استعدادات داخل سجون بريطانيا قبل مظاهرة السبت دعما لـ"بالستاين أكشن"
Arab
1 hour ago
share

يتواصل حراك العصيان المدني لقانون الإرهاب البريطاني الذي جرّم الشهر الماضي حركة بالستاين أكشن مع إعلان مجموعة "دافعوا عن هيئات المحلفين" المضي قدمًا في وقفتها يوم السبت المقبل، أمام داونينغ ستريت، مع استعدادات من قبل الشرطة لتنفيذ حملة اعتقالات واسعة تُقدّر بالمئات.

وكشفت وثائق داخلية أنّ مسؤولي السجون البريطانية يستعدون لاستقبال أعداد كبيرة من المعتقلين، مع مخاوف من أن تكون السجون قد وصلت إلى طاقتها القصوى، في ظل تهديدات الشرطة باعتقال كل من يُشارك في النشاط المزمع عقده. وبحسب ما نقلته صحيفة ذا غارديان، فإن وزارة العدل فعّلت "قيادة الذهب للطوارئ" (Capacity Gold Command)، وهي خطة تُطلق عندما تصل أعداد السجناء إلى مستويات حرجة، لتوجيه إدارات السجون بنقل السجناء بين السجون المختلفة لضمان توفر الأماكن، إذ تعمل حاليًّا السجون في إنكلترا وويلز بنسبة إشغال تبلغ 97.5%.

يأتي هذا بعد إعلان مجموعة "دافعوا عن هيئات المحلفين" مساء أمس الثلاثاء، وهي جماعة ضغط تُطالب برفع الحظر المفروض على حركة بالستاين أكشن بموجب قوانين الإرهاب، عن أن الاحتجاج سيستمر رغم تهديدات الشرطة. وتقول المجموعة إن أكثر من 500 شخص سيشاركون يوم السبت حاملين لافتات تقول: "أنا أعارض الإبادة الجماعية، وأدعم بالستاين أكشن"، وهو ما سيكون أكبر تجمع ضد قانون الإرهاب المتعلق بتجريم بالستاين أكشن بعد شهر من إقرار التعديل الذي قدّمته وزيرة الداخلية إيفيت كوبر ووافق عليه البرلمان. ويأتي هذا النشاط بعد اعتقال الشرطة لأكثر من 200 شخص الشهر الماضي في أنشطة مشابهة.

وقالت صحيفة "ذا تيلغراف" في هذا السياق إن منظمة "الدفاع عن هيئات المحلفين"، نشرت وثيقة خلال اجتماعات تحضيرية اطّلعت عليها الصحيفة تقول: "سيكون من الصعب عمليًّا وسياسيًّا على الدولة الرد على عمل بهذا الحجم... عمل بهذا الحجم قد يكون كافيًا لرفع الحظر".

وفي حديث سابق لـ"العربي الجديد" مع ناشطة من بالستاين أكشن فضّلت عدم الكشف عن اسمها، قالت: "شاركت سابقاً مع الحركة في أعمال مباشرة واستهدفنا شركة إلبيت سيستمز الإسرائيلية في أكثر من مناسبة. هذا المنع لن يوقفنا عن التضامن مع فلسطين، وحراكنا سوف يستمر بأشكال أخرى". فيما قال الناشط راج، إن قرار الحكومة تصنيف "بالستاين أكشن" إرهابية زاد الالتفاف حول الحركة لأنها تمثل التحدي الحقيقي لآلة القتل الإسرائيلية، وتسعى لتعطيل توريد السلاح لجيش الاحتلال.

وكشف رئيس هيئة حكام السجون الوطنية توم ويتلي، أنّ مسؤولي السجون سيفسحون المجال لاحتمال تدفق المتظاهرين المعتقلين هذا الأسبوع، وسط مخاوف من اقتراب بعض السجون من الامتلاء، مع تزامن نشاط دعم بالستاين أكشن في اليوم نفسه مع ثماني مظاهرات لليمين المتطرف أمام الفنادق التي تؤوي طالبي اللجوء، مما سيسبب ضغطًا غير مسبوق على جهاز الشرطة. وقال ويتلي، إنه قلق بشأن تأثير أحداث النظام العام المحتملة على السجون بعد أعمال الشغب التي وقعت عام 2024 عقب جرائم القتل في ساوثبورت.

وصرحت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر بأنها اطلعت على "معلومات مقلقة" تتعلق بالخطط المستقبلية لجماعة بالستاين أكشن المحظورة، وحثت الناس على عدم الاحتجاج دعماً لها. وفي حديثها لقناة سكاي نيوز يوم الثلاثاء، قالت: "تستند عملية الحظر إلى تقييمات أمنية مفصّلة ونصائح أمنية مقدمة إلي بصفتي وزيرة للداخلية، ويجب أن آخذ ذلك على محمل الجد". وعن المظاهرة الاحتجاجية على قرار حظر الحركة، قالت إن "هذه ليست منظمة سلمية"، مضيفةً أنه من المرجح الكشف عن المزيد من المعلومات حول الحركة في قضايا قضائية مستقبلية. يأتي هذا بعد أن حذرت داونينج ستريت يوم الاثنين: "أولئك الذين يسعون لدعم هذه الجماعة قد لا يعرفون بعد طبيعتها الحقيقية".

ونددت سابقًا العديد من المؤسسات الحقوقية والشخصيات الثقافية والسياسية بقرار تجريم بالستاين أكشن بموجب قانون الإرهاب، فيما دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك إلى إلغاء الحظر لأنه "يحدُّ من حقوق الأفراد وحرياتهم في المملكة المتحدة، ويتعارض مع القانون الدولي". وسمحت المحكمة العليا الأسبوع الماضي لمؤسسة بالستين أكشن الناشطة البريطانية الفلسطينية هدى عموري تقديم طعن ضد قرار وزيرة الداخلية بحظر الحركة، على أن يجري تقديمه الخريف القادم.

وفي كشف جديد عن ارتباط جماعات الضغط لتجريم حركة بالستاين أكشن، قالت صحيفة "ذا غارديان" في تقرير لها يوم أمس إن اللورد ريتشارد دانات، القائد السابق للجيش البريطاني، حث الوزراء البريطانيين على اتخاذ إجراءات صارمة ضد الحركة وذلك بناءً على طلب من "كويستيك" وهي شركة أميركية يعمل مستشارًا أمنيًّا لها. وأظهرت وثائق إرسال اللورد دانات رسائل إلى وزيرين في وزارة الداخلية يحثهما على اتخاذ إجراءات صارمة ضد نشطاء الحركة بعد استهدافهم مصنعًا تابعًا للشركة عام 2022 بسبب مبيعات معدات عسكرية لإسرائيل.

في رسالته، دعا اللورد المستقل وهو شخصيّة عسكريّة وسياسية بارزة، إلى إيقاف ما وصفه بأنه "شبه إرهاب" من قبل بالستاين أكشن، مطالباً بوضع حد لأنشطتهم التي كانت تستهدف الشركات ذات الصلة بإسرائيل، الأمر الذي أثار تساؤلات حول كيفية استخدام شخصيات عسكرية سابقة لمناصبها ونفوذها للتأثير على السياسات الحكومية لصالح مصالح شركات خاصة.

وفي سياق ذي صلة، قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن إصلاح لوحة فنية للورد آرثر بلفور خُربت على يد بالستاين أكشن سابقًا، سيكلف ما لا يقل عن 24,000 جنيه إسترليني، بحسب رسائل بريد إلكتروني. وصرّحت كلية ترينيتي في جامعة كامبردج مالكة اللوحة، بأنها لا تستطيع الكشف عن وثائق تقييم الترميم الكاملة نظرًا "إلى الحساسية التجارية والمخاوف الأمنية". ونشرت بالستاين أكشن في مارس/آذار الماضي فيديو لتخريب لوحة لوزير الخارجية السابق الذي أصدر وعد بلفور، وهو إعلانٌ يتعهد بدعم بريطانيا لإقامة "وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows