أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، أمس السبت، أن أولى رحلاته الخارجية بعد توليه منصبه ستأخذه إلى فرنسا والمملكة المتحدة بالإضافة إلى الأراضي القطبية في نونافوت، وأن هذه الرحلات ستعزز سيادة كندا وأمنها. وكان كارني أدى اليمين بوصفه رئيس وزراء كندا أمس الأول الجمعة، وذكر مكتب كارني أن الرحلة تهدف إلى "تعزيز اثنين من أقوى وأطول شراكاتنا الاقتصادية والأمنية، وإعادة تأكيد سيادة كندا وأمنها في المنطقة القطبية".
ومن المقرر أن يلتقي كارني في باريس الرئيسَ الفرنسي إيمانويل ماكرون لمناقشة تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والدفاعية بالإضافة إلى مناقشة الذكاء الاصطناعي. وخلال زيارته إلى لندن فإنه من المقرر أن يناقش مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تعزيز الأمن عبر الأطلسي، وتنمية قطاع الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن التجارة الثنائية والعلاقات التجارية بين البلدين. ثم بعد ذلك من المقرر أن يسافر كارني إلى نونافوت، وهي منطقة كندية قليلة السكان تبلغ مساحتها أكثر من مليوني كم مربع وتشكل معظم أرخبيل كندا القطبي الشمالي.
وقال كارني: "تأسست كندا على اتحاد الشعوب – الأصلية، الفرنسية، والبريطانية"، وأضاف:"زيارتي إلى فرنسا والمملكة المتحدة ستعزز الروابط التجارية والدفاعية مع اثنين من أقوى شركائنا وأكثرهم اعتمادية، وزيارتي إلى نونافوت ستكون فرصة لتعزيز سيادة كندا وأمنها في المنطقة القطبية، وخطتنا لإطلاق الإمكانات الاقتصادية الكاملة للمنطقة الشمالية".
وتأتي زيارة كارني إلى نونافوت في وقت يتزايد فيه الخطاب المقلق الصادر عن البيت الأبيض منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي. وتحدث ترامب لعدة أشهر عن رغبته في السيطرة على غرينلاند، التي هي جزء من مملكة الدنمارك، وتوسيع النفوذ الأميركي في المنطقة القطبية. كما كان ترامب يتحدث علناً لأسابيع عن ضم كندا بوصفها ولاية أميركية رقم51.
ومن جهة أخرى نقلت وكالة أسوشييتد برس، اليوم الأحد، عن كارني قوله إنه مستعد للقاء ترامب إذا أظهر احتراماً للسيادة الكندية، وأضاف أنه لا يعتزم زيارة واشنطن في الوقت الحالي، لكنه يأمل في إجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس قريباً. وأثارت الرسوم الجمركية الشاملة التي تبلغ 25 % وحديث ترامب عن ضم كندا إلى الولايات المتحدة غضب الكنديين ويتجنب الكثير منهم شراء السلع الأميركية عندما يتمكنون من ذلك. وتراجع حكومة كارني صفقة شراء طائرات مقاتلة من طراز "إف 35" الأميركية في ضوء الحرب التجارية التي يشنها ترامب.
(أسوشييتد برس)
