو أن التوترات قد هدأت. وأكّد زيلينسكي أنّ المحادثة التي أجراها، الأربعاء، مع الرئيس الأميركي هي "ربّما واحدة من أكثر المحادثات أهمية وإيجابية" في الآونة الأخيرة. وأضاف "أريد أن أكون صريحا، صريحا جدا. اليوم، لم أشعر بأي ضغوط من ترامب".
وأشاد الرئيس الأوكراني أيضا بعلاقته مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يتحدث معه "مرة يوميا". وأضاف أنه سيتوجه إلى فرنسا "الأسبوع المقبل" وسيعقد "عدة اجتماعات"، من دون أن يورد تفاصيل بشأنها. وقاطع الرئيس الفرنسي المؤتمر الصحافي لزيلينسكي لفترة وجيزة من خلال الاتصال به. وقال الرئيس الأوكراني بالإنكليزية وهو يرد على الهاتف "إيمانويل، عذرا، لدي لقاء مع صحافيين". وأشار زيلينسكي أيضا إلى أن بلاده تلقت "عدة" طائرات مقاتلة إضافية من طراز إف-16، رافضا تحديد عددها والجهة المانحة. وبدأ حلفاء أوكرانيا تسليمها هذه الطائرات المصممة في الولايات المتحدة عام 2024.
(فرانس برس)
