طالب "محمد أحمد المشهري"، الأحد 21 سبتمبر/ أيلول، بضبط قتلة ابنته "افتهان المشهري"، مديرة صندوق النظافة والتحسين في محافظة تعز، التي اغتيلت الخميس الماضي، حتى ينالوا جزءاهم العادل.

جاء ذلك في تصريحات لـ"المشهري" لوسائل الإعلام منها "بران برس"، خلال التظاهرة الجماهيرية الحاشدة التي شهدتها اليوم مدينة تعز، للضغط على السلطات المحلية والأمنية بضبط الجناة ومحاسبتهم وتأمين المدينة من الخارجين عن القانون.

"المشهري" في تصريحاته، حيّا المتضامنين معهم، شاكراً لهم حشدهم الكبير، مطالباً رئيس مجلس القيادة الرئاسي "رشاد العليمي" والحكومة اليمنية، بإحضار "القتلة" وتقديمهم للعدالة، لينالوا جزاءهم، هم ومن ورائهم.

وقال: "نرجو أن تكون المسيرات مستدامة، حتى ينال الجناة والخونة قصاصهم، لكي نفرح جميعًا وتفرح محافظة تعز والجمهورية اليمنية بأكملها"، داعياً السلطة المحلية، إلى أن تتحمل مسؤوليتها بإحضار الجناة جميعًا وتسليمهم إلى العدالة بدون قيد أو شرط.

وأشار إلى أن احتشاد أبناء تعز اليوم، يعبر عن محبتهم للمحافظة، ومن يخدمها بإخلاص، مؤكداً أنه "ابنته" كانت تحلم بأن تكون تعز مدينة آمنة، ولكن "قدَّر الله وما شاء فعل". 

من جهته تحدث شقيق الشهيدة "افتهان المشهري"، الذي اعتبر أن التعزية كما هي لهم، هي لأبناء محافظة تعز الأحرار ولليمن أجمعين في مصيبة استشهاد "افتهان" التي غدر بها يوم الخميس. 

وأضاف: "كما نعزي كل محبيها وناشطي وناشطات اليمن الشرفاء"، مشيراً إلى أن شقيقته مثلت نموذجًا للجد والاجتهاد والنزاهة، ووقفت بشجاعة في وجه الفاسدين، حتى امتدت الأيادي الآثمة للنيل منها بهذه الطريقة الجبانة.

وقال: "إن هذه الجريمة النكراء لم تهز قلوب أسرتها فقط، بل هزت وأيقظت الأحرار ليقفوا صفًا واحدًا ضد الظلم والفوضى"، محملاً الجهات الأمنية والعسكرية كامل المسؤولية لتقصيرها الفاضح في حمايتها، والتعامل مع بلاغاتها بالتساهل، ولتواطؤها مع بعض القيادات الإجرامية عبر التستر عليهم، وعدم التعاون في تنفيذ أوامر القبض.

شقيق "المشهري" طالب بالقصاص العادل، مؤكداً بهذا الخصوص، أن دم شقيقته أمانة في أعناق جميع الأحرار داخل اليمن وخارجها، وأن القصاص من القتلة والمتورطين، واجب لا يسقط بالتقادم.

كما طالب كذلك بمحاسبة المتقاعسين والمتواطئين، وسرعة ضبط الجناة ومن تستر عليهم، أيٍ كانت مناصبهم، وتقديمهم إلى محاكمات عاجلة وعادلة تليق بحجم الجريمة.

ودعا إلى الإصلاح الأمني الجذري، مؤكداً أهمية تدخل قيادات الدولة، للتدخل العاجل لإصلاح الوضع الأمني في مدينة تعز، وإقصاء كل من ثبت تورطه أو تستر على الجرائم. 

وختم تصريحاته بالقول: "لقد فقدت تعز واليمن قامة وطنية بارزة، لكن دم الشهيدة افتهان سيظل منارة للحرية ونداءً للعدالة"، مضيفاً: "إننا نعاهد الله ونعاهد شعبنا أن نستمر في المطالبة حتى ينال القتلة ومن يقف خلفهم جزاءهم العادل".

واليوم، تظاهر الآلاف من أبناء تعز، في تواصل للاحتجاجات الغاضبة والمستنكرة جريمة قتل مديرة صندوق النظافة في المحافظة "افتهان المشهري"، والتي تطالب بضبط الجناة ومحاسبتهم، إضافة إلى ضبط الأمن في مدينة تعز، وإنهاء الانفلات الأمني وانتشار الجريمة.

والخميس الماضي، قتلت مديرة صندوق النظافة والتحسين في محافظة تعز "افتهان المشهري"، على يد مسلحين، سبق أن هددوها بالقتل، وذلك بإطلاق وابل من الرصاص عليها أثناء قيادتها لسيارتها في أحد شوارع المدينة.

وأفادت مصادر محلية حينها "بران برس"، بأن "المشهري" تعرضت لإطلاق نار مباشر في جولة سنان وسط المدينة، ما أدى إلى وفاتها على الفور، في عملية وُصفت بأنها “جريمة اغتيال مكتملة الأركان” تعكس حجم الفوضى والانفلات الأمني الذي تعيشه المحافظة.