
بعد أسابيع قليلة على عودته إلى منزله في مدينة غزّة، ارتقى الفنان التشكيلي ضرغام قريقع (1997) شهيداً في مجزرة نفّذها الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء، بعد إعلان استئنافه الحرب في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي.
ونشَر عدد من الفنانين والصحافيين، ومؤسسات ثقافية فلسطينية، على وسائل التواصل الاجتماعي نعياً للفنان الذي استشهد مع زوجته وإخوته، مستذكرين ما قدّمه من أعمال خلال حرب الإبادة على غزّة، ودوره في التعاون مع عدد من الهيئات والمراكز في مشاريع فنية.
الفنان الذي درس التصيمم الداخلي والديكور، كان قد كتب على صفحته في "فيسبوك" في 28 شباط/ فبراير الماضي: "بعد 15 شهراً من التهجير، عدت إلى غزة لأجد نفسي أمام حقيقة لا تصدق وصعبة جداً؛ بعد تدمير منزلي ومرسمي بالكامل من الجيش الإسرائيلي، وكل أعمالي الفنية التي كنت أعدّها لمعرضي الأول ’حتى ينبت للكرسيّ جناحان‘ اختفت تحت الركام. كانت تلك الأعمال أكثر من مجرد لوحات؛ كانت جزءاً من روحي، من أحلامي التي طالما حلمت أن أشاركها مع المتلقي".
دمّر الاحتلال منزله ومرسمه وكل أعماله الفنية التي كان يعدّها لمعرضه الأول
وأضاف قريقع "ما حدث ليس مجرد تدمير للأشياء، بل هو محاولة لطمس الذاكرة، والثقافة، والإنسانية. ولكن كما يقال: ’لا يُقتل الأمل إلا بموت الروح‘، والفن هو روحي التي لن تموت".
وتتنوّع الأعمال التي رسمها خلال السنوات الماضية التي تعكس قوة خطوطه وألوانه وأسلوبه التعبيري في رسم بورتريهات لأشخاص في حالات نفسية متنوعة، مع انزياحات في بعضها إلى غرائبية توظّف رموزاً تشير بشكل أو بآخر إلى واقع غزّة.
على صفحته في "فيسبوك"، أدرج الفنان الفلسطيني محمد الحاج منشوراً قديماً يصف فيه تجربة قريقع بقوله "يمتلك أرضيّة خصبة وصلبة تؤهّله لما هو مستوى أعلى في حجز مقعد له في الوسط الفنّيّ. دراساته التشريحيّة الجريئة والقيم اللونيّة ما بين الجماليّة والتعبيريّة، والتخطيطات الإسكتشيّة ما بين القوّة والمرونة؛ كلّ ذلك وأكثر يجعلنا نقف أمام تجربة تستحقّ الصقل لتظهر ببريق ولمعان فريدين من نوعهما".

Related News




