خاص | كواليس مفاوضات غزة: تعثر أعقبه تلويح بورقة الحوثيين
Arab
9 hours ago
share

علم "العربي الجديد" أن وفد التفاوض في حركة المقاومة الفلسطينية حماس سيصل إلى القاهرة خلال يومين بناءً على دعوة مصرية، في محاولة لإنقاذ مفاوضات تمديد وقف إطلاق النار على ضوء المقترح الأميركي الذي قدمه مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف مؤخراً. وبحسب ما علم "العربي الجديد"، فإن زيارة وفد التفاوض الأخيرة إلى القاهرة، يوم الجمعة الماضي، شهدت توتراً في جلسات النقاش التي جرى خلالها بحث مقترح المبعوث الأميركي، وذلك قبل أن يغادر الوفد من دون التوصل إلى اتفاق واضح.

ويأتي ذلك فيما أرجعت مصادر مصرية عودة التصعيد على مستوى الإقليم وعمليات القصف الأميركية، التي تقول واشنطن إنها تستهدف الحوثيين في اليمن، إلى تعثر جولة المفاوضات الأخيرة التي جرت بين القاهرة والدوحة، مؤكدة أن الضربات الأميركية جاءت في أعقاب التلويح بموقف الحوثيين الداعم بعودة الهجمات الملاحية في البحر الأحمر، حال استمر التعنت الإسرائيلي وإغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية.

وأوضحت المصادر، التي فضّلت عدم ذكر اسمها، أن الجانب الأميركي قام بعملية ضغط عكسية على فريق التفاوض الفلسطيني عبر توجيه ضربة كبيرة للحوثيين والتلويح بمزيد من التصعيد غير المسبوق، وذلك في محاولة لدفع فريق التفاوض لالتقاط العرض الأميركي الأخير.

الجانب الأميركي قام بعملية ضغط عكسية، على فريق التفاوض الفلسطيني عبر توجيه ضربة كبيرة للحوثيين

وأعلنت حركة حماس، يوم الخميس الماضي، موافقتها على مقترح للوسطاء بالإفراج عن جندي إسرائيلي- أميركي وأربعة جثامين لمزدوجي الجنسية، وذلك لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق الذي خرقته إسرائيل. وبحسب مصادر مصرية، فإن ما قدمته حماس كان يلقى قبولاً لدى الإدارة الأميركية، قبل تحول مفاجئ بعد ساعات قليلة من موافقة واشنطن خلال اتصالات مع الوسطاء.

وأرجعت المصادر التحول الأميركي إلى ضغوط مارسها اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة على إدارة الرئيس دونالد ترامب لدفعه نحو إجبار حماس على إطلاق سراح أسرى إسرائيليين إلى جانب الأسير مزدوج الجنسية خلال الدفعة المرتقبة، في ظل هجوم عنيف من أسر الأسرى الإسرائيليين على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتصاعد الدعوات إلى ضرورة حصول الجنود الإسرائيليين على الجنسية الأميركية قبل التحاقهم بالجيش، في إشارة إلى تهاون نتنياهو بشأن مصير الجنود الأسرى في مقابل الحرص الأميركي على إطلاق سراح الأسرى الذين يحملون الجنسية الأميركية.

وفي تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، قال الناطق باسم حركة حماس جهاد طه إن الجهود والمساعي متواصلة من قبل الوسطاء، وأصبح واضحاً للجميع أن الذي يماطل ويضع العراقيل هو الاحتلال للهروب من الانتقال إلى المرحلة الثانية رغم الإيجابية التي تبديها حماس وفصائل المقاومة. وأضاف أن المقترحات التي عرضت مؤخراً "هي من صلب الاتفاق الأساسي وليست بعيدة عنه، بل هي المدخل الأساسي للدخول في تنفيذ المرحلة الثانية".

وأكد طه أن الموقف الأميركي "يجب أن يكون واضحاً لجهة تمرد الاحتلال وعدم الالتزام بتنفيذ المرحلة الثانية، وبالقول هذا غير مقبول بالمطلق"، مشدداً على أنه "يجب على الإدارة الأميركية أن تكون أكثر جدية في التعاطي مع الاحتلال وعدم الانحياز له".

وكان المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قد وصف، اليوم الأحد، رد "حماس" على مقترح أميركي لتمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة بأنه "غير مقبول". ويأتي ذلك رغم إعلان حماس، الخميس، موافقتها على مقترح للوسطاء بالإفراج عن جندي إسرائيلي- أميركي وأربعة جثامين لمزدوجي الجنسية، وذلك لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق الذي خرقته إسرائيل.

وقال ويتكوف، في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأميركية، إنّ واشنطن قدمت مقترحاً لتضييق الفجوات لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق بين إسرائيل و"حماس". وأوضح أن من شأن المقترح أن يقود إلى إطلاق سراح خمسة أسرى أحياء لدى "حماس"، مقابل الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وأضاف ويتكوف أنه ينصح حركة حماس بأن "تكون أكثر عقلانية وأن تشاهد ما فعلته الضربات الأميركية بالحوثيين". وأوضح أن هذا المقترح من شأنه "إتاحة الوقت للتفاوض على إطار وقف دائم لإطلاق النار".

في المقابل، رد الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم، مساء اليوم الأحد، على تهديدات ستيف ويتكوف. وقال قاسم في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" إن "الحديث عن مقترحات جديدة لا يخدم مسار تطبيق الاتفاق، وهذه التهديدات تزيد الأمور تعقيدًا، ولا توفر أرضية مناسبة لإتمام تنفيذ الاتفاق وتحقيق الهدوء الذي يسعى إليه الجميع في المنطقة". وأضاف أن الحركة "تؤكد أن هناك اتفاقًا جرى التوقيع عليه من قبل جميع الأطراف، وهذا الاتفاق تم أيضًا بوساطة الولايات المتحدة الأميركية ومبعوثيها إلى المنطقة، ومنهم المبعوث ويتكوف، حيث نصّ على ثلاثة مراحل، والمطلوب بشكل واضح ومبسط هو الالتزام بتطبيق ما جاء في الاتفاق والانتقال إلى المرحلة الثانية مع استحقاقاتها".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows