
قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، اليوم الخميس، إن حكومته لا تسعى إلى السيطرة على قطاع غزة أو حكمه بشكل دائم، مؤكداً أن إسرائيل "لا تريد الاحتفاظ بالقطاع ولا تسعى لحكمه، بل تهدف إلى إنشاء محيط أمني"، وفق تعبيره.
تصريحات نتنياهو جاءت بالتزامن مع تقارير إعلامية تشير إلى وجود توجهات داخل الحكومة الإسرائيلية لإعادة احتلال القطاع بالكامل. وأوضح نتنياهو أن الهدف يتمثل في منع ما وصفه بـ"التهديدات الأمنية" عبر فرض ترتيبات جديدة على الأرض. كما تأتي هذه التصريحات في ظل ضغوط دولية متزايدة تتعرض لها إسرائيل بشأن إدارتها حرب الإبادة في غزة وسياسة التجويع، وسط تحذيرات من تدهور الأوضاع الإنسانية.
وأضاف نتنياهو في تصريحاته أن إسرائيل تعتزم السيطرة الكاملة على قطاع غزة، في خطوة مؤقتة تهدف إلى "تفكيك البنية التحتية لحركة حماس"، على حد تعبيره، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن بلاده لا تسعى للاحتفاظ بالقطاع أو إدارته بشكل مباشر بعد انتهاء العمليات العسكرية. وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تريد تسليم غزة لجهة عربية تتولى إدارة القطاع، شريطة ألا تُشكّل تهديداً أمنياً لإسرائيل في المستقبل.
ويأتي هذا في وقت تتجه فيه الأنظار إلى جلسة المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، المقرر انعقادها مساء اليوم الخميس، لاتخاذ قرار بشأن توسيع حرب الإبادة على قطاع غزة واحتلاله بالكامل، وسط تحذير جهات أمنية وعائلات المحتجزين من مغبّة الإقدام على ذلك، ودعوات إلى التظاهر بالتزامن مع انعقاد الجلسة. وخرجت عائلات محتجزين إسرائيليين، اليوم الخميس، في احتجاج عبر البحر، في سفينة انطلقت من ميناء عسقلان باتجاه الحدود البحرية مع قطاع غزة، ورفعت شعارات من بينها "أعيدوا لنا أولادنا قبل فوات الأوان". وأُطلق على التظاهرة البحرية اسم "أسطول 50"، في إشارة إلى عدد المحتجزين الإسرائيليين الأحياء والأموات الذين ما زالوا في غزة.
ووجّهت عائلات المحتجزين نداء إلى رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، قبيل اجتماع الكابينت، مطالبة إياه بعدم السماح بـ"التضحية" بالمحتجزين. وأضافت العائلات: "أنت قائد جيش الشعب، إرادة الشعب هي إنهاء الحرب وإعادة المختطفين. تذكّر قيم الجيش الإسرائيلي. لا نترك أحداً خلفنا. أي قرار آخر هو انتهاك لإرادة الشعب وللقيم الإنسانية والتضامن المتبادل. أي قرار آخر سيكون غير إنساني وسيجلب كارثة على المختطفين وعلى دولة إسرائيل بأكملها".
إلى ذلك، عقد زامير، اليوم، تقييماً متعدد الجبهات مع هيئة الأركان العامة، وذلك قبيل اجتماع الكابينت الذي من المتوقع أن تحسم فيه الحكومة قرارها بشأن خطة احتلال قطاع غزة. وبحسب بيان صادر عن جيش الاحتلال، عرض خلال التقييم صورة الوضع العملياتية في جميع الجبهات، بالإضافة إلى خطط الجيش الإسرائيلي للمرحلة المقبلة. كما تطرّق زامير إلى ما راج من تقارير حول الخلافات بين المستويين السياسي والأمني بشأن احتلال غزة. ويعارض زامير احتلال قطاع غزة بالكامل، إذ يرى أن ذلك قد يعرّض المحتجزين للخطر ويسبّب قتل عدد كبير من الجنود. مع ذلك، عبّر زامير في وقت سابق عن التزام الجيش بقرارات المستوى السياسي.
وقال زامير إنه سيواصل التعبير عن موقفه "من دون خوف" بشأن خلافه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول خطة إعادة احتلال قطاع غزة، مضيفاً: "ثقافة الخلاف هي جزء لا يتجزأ من تاريخ شعب إسرائيل، وهي تُشكّل عنصراً حيوياً في الثقافة التنظيمية للجيش الإسرائيلي". وشدد في منتدى هيئة الأركان العامة نشره الجيش الإسرائيلي على منصة "إكس": "سنواصل التعبير عن موقفنا من دون خوف بشكل موضوعي مستقل ومهني، هذا ما ننتظره أيضاً من ضباطنا، وهنا تكمن المسؤولية".
