انتهاكات سبتمبر.. الحوثيون يحولون صنعاء إلى سجن مفتوح ويلاحقون حتى النساء
Civil
4 days ago
share

يمن مونيتور/ تقرير خاص

في مشهد يعكس حجم الصلف الحوثي وانتهاك أبسط الحقوق الإنسانية، تحوّلت العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين خلال الأيام الماضية إلى مسرح مفتوح لحملات قمعية واسعة، شملت اعتقالات جماعية واقتحامات للمنازل وتفتيشاً مهيناً للنساء وحتى تفحصاً لهواتفهن الشخصية في سابقة غير معهودة على المجتمع اليمني.

وفق تقارير حقوقية وشهادات محلية، نفذت جماعة الحوثي حملة اعتقالات طالت مئات المدنيين في العاصمة صنعاء ومحافظات عمران، حجة، ذمار، البيضاء، إب وتعز.

تنوعت طرق الاعتقال بين مداهمة منازل المواطنين، اختطاف المارة من الشوارع والحواجز الأمنية، مطاردات داخل الأحياء السكنية، بل وحتى اقتحام قرى ريفية بكاملها.

كما دفعت الجماعة بقوات ضخمة بزي عسكري وأمني، مدعومة بمسلحين ملثمين، انتشروا بشكل مرعب في الشوارع الرئيسية والفرعية، ونصبوا حواجز تفتيش مكثفة على مداخل الأحياء.

انتهاك صارخ لحرمة النساء

ولم يسلم النساء من هذه الحملات؛ حيث جرى إشراك ما يُعرف بـ”الزينبيات” في عمليات التفتيش، لتطال النساء والفتيات. وتم تسجيل عمليات تفتيش جسدي وإجبارهن على فتح هواتفهن الخاصة، والاطلاع على صورهن ورسائلهن الخاصة.

حادثة مؤلمة وثّقها الطبيب نذير الأسودي عبر صفحته على فيسبوك، حين أوقفت قوات حوثية ابنتيه (طبيبتين) في أحد شوارع صنعاء، لتتعرضا لتفتيش مهين شمل هواتفهما ورسائلهما الخاصة، وهو ما تركهما في حالة صدمة دفعت الأسرة للتفكير بالرحيل النهائي عن اليمن.

ذكرى سبتمبر تتحول إلى “موسم رعب”

ما كان يفترض أن يكون مناسبة وطنية جامعة، تحوّل بفعل القمع الحوثي إلى موسم رعب. فقد وثقت منظمات حقوقية اعتقال مواطنين فقط لأنهم رفعوا العلم اليمني، أو خرجوا للتعبير عن فرحتهم بثورة 26 سبتمبر، أو حتى نشروا منشورات بسيطة على وسائل التواصل الاجتماعي.

المركز الأمريكي للعدالة أعرب في بيان عن صدمته من هذه الحملة التي طالت مئات الطلاب والموظفين والكتاب والناشطين، مؤكداً أن ما يجري يمثل انتهاكاً صارخاً لحرية التعبير والحق في التجمع السلمي، بل يرقى إلى الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري المحظور دولياً.

أرقام صادمة وحالات إخفاء قسري

وحسب الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، فإن ما يقارب من 613 شخصاً تعرضوا للاعتقال والإخفاء القسري خلال الأيام الماضية فقط، فيما وصل إجمالي عدد المعتقلين منذ العام الماضي إلى أكثر من 1063 مواطناً.

كما سُجلت نحو 123 حالة اقتحام للمنازل هذا الشهر وحده، على خلفية نية أصحابها الاحتفاء بأعياد الثورة ورفع العلم الوطني.

الأكثر مأساوية أن العديد من الأسر لا تزال تجهل مصير أبنائها الذين اختطفوا من الشوارع أو منازلهم، حيث يتم اقتيادهم إلى أماكن احتجاز سرية مجهولة.

خوف الحوثي من روح الجمهورية

وكيل وزارة حقوق الإنسان ماجد فضائل أكد أن هذه الانتهاكات تكشف حجم الرعب الذي يعيشه الحوثيون من روح ثورة 26 سبتمبر وقيم الجمهورية التي لا تزال حية في وجدان اليمنيين، مشيراً إلى أن المليشيا تسعى بكل قوتها لطمس الهوية الوطنية وتكميم الأفواه.

 

المنظمات الحقوقية دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تحرك عاجل يضمن الإفراج الفوري عن جميع المختطفين، ووقف سياسات القمع الحوثية، وفتح تحقيق دولي مستقل لمساءلة المتورطين في هذه الانتهاكات الجسيمة.

بينما تواصل الجماعة اعتقال الأطفال والشباب وحتى كبار السن لمجرد رفعهم العلم الوطني، يعيش سكان صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرتها تحت أجواء من الرعب والترهيب، حيث باتت العاصمة التي حلم اليمنيون أن تكون حاضنة للحرية والجمهورية، أشبه بسجن كبير يخنق كل صوت حر.

 

The post انتهاكات سبتمبر.. الحوثيون يحولون صنعاء إلى سجن مفتوح ويلاحقون حتى النساء appeared first on يمن مونيتور.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows