هناك ماكينات إعلامية مأجورة تحاول شيطنة تعز وتصويرها وكأنها تقف ضد الأمن، بينما تتبادل أطراف متعددة الاتهامات، ويخون كل طرف الآخر لأجل تحقيق مكاسب سياسية على حساب دم الشهيدة أفتهان المشهري. والغريب أن تجد من ينجر خلف هذه البروباغندا، ويتحدث عن مخططات لاستهداف المدينة، وهذا أسلوب مرفوض لدى أبناء تعز.
وطرفٌ آخر يعمل على ربط القضية بانقلاب الحوثيين على الدولة، ولا نعلم أين وجه المقارنة، سوى أنهم وجدوا فرصة لنشر تطبيلهم المضلل. ومنهم من يعيد جرائم الحوثيين بحق أبناء تعز إلى الواجهة من جديد، ويبدأ المقارنة بين الدولة والمليشيات، دون أن يفقه أن الحوثي مليشيا إرهابية، ونحن دولة. ودون أن يدرك أن تعز قاتلت الحوثي كي تعيش بحرية وأمان.
وهناك نوعٌ آخر يحاول تأطير القضية ضمن إطار مناطقي، ويعمل على شيطنة منطقة بكاملها على حساب المدينة والأبرياء.
عموماً، كل هؤلاء مجرد ذباب إلكتروني على وسائل التواصل الاجتماعي، لا وجود لهم في شوارع تعز، فشوارع تعز كلها تقف مع الأمن والجيش في معركتهم ضد المليشيات والعصابات، وليس للشارع التعزي من مطلب سوى القصاص والعيش بأمان.
لقد رأيت أبناء تعز بالآلاف قد احتشدوا رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا: إصلاحي، اشتراكي، ناصري، مؤتمري، بعثي، سلفي، ومن مختلف مناطقها: الحجرية، صبر، شرعب، خدير، ماوية. كلهم اجتمعوا على قلب رجلٍ واحد، يقودهم وجع العدالة المذبوحة، وإرادة القصاص العادلة.
خرجوا مدفوعين بضمير المدينة التي لا تنام على القهر، يهتفون بصوت “العدالة… والقصاص”، ويطالبون بتغيير منظومة الفساد، دون أن يستهدفوا حزبًا أو طائفة أو جماعة، ودون أن يطالبوا بإسقاط الجمهورية أو تسليم تعز للحوثيين أو بعودة الإمامة.
خرجوا لأجل كل من يحلم بوطن لا يُقتل فيه المصلحون برصاص الغدر، ولا تُطمس فيه معالم النقاء.
تعز التي تؤمن بالجيش والأمن، وتساندهم في كل تحركاتهم، من حقها أن تطالب بالأمان، وترفض كل من يتواطأ مع المجرمين.
أخيراً إن ما يروج له البعض من حملات تشويه ضد تعز، أو تصويرها كمدينة خارجة عن القانون، هو محاولة يائسة لتقويض إرادة شعبها الذي قاوم الحوثي ورفض الانقلاب، ووقف مع الدولة رغم كل الخذلان.
- الكيد السياسي في تعز.. كيف تحولت جريمة اغتيال المشهري إلى أداة للصراع؟
- الإحيائيون والتفكيكيون.. أوضاع مدينة تعز الأمنية والسياسية قراءة تحليلية
The post تعز في مواجهة التضليل appeared first on يمن مونيتور.
