
أصبحت الولايات المتحدة الآن أقرب إلى إيجاد حلٍّ لمعضلة المعادن النادرة التي باتت تشكّل أزمة لعلاقاتها مع العديد من دول العالم. ووفق دراسة أصدرها باحثون من جامعة تكساس في أوستن، فإن تقديراتٍ تُشير إلى أن رماد الفحم في أميركا يحتوي على 11 مليون طن من العناصر الأرضية النادرة، أي ما يُقارب ثمانية أضعاف الاحتياطيات المحلية المعروفة في الولايات المتحدة.
ورماد الفحم، الذي اعتُبر لفترةٍ طويلةٍ نفاياتٍ صناعية، هو المُنتج الثانوي المسحوق المتبقي بعد حرق الفحم لاستخدامه وقوداً. وهذا أول تقييمٍ وطنيٍّ لرماد الفحم باعتباره مورداً مهماً للمعادن النادرة. ووفق الدراسة التي نشرت "أويل برايس" مقتطفات منها مساء أمس الثلاثاء، بخلاف التعدين التقليدي، يتميز استخراج رماد الفحم بميزة رئيسية، إذ إن عملية الحرق قد فصلت المعادن عن خامها الأصلي، مما يقلل الحاجة إلى خطوات التكرير كثيفة الاستهلاك للطاقة.
وقال دافين باجدوناس، الباحث العلمي في جامعة وايومنغ: "توجد كميات هائلة من المعادن النادرة في جميع أنحاء البلاد. وقد جرى بالفعل الاهتمام بالعملية الأولية لاستخراج المعادن النادرة". ووفقاً للبحث، تختلف أنواع رماد الفحم، إذ تحتوي مناطق مختلفة من البلاد على تركيزات متفاوتة من العناصر الأرضية النادرة، مما يحدد مدى سهولة استخراجها.
وتؤكد الدراسة على سبيل المثال أن رماد الفحم من حوض الأبلاش يحتوي على أعلى تركيز من العناصر الأرضية النادرة، بمتوسط 431 ملليغراماً لكل كيلوغرام، بينما يحتوي الفحم من حوض نهر باودر على تركيز أقل بنسبة (264 ملليغراماً/كغ). ومع ذلك، لا يمكن استخراج سوى حوالي 30% من رماد الفحم من حوض الآبالاش، في حين يتمتع رماد الفحم من حوض نهر باودر بمعدل استخراج أعلى بكثير يبلغ 70%، مما يجعله خياراً أكثر قابلية للتطبيق للاستخراج على نطاق واسع.
ضغوط على أوكرانيا للسيطرة على المعادن النادرة
ولا يخفى على الرئيس دونالد ترامب أهمية المعادن الحيوية للولايات المتحدة. ففي الشهر الماضي، رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عرضاً من ترامب للاستحواذ على ما يقرب من 50% من حقوق أوكرانيا في المعادن الأرضية النادرة. وتُقدر احتياطيات أوكرانيا المعدنية بعدة تريليونات من الدولارات، وتشمل الليثيوم والتيتانيوم والجرافيت، وهي عناصر أساسية للصناعات التكنولوجية المتقدمة.
وقد قدم وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت هذا الاقتراح في إطار مسعى لتعويض واشنطن عن مساعداتها لكييف. وكان ترامب قد أشار إلى أن أوكرانيا مدينة للولايات المتحدة بموارد بقيمة 500 مليار دولار مقابل دعمها العسكري السابق. ومع ذلك، سعى زيلينسكي إلى الحصول على شروط أفضل، بما في ذلك ضمانات أمنية أميركية وأوروبية. ولم يتضمن اقتراح ترامب بنوداً تتعلق بالمساعدات المستقبلية، وهو ما يراه زيلينسكي ضرورياً.

Related News
