
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن مبعوث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لشؤون الأسرى آدم بولر قدم استقالته الجمعة من منصبه. ونقلت عن مساعدين في البيت الأبيض والكونغرس قولهم إن بولر تخلى عن تعيينه في منصبه التابع لوزارة الخارجية الأميركية حتى لا يضطر إلى مغادرة شركات يتولى إدارتها. وأضافت أنه سيصبح موظفاً حكومياً خاصاً.
وتأتي الاستقالة بعدما أثار بولر بتصريحات وصف فيها عناصر حماس بأنهم "لطيفون" حالة من الغضب في إسرائيل التي تحاول دائماً شيطنة حركة المقاومة الفلسطينية، ما أجبره على التراجع عنها تحت ضغط تل أبيب. وقبل أيام، التقى بولر بمسؤولين كبار من حماس في الدوحة دون علم إسرائيل، لإجراء مباحثات حول إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، من بينهم خمسة أميركيين.
والاثنين الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو للصحافيين، أثناء سفره إلى المملكة العربية السعودية، إن المحادثات مع حركة حماس كانت "مرة واحدة لم تؤت ثمارها"، وفقا لما نقله موقع "أكسيوس" الإخباري. وأضاف روبيو أن "القناة الأساسية للمفاوضات بشأن صفقة جديدة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة يقودها مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، من خلال الوسطاء القطريين".
وفي إشارة إلى أن إسرائيل غير سعيدة بحقيقة أن البيت الأبيض يجري محادثات مع حماس، قال بولر في تصريح إعلامي: "أنا أفهم لماذا الإسرائيليون غاضبون، ولكن نحن الولايات المتحدة - لسنا عملاء لإسرائيل، ولدينا مصالحنا الخاصة". وأضاف: "ربما سألتقي بهم (الإسرائيليين) وأقول لهم: ليس لديهم (حماس) قرون تنمو على رؤوسهم، إنهم في الواقع رجال مثلنا، رجال لطيفون". وأضاف أن الاجتماعات مع ممثلي حماس "وافق عليها ترامب، وكانت مفيدة للغاية في الترويج لإطلاق سراح الرهائن".
ووُلِد بولر (51 عاماً) في نيويورك لأبوين يهوديين، وكان زميله في السكن في جامعة بنسلفانيا صهر ترامب، جاريد كوشنر. ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عمل بولر، وهو رجل أعمال وصاحب شركة استثمار عملاقة في مجال الرعاية الصحية، وسيطاً نيابة عن ترامب خلال ولايته الأولى (2018- 2021) في اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وكل من البحرين والإمارات والمغرب.
وتنصل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إذ يرغب في إطلاق سراح مزيد من المحتجزين الإسرائيليين دون تنفيذ التزامات هذه المرحلة، لا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بالكامل. ولذلك زعم نتنياهو في الثامن من مارس/ آذار الجاري أن حماس ترفض التجاوب مع مقترح أميركي لوقف إطلاق نار مؤقت خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، مبرراً بذلك استخدامه سلاح "التجويع" المحرم دولياً بمنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة في الـ2 من الشهر ذاته.
في المقابل، أكدت حماس مراراً التزامها بالاتفاق وطالبت بإلزام إسرائيل به، ودعت الوسطاء للبدء فوراً بمفاوضات المرحلة الثانية، واعتبرت قرار منع المساعدات "ابتزازاً رخيصاً وجريمة حرب وانقلاباً سافراً على الاتفاق".
