
استشهد سليمان العبيد (41 عاماً)، لاعب منتخب فلسطين السابق والهدّاف التاريخي لنادي خدمات الشاطئ، اليوم، إثر إصابته برصاص قنّاص إسرائيلي قرب مركز للمساعدات الإنسانية في منطقة الطنية بمواصي مدينة خانيونس.
ويعد العبيد أحد أبرز لاعبي كرة القدم الفلسطينية عبر التاريخ بعد تخطيّه حاجز 100 هدف مع الأندية الفلسطينية التي مثّلها، حيث بدأ مسيرته من بوابة نادي خدمات الشاطئ، قبل انتقاله لفريق مركز شباب الأمعري وتتويجه معه بلقب أولى بطولات دوري المحترفين الفلسطيني موسم 2011/2010، وبطولة كأس الشهيد ياسر عرفات 2012، ووصافة بطولة كأس رئيس الاتحاد الآسيوي للأندية 2012، إلى جانب ارتدائه قميص نادي غزّة الرياضي (عميد أندية قطاع غزّة)، وعودته إلى نادي خدمات الشاطئ، حيث حصل معه على عددٍ من الألقاب الفرديّة، أهمها تربّعه على عرش الهدّافين التاريخيين للفريق.
وخاض العبيد 19 مباراة دولية بقميص منتخب فلسطين، سجّل خلالها هدفين دوليّين، الأول أمام اليمن في بطولة غرب آسيا 2010، والثاني في مباراة وديّة أمام إندونيسيا عام 2011. وعبّر مهاجم منتخب فلسطين السابق، إياد أبو غرقود، عن حزنه البالغ على رحيل زميله في فريقي خدمات الشاطئ، ومركز الأمعري، قائلاً: "العبيد كان قريباً من الكل، امتلك شخصيّة قريبة من الكل، مكّنته من دخول قلوب كل الناس، كنّا نحسده على طيبته، وقدرته على التعامل مع شتّى الظروف، بما فيها ظروف الحزن، والألم التي تمرّ بها البلاد عموماً، وقطاع غزّة خصوصاً منذ حوالي 20 عاماً".
وأضاف أبو غرقود الذي رافق العبيد في مختلف المنتخبات الوطنية الفلسطينية: "العبيد لم يشِخ أبداً في ملاعب كرة القدم، وظلّ يمارس اللعبة ويتلقّى عروضاً من الأندية وهو في مقتبل الأربعين، وفي الموسم الذي توقّف -مع بدء الحرب الحاليّة- كان يتجهّز لكسر مزيد من الأرقام القياسية مع ناديه خدمات الشاطئ، ولكن الحرب غيّرت كل شيء. بالنسبة لي يُحسب للعبيد تسجيله أجمل هدف في تاريخ المنتخب الوطني، وكان بركلة خلفية مزدوجة أمام منتخب اليمن".
واضطر العبيد للنزوح من منزله في الشاطئ إلى منطقة مواصي خانيونس مع عائلته المكوّنة من زوجة، وخمسة أبناء، تزامناً مع بدء حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في السابع من شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، وعانى مع أسرته من سياسة التجويع التي تنتهجها قوات الاحتلال مع المواطنين في قطاع غزّة.
ونعت الأوساط الرياضية الفلسطينية سليمان العبيد بكثير من كلمات الحبّ والامتنان لمسيرته المتميّزة مع مختلف الفرق التي مثّلها، مستذكرة عدداً كبيراً من اللقطات الاستعراضيّة التي كانت تصف شخصيته في ملاعب كرة القدم، إذ كان العبيد "لاعباً فلسطينياً بلمسة برازيلية". ونشر قائد منتخب فلسطين، مصعب البطاط (31 عاماً) عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي: "في بلادي الكل مستهدف، ولم يسلم أحد من حرب الإبادة. سليمان العبيد أحد أمهر اللاعبين في فلسطين، الهدّاف المعروف، واللاعب الخلوق، يرتقي شهيداً".
وارتفع عدد شهداء الحركة الرياضية في فلسطين إلى حوالي 810 شهداء، منهم أكثر من 420 لاعباً لكرة القدم، إلى جانب تدمير قوات الاحتلال 288 منشأة رياضية وكشفية في قطاع غزة والضفة الغربية. وقتلت قوات الاحتلال أكثر من 41 رياضياً فلسطينياً خلال يوليو/تموز الماضي، كان آخرهم محرز أبو عودة، مدرب فريق اتحاد بيت حانون الرياضي، وإسماعيل أبو دان (37 عاماً)، لاعب نادي التفاح الرياضي، أثناء انتظارهما المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، بينما استشهد عودة محمد الهذالين (31 عاماً) لاعب نادي مسافر يطا ونادي سوسيا برصاص مستوطن "إسرائيلي" في قرية أم الخير، قضاء محافظة الخليل.

Related News

