
أعلنت وزارة الداخلية السورية، أمس الاثنين، إلقاء القبض على قاتل الممثلة ذات الأصول العراقية ديالا الوادي داخل منزلها في حي المالكي بدمشق، بعد جريمة أثارت استنكاراً واسعاً لدى السوريين. وصرّح قائد الأمن الداخلي في محافظة دمشق العميد أسامة محمد خير عاتكة، عبر صفحة الوزارة على "فيسبوك"، بأنّ فرع المباحث الجنائية تمكّن، في أقل من 24 ساعة، من كشف ملابسات جريمة القتل التي وقعت في حي المالكي بالعاصمة، وذلك عقب تلقي بلاغ بالعثور على جثة ديالا الوادي داخل منزلها.
وأضاف: "فور ورود البلاغ، توجّهت الدوريات والفرق المختصة إلى موقع الحادث، حيث باشرت بجمع الأدلة ومراجعة كاميرات المراقبة ومقاطعة المعلومات. وقد بيّنت التحقيقات الأولية أنّ المغدورة كانت تستعين بعاملة للتنظيف، اعترفت لاحقاً بتنسيقها مع شخص آخر لقتل الضحية بدافع السرقة"، وأشار إلى أنه تم توقيف المتورطَين في الجريمة، ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة كامل ملابساتها، تمهيداً لإحالتهما إلى القضاء المختص.
وأثار مقتل ديالا الوادي موجة غضب واستنكار لدى سكان دمشق، لا سيما مع تكرار حوادث السرقة والقتل في مناطق يُفترض أنها آمنة ومحصّنة، وسط مطالبات بتشديد الإجراءات الأمنية وتكثيف الدوريات في الأحياء السكنية. ولم تورد وزارة الداخلية السورية تفاصيل إضافية حول كيفية وقوع الجريمة، إلا أنّ شبكات إخبارية محلية أفادت بأنّ ديالا، التي تحمل الجنسيتين العراقية والبريطانية، قُتلت خنقاً خلال عملية سطو مسلّح على منزلها، بعدما لاحقها أحد الأشخاص واقتحم المكان بنيّة السرقة.
وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أنّ "الجاني طارد الضحية حتى مدخل منزلها، قبل أن يقتحمه وينفّذ جريمته، مستولياً على مبالغ مالية ومصاغ ذهبي، ثم لاذ بالفرار". وبعد إلقاء القبض على المشتبه بهما، أوضحت وزارة الداخلية أنّ مرتكب الجريمة يُدعى "ح. م."، وأنّ زوجته "ج. ب."، التي كانت تعمل مدبرة منزل لدى الضحية، هي التي نسّقت العملية، وأنّ الجريمة ارتُكبت بدافع السرقة. وأظهرت لقطات مصوّرة بثّها رواد مواقع التواصل الاجتماعي عناصر من الأمن السوري وهم يقتادون الجاني إلى منزل ديالا لتمثيل الجريمة.
وأكّد وزير العدل السوري مظهر الويس، في تدوينة على منصة إكس، أنّ وزارة العدل "تتابع بكل جديةٍ وحزمٍ الإجراءات القضائية المتخذة بحق المتورطَين، اللذين أُلقي القبض عليهما بفضل الجهود الحثيثة لعناصر وزارة الداخلية، وبإشراف مباشر من المحامي العام الأول بدمشق". وحثّ الوزير على "الإسراع في إنجاز التحقيقات والمحاكمة بما يضمن تحقيق العدالة الناجزة، وتطبيق أقصى درجات العقوبة الرادعة وفقاً للقانون، بما يكون عبرةً لكل من تسوِّل له نفسه المساس بحرمة الأرواح البريئة".
ونعى فرع نقابة الفنانين السوريين في دمشق الفنانة الراحلة، في بيان نُشر عبر صفحته في "فيسبوك". ديالا الوادي هي ابنة الموسيقي العراقي الراحل صلحي الوادي، مؤسّس المعهد العالي للموسيقى والدراما في دمشق، ومدير المعهد الموسيقي العربي الذي أصبح يحمل اسمه لاحقاً. عُرفت بحضورها في الوسطين الفني والثقافي، وشاركت في العديد من العروض المسرحية والأعمال التلفزيونية خلال السنوات الأخيرة.
وُلد صلحي الوادي في العراق عام 1934، وهاجر إلى سورية في شبابه، حيث ساهم في تأسيس الحركة الموسيقية الأكاديمية السورية، وأنشأ المعهد العالي للموسيقى والدراما بدمشق، كما كان المؤسّس والقائد الأول للأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية التي انطلقت عام 1993. وسارت ديالا الوادي على خطى والدها، فالتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق وتخرّجت منه عام 1986، وشاركت في عدد من الأعمال المسرحية والدرامية، قبل أن تختار الابتعاد عن الأضواء في السنوات الأخيرة وتعيش حياة هادئة في دمشق.

Related News


