قدّم التحالف العالمي التابع للجنة الدولية للعدالة والسلام المعروف باسم "غلوبال 195"، إشعارات رسمية هذا الأسبوع إلى الشرطة اليونانية وأخرى إلى الشرطة الهولندية، لاعتقال جنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي يشتبه في مشاركتهم في جرائم حرب، خلال حرب الإبادة الجماعية على غزّة.
وقال التحالف في بلاغه المقدّم إلى الفريق ديميتريوس ماليوس، رئيس هيئة الأركان العامة اليونانية، حول أحد أفراد جيش الاحتلال الموجود في اليونان، إن الجندي الآن ضمن نطاق الولاية القضائية اليونانية، وعلى الشرطة المحلية التحقيق معه واعتقاله على وجه السرعة.
وبحسب البيان، يتضمن الملف المُقدّم أدلة فوتوغرافية وكتابية، تُفصّل سجله القتالي، إذ يُعتقد أنه خدم في سرية سبيرهيد في الكتيبة الثالثة عشرة، التابعة للواء غولاني في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وآخر موقع معروف للجندي يقع على قناة كورينث، التي تربط خليج كورينث في البحر الأيوني بخليج سارونيك في بحر إيجة.
نُشرت الكتيبة الثالثة عشرة شمال غزة عقب بدء الغزو البري في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشاركت في معارك الشجاعية والبريج والمغازي. كما أفادت التقارير بأن الكتيبة الثالثة عشرة دهمت مبانيَ حكومية في غزة، بما في ذلك مبنى البرلمان ومقر الشرطة العسكرية. وتشير التقارير إلى أن الكتيبة كانت متمركزة في الشجاعية بين أوائل ومنتصف ديسمبر/كانون الأول 2023. وبشكل منفصل، تُظهر صورٌ من إبريل/نيسان 2024، الشخص المذكور في خانيونس وفي منزل فلسطيني بمدينة غزة.
ودعا التحالف الشرطة اليونانية إلى اعتقال الشخص المذكور واحتجازه، وفقًا للقانون اليوناني، وامتثالًا لالتزامات اليونان الدولية بموجب نظام روما الأساسي، وتكييفه مع القانون المحلي بموجب القانون اليوناني رقم 3948/2011. انضمت اليونان أيضًا إلى اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها عام 1954، ويتعين عليها مقاضاة مرتكبي هذه الجرائم ومعاقبتهم بفعالية بموجب هذه الالتزامات القانونية الدولية، بحسب محامي التحالف القانونيين.
بلاغ في هولندا
وفي بلاغ آخر، قدّم تحالف غلوبال 195 إشعارًا رسميًّا إلى الشرطة الهولندية الأسبوع الماضي، بشأن اثنين من أفراد جيش الاحتلال الإسرائيلي يُشتبه بتورطهما في جرائم حرب. وجاء في البلاغ: "لدينا ما يدعونا إلى الاعتقاد بأن هذين الشخصين موجودان حاليًّا ضمن نطاق الولاية القضائية الهولندية، وآخر مكان معروف لهما هو أمستردام، وعلى الشرطة المحلية التحقيق معهما واعتقالهما على وجه السرعة".
وقال التحالف إنه قدّم ملفًّا إلى الشرطة الهولندية مُرفقًا بأدلة مصورة ومكتوبة، يُفصّل سجلهما القتالي. ويُعتقد أنهما خدما في الكتيبتين 420 و890. الكتيبة 420، المعروفة أيضًا باسم "المسارات الحديدية"، هي جزء من اللواء 646 التابع للفرقة 99 (الاحتياط). يُظهر ملف الأدلة بحسب التحالف، أنه بعد تدريبهم في قاعدة عسكرية يُطلق عليها جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي عادةً اسم "غزة المصغرة"، تم نشرهم في الضفة الغربية، وتحديدًا في مخيم نور شمس للاجئين في طولكرم، وبالقرب من جنين. وتشير التقارير إلى أنه بعد أربعة أشهر في الضفة الغربية، تم نشر الكتيبة 420 في خانيونس جنوبي قطاع غزة. ويظهر أحد الأفراد في منشور بتاريخ 15 فبراير/شباط 2024، مع جنود آخرين، حاملًا علم الكتيبة 890، مع تعليق "الخروج" و"نهاية غزة".
ودعا التحالف الشرطة الهولندية إلى اعتقال هذا الشخص واحتجازه، امتثالاً لالتزامات هولندا الدولية بموجب نظام روما الأساسي، ووفقاً للمادة 2 من قانون الجرائم الدولية (2003)، وفتح تحقيق رسمي في دوره المحتمل في جرائم الحرب، بما في ذلك انتهاكات قوانين وأعراف الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
ويقول التحالف إنه نظراً إلى إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق شخصيات حكومية وعسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت، من المرجح أن يكون أفراد الجيش قد شاركوا في الأعمال التي تشكل أساس مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، ومن ثم سيتحملون المسؤولية الجنائية عن أفعالهم.
وبحسب المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين في المملكة المتحدة، فإن "غلوبال 195" عبارة عن تحالف مُكرّس لمحاسبة الأفراد الإسرائيليين ومزدوجي الجنسية المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة. تأتي هذه المبادرة ضمن شبكة عالمية للمساءلة، تضمن استخدام الآليات القانونية المحلية والدولية لملاحقة الأفراد المشتبه بارتكابهم جرائم حرب، أينما كانوا. وتستهدف المبادرة التي تأسست في مارس/آذار الماضي، أفراداً قاتلوا في جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى شخصيات من مختلف مستويات القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، من كبار صانعي السياسات إلى موظفي العمليات، المسؤولين بشكل مباشر أو غير مباشر عن انتهاكات القانون الدولي.
