
توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، في ريف محافظة القنيطرة جنوبي سورية المحاذية للجولان المحتل، حيث اقتحمت منازل مدنية في بلدة جبّاتا الخشب، في تصعيدٍ يُضاف إلى سلسلة الانتهاكات المستمرة، وفقاً لمصادر تحدثت لـ"العربي الجديد" في المحافظة. وجاء التوغل بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات استطلاع إسرائيلية فوق المنطقة، في إطار يوحي بمحاولات توسع عسكري يُرافق بناء قواعد جديدة تمتد من جبل الشيخ إلى حوض اليرموك.
وفي التفاصيل، أفادت مصادر لـ"العربي الجديد" في القنيطرة بأنّ قوة إسرائيلية مدعومة بآليات عسكرية داهمت الحي الغربي في جبّاتا الخشب، وقامت بتفتيش منازل أهالي البلدة بشكل عشوائي، دون الإعلان عن أي اعتقالات. وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال أبو يوسف أحد مواطني البلدة الذي رفض الكشف عن اسمه: "اقتحموا بعض المنازل بسلاحهم وفتشوها، دون سابق معرفة عن ما يبحثون، والمرجح أنهم يبحثون عن أسلحة. وهذه ليست المرة الأولى، لكن التوغل اليوم كان الأكثر مفاجأة".
وفي سياق آخر، رفض سكان قرية عرنة بريف دمشق استقبال قافلة مساعدات إسرائيلية مكونة من 5 سيارات، وفقاً لما ذكرت مصادر "العربي الجديد" في المنطقة. وأشارت المصادر إلى أن القافلة خرجت من بلدة حضر في ريف القنيطرة، في محاولة لاختراق المنطقة، لكن الأهالي أوقفوها عند مدخل القرية. وقال المواطن سامر الحلبي لـ"العربي الجديد": "نرفض وسنرفض أن تكون إسرائيل هي من يطعمنا. كرامتنا أغلى من معونات الأرض أجمعها. هذه محاولة لشراء ذممنا وتلميع وجه الاحتلال، لذلك لن يفلحوا في ذلك". وأضاف أن معظم الأهالي يعتمدون على دعم أبنائهم المغتربين في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
ومن داخل قرية أوفانيا القريبة من منطقة التوغل، قالت أم أحمد التي فضلت إخفاء اسمها لـ"العربي الجديد": "يومياً نرى دورياتهم تمر من قرانا وطائراتهم تحلق على ارتفاع منخفض بشكل دائم. أطفالي لا ينامون من الخوف. الاحتلال يريدنا أن نعتاد على وجوده، لكننا لن نكون أرقاماً في معادلاته الأمنية".
وناشدت أم أحمد الحكومة السورية الجديدة وضع حل لهذا الأمر، مشيرة إلى أن التصريحات والخطابات لا تكفي، وأن على الحكومة اتخاذ أي إجراءات تضمن حماية الناس وسيادة الدولة، وإلا فإن "هذه الحكومة غير جديرة بثقة الناس" كما قالت.
وتشهد المناطق المحاذية للخط الفاصل بين سورية والجولان المحتلّ تصعيداً إسرائيلياً غير مسبوق منذ أشهر، خاصة بعد سقوط نظام الأسد، في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024. وسيطرت القوات الإسرائيلية مؤخراً على قمة جبل الشيخ، وشرعت في بناء قواعد عسكرية مجهزة بمرافق سكنية وطرق معبدة، وفقاً لمصادر من المنطقة.
وأكد الرئيس السوري أحمد الشرع خلال كلمة في جامعة الدول العربية، تمسك سورية باتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، وطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لاحترامها. فيما لم تُصدر أي دولة عربية رداً علنياً حتى الآن. ويأتي التصعيد الإسرائيلي في وقت تشهد فيه سورية فراغاً أمنياً جنوبي البلاد، مع انشغال وزارة دفاع الحكومة المؤقتة بمواجهات في مناطق أخرى، فيما تُحاول إسرائيل ترسيخ وجودها كـ"لاعب دائم" في الجنوب السوري.

Related News


