
هنّأ وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، لبنان الخميس، على "القرار الشجاع والتاريخي" الذي اتّخذته حكومته هذا الأسبوع لنزع سلاح حزب الله، معتبراً أنّ هذا القرار سيتيح لبلاد الأرز "التقدم نحو السيادة الكاملة". وجاء هذا في وقت تظاهر مناصرون للحزب وحركة أمل (برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري) في مدن لبنانية عدة، مساء الخميس، احتجاجاً على الموافقة على "أهداف" الورقة الأميركية لتعزيز وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، التي تتضمن نزع سلاح الحزب.
وفي منشور على منصة إكس، رحّب بارو بقرار صادر عن "دولة قوية، تحتكر القوة الشرعية، قادرة على ضمان حماية جميع الطوائف، وإعادة بناء بلد دمّرته الحرب والأزمة الاقتصادية، وضمان وحدة أراضيه ضمن حدود متّفق عليها مع جيرانه".
La France salue la décision courageuse et historique du gouvernement libanais d’aller vers une pleine souveraineté. Celle d’un État fort, disposant du monopole de la force légitime, capable d’assurer la protection de toutes les communautés, de reconstruire un pays dévasté par la…
— Jean-Noël Barrot (@jnbarrot) August 7, 2025
ووافق مجلس الوزراء اللبناني، أمس الخميس، على الأهداف الواردة في مقدمة الورقة التي تقدّم بها الجانب الأميركي، والمتعلقة بتمديد وتثبيت إعلان وقف الأعمال العدائية الصادر في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وذلك بعد إدخال تعديلات لبنانية على مضمونها، واعتُبرت خطوة نحو تعزيز حل دائم وشامل. وشهدت الجلسة، انسحاب وزراء حزب الله وحركة أمل بعد نحو ثلاث ساعات من انطلاقها، اعتراضاً على التوجّه نحو إقرار الورقة. وانضم إليهم لاحقاً وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية فادي مكي، المعروف بـ"الوزير الشيعي الخامس"، رغم أنه كان قد اكتفى في جلسة سابقة عُقدت الثلاثاء، بتسجيل تحفّظه دون مغادرتها.
وتظاهر مناصرون لحزب الله وحركة أمل في عدة مدن لبنانية، مساء الخميس، احتجاجاً على قرار الحكومة. وتجمّع مئات المحتجين عبر دراجات نارية في منطقة المشرفية، في الضاحية الجنوبية لبيروت، رافعين أعلام الحزب والحركة، وأطلقوا هتافات منددة بالقرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة. وفي جنوب لبنان، خرجت مسيرة عبر السيارات والدراجات النارية في مدينتي النبطية وصور.
إغلاق طريق مطار #بيروت بالإطارات المشتعلة من قبل أنصار حزب الله وحركة أمل رفضا لقرار نزع السلاح#لبنان pic.twitter.com/BFFoRarTZb
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 7, 2025
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية، أنّ "مسيرات حاشدة لدراجات نارية وسيارات تحمل أعلام حركة أمل وحزب الله، جابت شوارع مدينة النبطية ومحيطها، وبثت عبر مكبرات الصوت أناشيد حزبية، فيما ردد المشاركون هتافات منددة بالحكومة ومؤيدة للمقاومة"، دون ذكر لعدد المتظاهرين. وقالت الوكالة إنّ "مناصري حزب الله، في مدينة صور، خرجوا بمسيرة حاشدة بالسيارات والدراجات النارية، وسط إطلاق شعارات رافضة لقرار الحكومة ومنددة بالسياسة الأميركية والإسرائيلية". كما شهدت مدينتا بعلبك والهرمل في البقاع شرقي لبنان مسيرات مماثلة، وقالت الوكالة إن "مسيرات سيارة جابت شوارع مدينة الهرمل، رفضاً لقرار مجلس الوزراء القاضي بحصر السلاح بيد الدولة".
إسرائيل تقتل 8 أشخاص في 3 غارات شرقي وجنوبي لبنان
وتزامن قرار الحكومة اللبنانية مع تصعيد إسرائيلي جديد، حيث أدت 3 غارات جوية استهدفت مناطق شرقي وجنوبي لبنان إلى استشهاد 8 أشخاص وإصابة 12 آخرين، وهي الحصيلة الأكبر منذ 3 أسابيع، في ظل خروقات جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار القائم منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أنّ "6 أشخاص استشهدوا وأصيب 10 آخرون في حصيلة نهائية في استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة على طريق المصنع الدولي في منطقة البقاع شرقي البلاد".
اللحظات الأولى لغارة إسرائيلية استهدفت سيارة على طريق المصنع في البقاع الأوسط بلبنان pic.twitter.com/snlNKSHJMh
— العربي الجديد (@alaraby_ar) August 7, 2025
وفي وقت سابق الخميس، قالت الوكالة الوطنية للإعلام، إن "مسيّرة معادية استهدفت مواطناً أمام منزله في بلدة كفردان غربي بعلبك (شرقاً)، ما أدى إلى استشهاده"، دون مزيد من التفاصيل. كما استشهد مواطن سوري وأصيب شخصان، الخميس، في غارات شنها الجيش الإسرائيلي على بلدة دير سريان في محافظة النبطية جنوبي لبنان، وفق المصدر نفسه.
وكان مجلس الوزراء قد قرر في جلسته السابقة يوم الثلاثاء، تكليف الجيش اللبناني وضع خطة لتطبيق حصر السلاح بيد الجهات المحددة في إعلان وقف الأعمال العدائية، على أن تُعرض على المجلس قبل نهاية الشهر الحالي. وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإنّ انسحاب وزراء "الثنائي الشيعي" من جلسة الخميس، جاء بعد رفض مطلبهم تأجيل إقرار الورقة الأميركية، إلى حين مناقشتها بشكل متوازٍ مع الخطة المنتظر أن يقدّمها قائد الجيش نهاية الشهر الجاري. واعتبروا أنّ الورقة تخدم المصلحة الإسرائيلية وتتجاهل استمرار الاعتداءات على الأراضي اللبنانية، وعدم التزام إسرائيل الاتفاقات السابقة، وهو ما يدفعهم إلى رفض أي صيغة جديدة من دون ضمانات.
(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

Related News
