الأزمة النووية: إيران تتسلم رسالة من ترامب تخيرها بين التفاوض على اتفاق جديد أو مواجهة عمل عسكري ضدها، وطهران ترفض التفاوض تحت التهديد.
عاد الخلاف النووي الأمريكي الإيراني إلى الواجهة، حيث تسلمت طهران أمس رسالة من الرئيس دونالد ترامب نقلها المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات. وقبل وصول الرسالة، لخص ترامب مضمونها في لقاء تلفزيوني قائلاً إنه يخير إيران بين التفاوض على اتفاق جديد أو مواجهة عمل عسكري ضدها.
وفي الرابع من فبراير الماضي، وقع ترامب مذكرة رئاسية تقضي بإعادة سياسة "الضغوط القصوى" ضد الحكومة الإيرانية، وعلى إثر ذلك فرضت واشنطن عقوبات جديدة استهدفت شبكة دولية تسهل بيع النفط الإيراني إلى الصين.
وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسانت إن طهران لا تزال تستخدم عائدات النفط لتمويل برنامجها النووي، وإنتاج صواريخ باليستية وطائرات مسيرة قاتلة، ودعم وكلائها الإرهابيين في المنطقة. وتمثل هذه الاتهامات ما يمكن أن يكون جدول أعمال أي مفاوضات مفترضة، إلا أن طهران ترفضها.
وأفادت بعثتها في الأمم المتحدة بأن التفاوض يمكن أن يقتصر على الشأن النووي والمخاوف من احتمال عسكرته، أما إذا استهدف القضاء على البرنامج النووي السلمي وتطويره، فإن مفاوضات من هذا النوع لن تعقد أبدًا.
وقد كرر المرشد الإيراني علي خامنئي، في تصريحات له أمس، أن إيران لا تملك أسلحة نووية ولا تسعى إلى امتلاكها، مشيرًا إلى أنه لو كانت إيران ترغب في صنع أسلحة نووية، لما كانت أمريكا قادرة على منعها. أما الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، فقد أعلن أول من أمس أنه من غير المقبول أن تصدر الولايات المتحدة الأوامر وتوجه التهديدات، مخاطبًا الرئيس الأمريكي قائلاً: "لن أتفاوض معك، فافعل ما تشاء".
من جانبها، عقدت الأمم المتحدة أمس، للمرة الأولى منذ فترة طويلة، جلسة مناقشة حول المخزون الإيراني المتزايد من اليورانيوم عالي التخصيب، بعد تحذيرات عدة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقد استغربت طهران الدعوة إلى هذه الجلسة لكنها كررت أن برنامجها النووي سلمي.
وفي دلالة على عودة التوتر بشأن الشأن النووي، دعت الصين إلى مشاورات غدًا الجمعة مع روسيا وإيران، بينما تستعد فرنسا وبريطانيا وألمانيا لجولة خامسة من المحادثات مع إيران.
ويبقى غير واضح ما إذا كان ترامب يسعى إلى تفاوض ثنائي مع إيران أم وفقًا لصيغة الخمسة زائد واحد التي توصلت إلى الاتفاق العام 2015، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018.
Related News
