
ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز اليوم الأحد، أن الصين تريد من الولايات المتحدة تخفيف قيود التصدير على الرقائق الإلكترونية المهمة للذكاء الاصطناعي في إطار اتفاق تجاري قبل قمة محتملة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ. وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر مطلعة، إن مسؤولين صينيين أبلغوا خبراء في واشنطن بأن بكين تريد من إدارة ترامب تخفيف قيود التصدير على رقائق الذاكرة عالية النطاق الترددي (إتش.بي.إم). ولم يرد البيت الأبيض ولا وزارة الخارجية الأميركية ولا وزارة الخارجية الصينية بعد على طلبات للتعليق على تقرير الصحيفة.
وتحظى رقائق إتش.بي.إم، التي تساعد على أداء مهام الذكاء الاصطناعي كثيفة البيانات بسرعة، بمتابعة دقيقة من المستثمرين نظراً إلى استخدامها إلى جانب معالجات الرسومات القائمة على الذكاء الاصطناعي، من إنفيديا. وأضافت فاينانشال تايمز أن الصين تشعر بالقلق لأن القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على رقائق إتش.بي.إم تعيق قدرة شركات صينية مثل هواوي على تطوير رقائق الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. وقلصت الإدارات الأميركية المتعاقبة صادرات الرقائق المتقدمة إلى الصين، سعياً لعرقلة تقدم بكين في مجال الذكاء الاصطناعي والدفاع.
ورفعت الولايات المتحدة الشهر الماضي حظراً فرض في إبريل/ نيسان على بيع رقاقة إتش20 إلى الصين بعد التوصل إلى اتفاق قامت الصين بموجبه برفع الحظر عن صادرات المعادن النادرة التي تستخدم على نظاق واسع في صناعات السيارات الكهربائية والصناعات الدفاعية. وقال مسؤول أميركي لوكالة رويترز يوم الجمعة، إن وزارة التجارة الأميركية بدأت إصدار تراخيص لإنفيديا لتصدير رقائق إتش20 إلى الصين، وهو ما يزيل عقبة كبيرة أمام وصول الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي إلى سوق رئيسية.
وفي الوقت الذي أثر فيه ذلك على قدرة الشركات الأميركية على تلبية الطلب المتزايد من الصين بشكل كامل، فإنها لا تزال تشكل مصدر دخل مهماً لشركات تصنيع الرقائق الأميركية. والصين واحدة من أكبر أسواق أشباه الموصلات في العالم. وحذرت شركة إنفيديا من انخفاض مبيعاتها في ربع السنة المنتهي في يوليو/تموز بثمانية مليارات دولار جراء القيود المفروضة على صادرات الرقائق للصين. ووفقًا لإنفيديا، فقد ساهمت الصين بمبلغ 17 مليار دولار من عائدات الشركة في السنة المالية المنتهية في 26 يناير/كانون الثاني، ما يمثل 13% من إجمالي المبيعات.
وأسس الكونغرس الأميركي برنامج دعم لتصنيع أشباه الموصلات والأبحاث بقيمة 52.7 مليار دولار في عام 2022. وأقنعت وزارة التجارة العام الماضي، في عهد الرئيس السابق جو بايدن جميع شركات أشباه الموصلات الخمس الرائدة بإنشاء مصانع في الولايات المتحدة في إطار البرنامج. وقالت الوزارة في العام الماضي إن الولايات المتحدة أنتجت حوالي 12 % من رقائق أشباه الموصلات على مستوى العالم، بعد أن كانت تنتج 40 % في عام 1990.
(رويترز، العربي الجديد)
