
قررت الحكومة الجزائرية إنشاء شركة خطوط جوية تتبع الشركة الرئيسية (الخطوط الجوية الجزائرية)، تتولى تسيير الخطوط الداخلية، على أن تتفرغ الشركة الأم لتسيير خطوط النقل الخارجية، على نحو يتيح لها استعادة توازنها وحصة مهمة من سوق النقل الدولي.
وقرر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال اجتماع حكومي خصص لملف النقل الجوي، مساء أمس الأربعاء، إنشاء شركة وطنية مختصة في النقل الجوي الداخلي، تابعة للخطوط الجوية الجزائرية. وتم خلال الاجتماع مناقشة وضعية شركة الخطوط الجوية الجزائرية، وشركة طاسيلي للطيران (حكومية تابعة لشركة المحروقات سوناطراك).
وتأخر تنفيذ هذه الخطوة لمدة خمس سنوات كاملة، إذ كان وزير النقل السابق لزهر هاني قد أعلن في أكتوبر/تشرين الأول 2020، عن قرار حكومي لاستحداث شركة نقل جوي عمومية تتكفل بالخطوط الداخلية، أرجعه إلى "الصعوبات التي تواجهها شركة الخطوط الجوية في تسيير النقل الدولي والداخلي، وعجزها عن مواجهة تزايد الطلب المحلي على النقل الجوي، على مستوى 36 مطارا متواجدا على التراب الوطني".
ويعود قرار إنشاء شركة جديدة للنقل الجوي الداخلي، إلى عدة عوامل ترتبط بعدم قدرة شركة الخطوط الجوية الجزائرية على تسيير قطاع النقل الجوي الداخلي والخارجي في نفس الوقت، بسبب الأعباء الكبيرة، وبروز مشكلات في ذلك من جهة، ومن جهة ثانية لرغبة الحكومة في تشغيل عدد من المطارات الداخلية (36 مطارا) غير مستغلة بشكل جيد، لتنشيط حركة النقل الجوي. لكن تقديرات أخرى تعتبر أن القرار الأخير ذات صلة بتصور حكومي لتفرغ الخطوط الجوية الجزائرية للرحلات الخارجية والدولية والاستعداد لرفع نسق حضور الشركة في المطارات الدولية، وزيادة الخطوط التي تربط الجزائر بمختلف الدول ومناطق العالم، واستعادة عدد كبير من الخطوط التي كانت قد توقفت قبل عقود، خاصة باتجاه أفريقيا وأوروبا الشرقية وآسيا.
ومن المحتمل أن يمهد قرار استحداث شركة حكومية للنقل الجوي الداخلي، لفتح المجال للاستثمار الخاص أيضا، بعدما أخفقت سابقا محاولات حكومية في ذلك، حيث أعلن منذ نهاية عام 2020، عن التحضير لتحرير كامل لقطاع النقل الجوي الداخلي في البلاد، والسماح بإنشاء شركات نقل جوي داخلي، دون أن يدخل القرار حيز التنفيذ.
وتحتكر الخطوط الجوية الجزائرية وشركة طاسيلي نشاط النقل الجوي في الداخل الجزائري، وأدى عدم وجود منافسة للقطاع العام، إلى ركود في القطاع وسوء في الخدمات، وتراجعت الجزائر منذ عام 2006 عن تجربة الشركات الخاصة التي سمح بإنشائها قبل ذلك، ويتم تفكيك آخر شركة خاصة وهي شركة الخليفة، بسبب قضايا فساد ومشكلات عديدة، على الرغم من أن حركة النقل الجوي الداخلي والخارجي تحسنت كثيرا في تلك الفترة، بفعل منافسة القطاع الخاص.
وفي شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت شركة الخطوط الجوية الجزائرية عن اقتناء 15 طائرة جديدة، لضمها إلى أسطول الشركة لتوسيع خطوط رحلاتها إلى عدة مناطق وتعزيز برنامج الرحلات الداخلية من وإلى الدول والوجهات التي تعمل فيها الشركة، على أن تصل أول طائرة إلى الجزائر في شهر يونيو/حزيران المقبل.
