
تواصل إدارة الرئيس دونالد ترامب البحث عن صفقات المعادن الحيوية والنادرة في محاولة للحصول على أكبر حصة من هذه المعادن المهمة لصناعات وتقنيات المستقبل. في هذا الصدد، أعلنت أوزبكستان عن مبادرة بقيمة 2.6 مليار دولار لتطوير مواردها المعدنية الهائلة، مما يُهيئ الدولة الواقعة في آسيا الوسطى لتصبح مصدرًا هامًا للمعادن النادرة للشركات الأميركية، وفق تقرير بنشرة "أويل برايس" مساء الثلاثاء.
وخلال عرض تقديمي في 7 مارس/ آذار في طشقند، أعلن الرئيس شوكت ميرضيائيف عن خطة استثمارية مدتها ثلاث سنوات لتطوير 76 مشروعًا تغطي 28 عنصرًا مختلفًا يُستخدم في إنتاج المعادن النادرة. وقد حددت أوزبكستان رواسب مهمة من المعادن الأساسية، مثل التنغستن والليثيوم والتيتانيوم والفاناديوم، وهو عنصر يُستخدم في بناء المفاعلات النووية. ولكن حتى الآن، لم يتم تطوير هذه الرواسب بشكل مكثف، ويعزى ذلك جزئيًا إلى تأخر الاستثمار.
ووفق التقرير، تهدف المبادرة إلى تحفيز قاعدة صناعية محلية، حيث تُستخدم المعادن المستخرجة من أوزبكستان في تصنيع السيارات والإلكترونيات والمنتجات عالية التقنية في المصانع الموجودة في البلاد. كما تفتح الخطة الباب أمام فرص تجارية واستثمارية جديدة للولايات المتحدة. وجاء في بيان صادر عن ميرضيائيف: "تتمثل المهمة الرئيسية في استخراج المواد الخام في زيادة القيمة مباشرةً من الخام باستخدام التقنيات الحديثة، وزيادة نقاء المعادن، وإنتاج منتجات ذات قيمة مضافة عالية. على سبيل المثال، سيُضاعف تخصيب مُركّز التنغستن من رواسب إنغيشكا".
كما ستشمل المبادرة الأوزبكية تمويل التنقيب الجيولوجي لتحديد رواسب جديدة، بالإضافة إلى تطوير مراكز تكنولوجية في منطقتي طشقند وسمرقند لتدريب المتخصصين على استخدام التقنيات الجديدة وتعزيز أفضل ممارسات التعدين. وهنا يُمكن للولايات المتحدة أن تلعب دورًا هامًا. وأعطت السياسة الخارجية لإدارة ترامب الأولوية لتوسيع نطاق وصول الولايات المتحدة إلى المعادن النادرة حول العالم، بهدف تقليل الاعتماد الكبير على الصين في الإمدادات الأساسية، ويبدو أن أوزبكستان تُعتبر في واشنطن فرصةً مهمة.
وفي مكالمة هاتفية في 21 فبراير/ شباط مع نظيره الأوزبكي، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حرص الولايات المتحدة على الاستفادة من "الفرص ذات المنفعة المتبادلة للاستثمار في المعادن الأساسية". وفي هذا السياق، تبدو مبادرة أوزبكستان في 7 مارس/ آذار بمثابة دعوة لإدارة ترامب لإثبات أقوالها بالأفعال. وتفتقر أوزبكستان حاليًا إلى الخبرة والتكنولوجيا اللازمتين لتحويل رؤية ميرضيائيف إلى واقع.

Related News


