
فيما تتوقع شركة بي إم دبليو (BMW)، تكبد خسائر بقيمة مليار يورو نتيجة تصاعد حرب الرسوم الجمركية، أعلنت اليوم الجمعة انخفاض صافي أرباحها بأكثر من الثلث عام 2024، إلى 7.68 مليارات يورو (8.32 مليارات دولار)، وهو ما يتوافق مع توقعات سابقة كانت سائدة في السوق. وجاء تراجع الأرباح بعد ضعف المبيعات في الصين وألمانيا، إضافة إلى تأخيرات في التسليم بسبب مشاكل في الفرامل. (الدولار = 0.9221 يورو).
وتوقعت شركة صناعة السيارات الفاخرة اليوم أن يراوح هامش أرباحها من السيارات بين 5% و7% في عام 2025، حسب ما أوردت رويترز، مضيفة أن توقعاتها تأخذ في الاعتبار جميع الرسوم الجمركية المفروضة بحلول 12 مارس/آذار، والتي تشمل زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية من الصلب والألمنيوم ورسوما جمركية بنسبة 25% على بعض المركبات القادمة من المكسيك، ومنها سيارات بي إم دبليو، علماً أن صافي الربح انخفض في الربع الرابع 41%، تماشياً مع تحذيرات سابقة من الشركة.
ونقلت فرانس برس عن الشركة توقعها أن تكون أرباحها قبل الضرائب في عام 2025 بالمستوى المنخفض نفسه الذي كانت عليه عام 2024، محذرة في الوقت نفسه من أن الكثير من التوقعات يعتمد على التغيرات السريعة في السياسات التجارية. وقالت الشركة في بيان إنه "من المتوقع أن يُشكّل استمرار الوضع الصعب في الصين وزيادة الرسوم الجمركية رياحا معاكسة".
وأكدت بي إم دبليو أن أحدث إرشاداتها تأخذ في الاعتبار تحركات الرسوم الجمركية التي اتُخذت حتى الآن، وحذرت من أن أي زيادات إضافية في الرسوم الجمركية "قد يكون لها تأثير سلبي". وكان الضعف في الصين، حيث تكافح شركات صناعة السيارات الأوروبية لمنافسة منافسيها المحليين مثل بي واي دي (BYD)، عائقاً كبيراً أمام أرباح بي إم دبليو لعام 2024. وانخفضت تسليمات السيارات في الصين بنسبة 13.4% العام الماضي، بينما انخفض إجمالي تسليمات مجموعة بي إم دبليو، التي تضم أيضا ميني ورولز رويس، بنسبة 4%.
ونقلت شبكة بلومبيرغ الأميركية عن الرئيس التنفيذي لشركة بي إم دبليو أوليفر زيبسي قوله إن تصاعد النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا والصين سيكلف شركة صناعة السيارات حوالي مليار يورو (1.1 مليار دولار) هذا العام. وقال زيبسي، في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ اليوم: "لا نعتقد أن جميع هذه الرسوم الجمركية ستستمر طويلاً، رغم أن بعضها قد يستمر لفترة أطول". وأضاف أنه مع تقدير الكلفة بمليار يورو "نحن في مأمن تماماً".
ويأتي ذلك فيما تستعد بي إم دبليو وشركات صناعة السيارات الأوروبية الأخرى لمعرفة المدى الكامل للرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس دونالد ترامب فرضها على السيارات المستوردة إلى الولايات المتحدة. وتهدد هذه الرسوم ليس فقط السيارات المصنعة في أوروبا، بل أيضا السيارات المنتجة في مصانع في المكسيك وكندا، والتي تعمل شركات صناعة السيارات فيها منذ سنوات بموجب اتفاقيات تجارية سابقة.
وفيما قال زيبسي: "إذا بالغت في فرض الرسوم الجمركية، فسيؤدي ذلك إلى عواقب سلبية على جميع المشاركين في السوق. لا رابح في هذه اللعبة"، تواجه بي إم دبليو بالفعل رسوماً جمركية على السيارات التي تنتجها في مصنعها في سان لويس بوتوسي، المكسيك، والمخصصة للتصدير إلى الولايات المتحدة. وأرجأ ترامب فرض الرسوم الجمركية على الشركات امتثالاً لاتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، لكن بي إم دبليو لم تلتزم بقواعد المحتوى المحلي.
وفي الوقت نفسه، تتأثر بي إم دبليو بالرسوم الجمركية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على السيارات المستوردة من الصين، حيث تنتج علامتها التجارية ميني سيارة كهربائية وسيارة دفع رباعي. وانضمت بي إم دبليو إلى شركات تصنيع السيارات الصينية في الطعن على الرسوم أمام القضاء.
