«صفاء الحيدري».. مسيرة رياضية صاغتها «الذكورية الإيجابية»!
Society
23 hours ago
share

كانت في العاشرة من عمرها عندما بدأت ممارسة لعبة تنس الطاولة، وبعد عامين فقط انضمت إلى منتخب محافظة عدن، وما هي إلا سنوات قليلة ليتم اختيارها وهي في سن الثامنة عشر لاعبة للمنتخب الوطني..

هذا الإنجاز المبكر لـ”صفاء عبده محمد الحيدري” كان وراءهُ والدها، وهو لاعب كرة قدم سابق في نادي الشعلة الرياضي بمحافظة عدن، الذي غرس فيها حب الرياضة ورافقها في خطواتها الأولى حتى أصبحت لاعبة بارزة.

تقول صفاء: “كان والدي رياضياً ويحب الرياضة وهو من حببني بها، فمنذ أن كنت في العاشرة من عمري سجّلني ضمن فريق لاعبات تنس الطاولة في نادي الشعلة، وكان يأخذني يوميًّا إلى النادي ويقف بجانبي أثناء التدريب يشجّعني ويحفزني”.

أجمل صورها

خلال مسيرتها الرياضية حصلت صفاء على العديد من الجوائز لبطولات محلية ودولية، وجسد والدها أروع صور الذكورية الإيجابية حين رافقها ودعمها خطوة بخطوة، تقول صفاء في حديثها لـ منصتي 30، “كان والدي بجانبي دائمًا ويهتم بأبسط التفاصيل، يرتب شنطتي، ويشتري الأغراض التي أحتاجها حتى قبل أن اطلبها، وكان يحضر معي المعسكرات ويرافقني في بطولات الجمهورية من محافظة لأخرى، وحتى البطولات العربية، لتشجيعي وغمري بكلماته التحفيزية”.

وتضيف، أنه حينما كان يلاحظ تراجع في حماسها أو شعورها بالتعب والإحباط لأي سبب، كان يذكرها بقيمتها وبأن الطريق نحو حلمها يحتاج إلى صبر واستمرارية، وأنه واقف بجانبها، تقول صفا: “كان عندما يأتي يوم لا أذهب فيه إلى التدريب وأنام، يأتي والدي يصحيني ويسألني: ليش مش رايحه التدريب؟ إيش السبب، إيش فيبك؟”.

كما كان والد صفاء حاجز الأمان بالنسبة لها أمام النظرة المجتمعية المتحفظة تجاه مشاركة الفتيات في الرياضة، توضح صفاء ذلك بقولها: “النظرة المجتمعية في منطقتي كانت صعبة جدًا، لكن الحمد لله كان والدي السبب بأني أتجاوزها، حيث أنه كان متواجداً معي بكل الأوقات”.

يأس وأمل جديد

في 2008م توفي والد صفاء، كانت هذه الفاجعة صدمة لها، وعاشت السنين التي تلتها بحاله من الجمود واليأس، تعبر عن ذلك بقولها: “بعد وفاة أبي توقفت عن اللعب وأصبحت الحياة مظلمة أمامي، كان شعور صعب جدًا أن والدي الذي كان يشجعني، وكانت مسيرتي قائمة بجهده بعد الله سبحانه وتعالى، مات وتركني لوحدي”.

بعد وفاة والدها الداعم الرئيسي لها، لم يكن لدى صفاء أمل في العودة إلى شغفها وحلمها الرياضي، إلا أن زوجها كان له رأي آخر، يقول محمد نجيب، زوج اللاعبة صفاء لمنصتي 30: “عندما تزوجت صفاء، كنت أرى فيها فراغ ناقص، فحاولت أن أسد هذا الفراغ الموجود بتحفيزها وإقناعها للعودة مجددًا لممارسة مهنتها الرياضية، وإعادتها للحياة”.

ويستطرد: “أخذتها من بيت أهلها وهي لاعبة موهوبة، ونجمة ساطعة في اليمن، وكان من واجبي أن أجعل نجوميتها تسطع أكثر لا أن تنطفئ، وأنا بجانبها حتى تسطع نجوميتها ليس في اليمن فقط، بل والوطن العربي”.

تقول صفاء: “زوجي كان خليف لوالدي في دعمي والاهتمام بحلمي، وكان السبب في عودتي إلى التدريب والمشاركة في البطولات من جديد”.

قولٌ وفِعل

لم يتوقف دعم محمد نجيب عند التشجيع بالكلمات، بل تجاوز ذلك إلى المساندة العملية في تفاصيل الحياة اليومية. يروي محمد: “عندما رزقنا الله بطفلنا الأول، كنت أعتني به وأرعاه حتى تتمكن صفاء من حضور التدريبات والمشاركات دون عوائق”.

وهو ما أكدته صفاء في حديثها لـ”منصتي 30″ بالقول: “دائمًا كنت أقول لزوجي أنا الآن عندي مسؤوليات زوج، وطفل، وبيت، وما عاد عندي وقت فراغ للعودة إلى ممارسة الرياضة، لكن كان رده دائمًا لا تفكري بشيء وانطلقي أنا بهتم بكل شيء”.

وتستطرد صفاء قائلة: “كنت أحيانًا أتردد بسبب نظرة المجتمع وتعليقات الناس، فأخبره: “الناس ما بيخلوني بحالي بكلامهم وانتقادهم، فيجيب هو: “ما يهمني كلام الناس ولا تهتمي، أنا بجانبك”.

وإلى جانب مساعدتها في مسؤوليات المنزل حرص محمد على أن يكون في الصفوف الأولى لتحفيزها في مشاركاتها الرياضية: “في أغلب البطولات يحضر زوجي برفقة ابننا للمدرجات لمشاهدتي، ويشجعني بحماس كما كان يفعل والدي” تتابع صفاء حديثها.

رسالة فخر

مع كل إنجاز تحققه صفاء اليوم، يشعر محمد بأن جهوده لم تذهب سدى، بل تترجم إلى نجاحات ملموسة تعزز إيمانه بما اختاره منذ البداية بأن يقف إلى جوارها ويدعم مسيرتها حتى تصل لما تحلم به.

يقول محمد: “أشعر بفخر كبير وسعادة لا توصف عندما تحقق صفا إنجازًا أو تُكرَّم بميداليات، ففي تلك اللحظات أدرك أن كل ما بذلت من جهد ودعم لم يذهب سُدى، وأشعر بالحماس أكثر لمساندتها”.

ويختم محمد حديثه لـ”منصتي 30” برسالة يوجهها لكل زوج وأب وأخ: “قفوا بجانب نسائكم وساندوهن لتحقيق أحلامهن؛ فنجاحهن نجاحٌ لكم”.

The post «صفاء الحيدري».. مسيرة رياضية صاغتها «الذكورية الإيجابية»! appeared first on منصتي 30.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows