
قال دبلوماسيون أمس الخميس إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وافق على بيان يندد بالأحداث التي شهدتها منطقة الساحل السوري الأسبوع الماضي، ويدعو السلطات السورية إلى حماية جميع السوريين، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم. وأضاف الدبلوماسيون أن البيان، الذي تم الاتفاق عليه بالإجماع، سيُعتمد رسمياً في وقت لاحق اليوم الجمعة، ويندد بالعنف في اللاذقية وطرطوس بسورية.
وبحسب ما أوردته وكالة "رويترز" فإن بيان مجلس الأمن يدعو السلطات السورية إلى محاسبة مرتكبي "أعمال القتل الجماعي". كما يدعو كافة الدول لحماية سيادة سورية ووحدة أراضيها والامتناع عن أي أعمال قد تؤدي إلى زعزعة استقرارها
روسيا تنتقد القيادة السورية بشدة
في الأثناء، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مطلعين قولهما إن روسيا انتقدت بشدة السلطات السورية في اجتماع مغلق للأمم المتحدة هذا الأسبوع، وقارنت بين الإبادة الجماعية في رواندا والأحداث في الساحل السوري التي أكدت الحكومة السورية أنها كانت ضد فلول النظام السابق.
وجاءت انتقادات موسكو في الاجتماع المغلق لمجلس الأمن على الرغم من الجهود التي تبذلها للاحتفاظ بقاعدتين عسكريتين رئيسيتين على الساحل السوري، التي شهدت مواجهات الأسبوع الماضي إثر تمرد لفلول النظام السابق، وراح ضحيتها ما لا يقل عن 800 قتيل، بحسب آخر توثيق للشبكة السورية لحقوق الإنسان، الثلاثاء.
واندلعت أعمال العنف في السادس من مارس/آذار إثر هجوم على قوات الأمن الحكومية، وُجهت أصابع الاتهام فيه إلى شخصيات عسكرية سابقة موالية لنظام بشار الأسد المخلوع. ودعا الكرملين، الذي دعم الأسد قبل الإطاحة به وفراره إلى روسيا في 8 ديسمبر/كانون الأول، يوم الثلاثاء إلى بقاء سورية موحدة، مشيراً إلى أنه على اتصال بدول أخرى بشأن الأمر.
لكن تعليقاته في الإحاطة المغلقة لمجلس الأمن الدولي يوم الاثنين، والتي دعا إليها بالاشتراك مع الولايات المتحدة، كانت أكثر حدة مما يسلط الضوء على استراتيجية موسكو فيما تسعى لإعادة تأكيد نفوذها على مسار سورية. ووفق "رويترز" لم تُنشر هذه التعليقات سابقاً.
وقال مصدران مطلعان على الاجتماع للوكالة إن المبعوث الروسي فاسيلي نيبينزيا قارن بين أعمال القتل في الساحل السوري والإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 عندما تعرض التوتسي والهوتو المعتدلون لمذابح منهجية على يد المتطرفين الهوتو بقيادة الجيش الرواندي وميليشيا تعرف باسم إنتراهاموي. ونقلا عنه قوله أمام الحاضرين إن "أحداً لم يوقف القتل" في سورية.
وعندما سُئل عما إذا كان يشبه الأحداث في الساحل السوري بالإبادة الجماعية في رواندا، قال نيبينزيا لـ"رويترز": "أقول ما أريد في المشاورات المغلقة، بناء على فرضية أنها مشاورات مغلقة ولا يخرج منها شيء". وقالت الخبيرة في الشؤون الروسية بمعهد واشنطن، آنا بورشفسكايا، إن موسكو تتخذ احتياطاتها، وذلك عند سؤالها عن سبب توجيه روسيا انتقادات أشد حدة في تصريحاتها بالأحاديث الخاصة مقارنة بالتصريحات العلنية.
وأضافت "يريدون استعادة نفوذهم في سورية ويبحثون عن طريقة للنفاذ. إذا بدأوا بانتقاد الحكومة علناً، فلن يعود هذا عليهم بأي جدوى". وتابعت "تريد روسيا أيضا أن يُنظر إليها على أنها قوة عظمى، مساوية للولايات المتحدة، وتسعى إلى حل الأزمات بالتعاون مع الولايات المتحدة، وبالتالي فإن العمل بشكل خاص مع الولايات المتحدة في هذه المسألة يمنحها مزايا إضافية".
قال المصدران إن نيبينزيا انتقد حل الحكومة السورية لجيش النظام السوري والتقليص الهائل في أعداد العاملين في القطاع العام، وحذر من احتمال تكرار "سيناريو العراق" الذي شهد سنوات من العنف الطائفي عقب الإطاحة بصدام حسين وتفكيك مؤسسات الدولة.
وبعد إسقاط نظام بشار الأسد أدمجت السلطات السورية بعض المقاتلين الأجانب في هيكل عسكري جديد. ويقول منتقدون إن تسريح موظفين من القطاع العام استهدف إقصاء محسوبين على طائفة الأسد، وإن الحوار الوطني الذي عُقد الشهر الماضي لم يحتو الجميع. وصرح الرئيس السوري أحمد الشرع لـ"رويترز" في مقابلة هذا الأسبوع بأن إدارته لا ترغب في توزيع المناصب على أساس طائفي، وأن الحكومة الموسعة المقرر الإعلان عنها هذا الأسبوع قد تشمل علويين. وقال إنه لا يريد رؤية "قطيعة بين سورية وروسيا"، وإن دمشق تريد الحفاظ على "العلاقات الاستراتيجية العميقة" مع موسكو.
وقال المصدران إن روسيا قالت في الإفادة خلف الأبواب المغلقة إن تحركات الحكومة الجديدة أقامت "أساساً فاسداً" للانتقال بعيدا عن عقود من حكم عائلة الأسد. وأكد مبعوثون من الولايات المتحدة وفرنسا والصين أيضا في الإحاطة المغلقة قلقهم إزاء وجود مقاتلين أجانب في سورية وعلى حالة الانتقال السياسي في البلاد.
(رويترز، العربي الجديد)

Related News

