استعدادات الجيش الإسرائيلي لاحتلال غزة: الجدول الزمني ونقاط ضعفهم
Arab
2 hours ago
share

إحدى أبرز القضايا الشاغلة لقيادة جيش الاحتلال في الأسبوعين القريبين، عقب مصادقة الكابينت على خطة احتلال غزة، هي موعد تجنيد جنود الاحتياط لتنفيذ العملية العسكرية الطويلة، وعدد من سيتم استدعاؤهم. ومن المتوقع، وفقاً لما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الاثنين، أن "يتوخى الجيش حذره في استخدام هذا المورد المستنزَف".

طبقاً للصحيفة، من المتوقع أن يتلقى رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، في نهاية الأسبوع الحالي، الخطوط العريضة والنقاط الرئيسية للأفكار التي تصوغها القيادة الجنوبية بشأن العملية البرية الكبرى، لكن يتضح بالفعل أن عملية هجومية كهذه "لن تُنفذ على نطاق واسع، على الأقل حتى نهاية شهر أغسطس/آب الجاري". والسبب تعزوه الصحيفة إلى أن القيادة العسكرية، خلافاً للمستوى السياسي، تأخذ بالحسبان ليس فقط الاستنزاف الذي يعاني منه العديد من جنود الاحتياط الذين استُدعوا باستمرار منذ اندلاع الحرب، وإنما فترة فصل الصيف التي يخرج فيها الأطفال للعطلة، والتي دفعت قادة الكتائب والألوية إلى تسريح جنود الاحتياط في هذه الأسابيع، والاعتماد على بدائل مرتجلة من الضباط النظاميين القادمين من التدريبات والدورات العسكرية.

في غضون ذلك، وبعد مصادقة رئيس الأركان على الأفكار الرئيسية التي تصوغها القيادة الجنوبية لجيشه، بالتعاون مع الفرق المختلفة، وضمن ذلك تهجير نحو مليون فلسطيني من مدينة غزة إلى الجنوب، ستنتقل إدارة المعركة الجديدة إلى مراحل الموافقة في المجلس الوزاري للشؤون الأمنية -السياسية (الكابينت)، ومن ثم سيبدأ التخطيط لتنفيذ أساليب القتال والجداول الزمنية للمراحل المختلفة من احتلال مدينة غزة.

إضافة إلى ما تقدّم، ستُطرح على طاولة النقاش القيود المختلفة لفحصها، بدءاً من القضية الإنسانية والضغوط الدولية، مروراً بمستويات الجاهزية الفنية للدبابات وناقلات الجند المدرعة، وصولاً إلى مخزونات الأسلحة المختلفة لجيش الاحتلال، وخصوصاً الذخائر البرية، لا سيما في ظل التهديدات بتوسيع الحظر العسكري الذي تفرضه دول مختلفة على إسرائيل، ومن بينها ألمانيا.

القلق على مصير المحتجزين

أمّا العائق الآخر الذي سيُؤخذ بالاعتبار لدى صياغة الهجوم المتوقع بمشاركة عدة فرق، فهو مواقع الأسرى، إذ تنقل الصحيفة تقديرات الجيش بأن حركة حماس لن تكتفي بتعزيز حماية هؤلاء في الأنفاق تحت الأرض فحسب، بل قد تبادر إلى نقلهم لأماكن مختلفة في الفترة القريبة، فيما أوضح زامير أمام المستوى السياسي، أن "خطّه الأحمر لن يتبدل مهما كان"، ما يعني، وفقاً للصحيفة، أن الجيش لن يهاجم مناطق تتوفر بشأنها معلومات استخبارية تفيد بأن هناك أسرى محتجزين فيها.

ويأتي ما تقدم، بعدما أوضح زامير، خلال الأيام الماضية، تمسكه بنقطة أخرى خلافاً لرغبة الوزراء، وهي أن قواته التي ستشارك في احتلال غزة ومخيمات الوسط ستتلقى تدريبات تحديث وتأخذ فترات راحة وعطلا، حتى لو أفضى الحفاظ على منظومة التناوب في الإجازات بين الكتائب والسرايا إلى إطالة أمد القتال من أربعة إلى ستة أشهر أو أكثر. وفي هذا السياق، حاول رئيس الأركان، منذ نهاية الأسبوع، التشديد على أمر آخر يعاني منه جنوده، وخصوصاً في الوحدات القتالية، وهو انعدام اليقين، إذ إن وعوداً مكررة قطعها الجيش لجنوده قد خُرقت، وكان آخرها الوعد بألا تتجاوز مدّة خدمة الاحتياط، لكل جندي مدةّ شهرين ونصف الشهر خلال العام الحالي.

وعدٌ كهذا كان قد خُرق بالفعل في شهر إبريل/ نيسان الماضي، إبّان عملية "عربات جدعون"، لتليها الحرب التي شنّتها إسرائيل على إيران في 13 يونيو/ حزيران الماضي. وبحسب ما تنقله الصحيفة عن مصادر عسكرية، فإن الهدف هو على الأقل إبلاغ جنود الاحتياط بالتغييرات المتوقعة في استدعاءاتهم حتى نهاية الشهر الحالي، إذ إن من المخطط أن يُستدعى مقاتلون في الاحتياط في شهري نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول المقبلين لإنجاز مهام عملياتية في غزة أو الضفة الغربية، فيما يعايشون حالة من الغموض وعدم اليقين بشأن الأشهر المقبلة بالنسبة لهم ولعائلاتهم، بعدما خدموا ما يقارب سنة كاملة، وسط تفاقم الشعور بانعدام المساواة في توزيع الأعباء. وهو واقع، يصعّب، وفقاً للصحيفة، الأمر على الجيش، وعلى عائلاتهم وحياتهم الشخصية أيضاً.

خطة بطيئة ومتدرجة

في العموم، من المتوقع، وفقاً للصحيفة، أن تكون خطة احتلال غزة بطيئة وتدريجية، بهدف الضغط على "حماس"، وإتاحة الفرصة للدول الوسيطة، الولايات المتحدة وقطر ومصر، لإجراء مفاوضات إضافية من أجل التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الأسرى. الجمود الراهن، رغم القرار المبدئي للكابينت، ينقل السيطرة على التفاصيل وسرعة التنفيذ إلى يد جيش الإسرائيلي، الذي عارض قائده خطة الاحتلال بعينها، مقترحاً خطة تقوم على التطويق، وتستغرق وقتاً أطول، لتكون مريحة أكثر لجنوده على مستوى الوقت والمشاركة الفعلية في القتال.

في المقابل، تزعم الصحيفة أن هذا الجمود يترافق مع "الخطر الذي تحمّله (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو" بزيادة كميّة المساعدات الإنسانية، والتي تُقوّي "حماس" يوماً بعد آخر من خلال فترات وقف إطلاق النار اليومية التي بادرت إليها إسرائيل من جانب واحد، وهو ما يسمح، بحسبها، للحركة بنقل الإمدادات والمقاتلين بين المناطق المختلفة.

إلى ذلك، تشير الصحيفة إلى أن غالبية الجنود الإسرائيليين الموجودين حالياً في القطاع، منشغلون بمهام دفاعية وتسوية المباني، وفقط في بعض المناطق مثل حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، ثمة عمليات هجومية محدودة النطاق تشارك فيها كتائب وألوية. وتتابع أنه خلافاً للتسريبات التي تحدثت عن تعبئة حوالي 250 ألف جندي احتياط بموجب "الأمر 8"، يقدّر الجيش أن الأعداد ستكون أقل، خاصة في ظل انخفاض معدلات الامتثال للأوامر بسبب الصعوبات التي يواجهها الجنود، حيث وصلت معدلات التجنيد في العام الحالي إلى ما بين 60-70%.

ترى الصحيفة نفسها أن التحضيرات المختلفة لعملية احتلال غزة، والتي وضع لها نتنياهو موعداً نهائياً حتى أكتوبر المقبل، قد تبدأ بمحاصرة المدينة بعد نحو شهرين، ليليها الدخول الفعلي إلى الأزقة والأنفاق.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows