سورية: انقسامات في السويداء بشأن تصريحات حكمت الهجري
Arab
5 hours ago
share

أثارت تصريحات الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، يوم أمس الخميس، زوبعة من المواقف المتباينة بين رافض ومؤيد في السويداء، خاصة أنها جاءت بعد يوم واحد من انتشار صورة لوثيقة تفاهم جمعت ممثلين عن المحافظة، منهم المحامي أسامة الهجري المقرب من حكمت الهجري، مع محافظ السويداء مصطفى البكور.

ويرى الشيخ عميد جريرة، أحد قادة الفصائل المقربة من الهجري، أن "هذه التصريحات تعبر عن رأي وتخوفات جزء كبير من أهالي السويداء؛ خاصة بعدما استباحت بعض المليشيات التابعة للدولة دماء وأرزاق الناس في الساحل وحمص وحماة"، وأضاف لـ"العربي الجديد" أن "الجيش لم يصبح وطنياً حتى الآن، وما زال يتصرف بمنطق المليشيات المتشددة وليس منطق الدولة أو حتى الثورة والثوار. هناك شرخ كبير بين ما تقوم به قوى الأمن العام، وما تتحمله من مسؤولية وطنية في بسط الأمن وإعادة الأمن للمناطق التي تشهد توترات ونزاعات، وبين التصرفات اللامسؤولة التي تنفذها مليشيات الفصائل". وقال جريرة: "المؤسف أكثر أن الحكومة تساهم في خلق الفتنة بين مكونات الشعب السوري بكل قرار تتخذه وكل تعيين"، مشيراً إلى أن "الحكومة تُصر على أن تكون كامل التعيينات الأمنية في المحافظة وخارجها من لون واحد، تماماً كما كانت تفعل حكومات النظام البائد".

وكان الهجري أطلق مواقف تصعيدية تجاه الحكومة السورية في مقطع فيديو اعتبر فيه أن "لا توافق ولا اتفاق مع الحكومة طالما أنها تستأثر بالقرار السوري ولا تهدف للتشاركية في بناء الوطن"، وأشار إلى أن الحكومة "مازالت مصنفة في قوائم الإرهاب الدولية"، مطالباً "أبناء المحافظة وغيرها بأن تتخذ موقفاً موحداً من الحكومة".

وكان فصيل "مضافة الكرامة" بقيادة ليث البلعوس، وباتفاق مع حركة "رجال الكرامة"، الفصيل الأكبر في السويداء، افتتحا مقراً في بلدة المزرعة غربي السويداء لتجنيد الراغبين من أبناء المحافظة في العمل ضمن صفوف الجيش السوري. وفي هذا الشأن، أكد الشيخ ليث البلعوس، في تصريحات إعلامية، أن "محافظة السويداء هي منطقة عربية قبل كل شيء، وهي جزء لا يتجزأ من الأم سورية، وقبلتها دمشق دون سواها"، مضيفاً أن "فصائل السويداء ووجهاءها يجرون مباحثات وحواراً دائماً مع الحكومة في دمشق، وقد جرى الاتفاق على تشكيل لواء تابع لوزارة الدفاع تكون كوادره القيادية من أبناء المحافظة"، منوهاً إلى أن "هذه الفصائل تحمل مشروعاً وطنياً جامعاً"، وأضاف أن "ممثلي الشيخ الهجري انسحبوا مؤخراً من المحادثات".

وقال الناشط عمر المحيثاوي لـ"العربي الجديد" إن "مكتب التسجيل في المزرعة لاقى إقبالاً كبيراً من شباب السويداء، خاصة أنه وضع شروطاً مناسبة للعمل في قطاعات الجيش والقوى الأمنية"، مشيراً إلى أن "الحديث عن رواتب تبدأ من 120 دولار وعقد لمدة أربع سنوات وخدمة ضمن حدود المحافظة تتيح للمنتسب متابعة أعماله الخاصة، ولا تزيد من أعباء السفر والسكن". وأشار المحيثاوي إلى أن "معظم شباب السويداء أُستُنزفوا خلال السنوات الماضية، وباتوا ينظرون للاستقرار والأمان في ظل حكومة عادلة، تساهم في تذليل العقبات الأمنية والإدارية والخدمية"، معتبراً أن "رأي الشيخ الهجري يمثل شريحة واسعة من الناس المتخوفة من الإجراءات الأحادية للحكومة، ولكن باقي الفصائل المتعاونة مع الإدارة تريد الاندماج في الحكومة لتفويت الفرصة على الطروحات الإقليمية والمحلية التي تسعى لزرع الفتنة وزعزعة الأمن في المنطقة".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows