لماذا يستبدل إندونيسيون علمهم بعلم قراصنة "ون بيس"؟
Arab
2 hours ago
share

بات علم الجمجمة والعظمتين المتقاطعتين، الذي تعلوه قبعة القش المميزة للشخصية الرئيسية "لوفي" في أنمي "ون بيس"، يُزيّن الآن سطوح منازل إندونيسيا وأعمدة الأعلام في جميع أنحاء الأرخبيل، وفقاً لصحيفة "جاكرتا بوست"، في ظاهرة أثارت قلق المسؤولين الحكوميين قبل أيام من العيد الوطني لإندونيسيا، الذي سيحتفل هذا الشهر بالذكرى الثمانين لاستقلال البلاد.

وجَرَت العادة تقليدياً أن يُزيّن علم إندونيسيا الأحمر والأبيض المنازل والمركبات والأماكن العامة استعداداً للعيد الوطني. لكن هذا العام، اختار إندونيسيون عدة رفع علم القراصنة من "ون بيس". وعلى وسائل التواصل الاجتماعي يشرح الإندونيسيون سبب هذا التوجه فيقول معلّق: "العلم الأحمر والأبيض مقدسٌ جداً بالنسبة لنا لرفعه الآن، في وقتٍ لا يزال فيه الكثير من الناس تحت سيطرة أصحاب السلطة"، واصفاً علم "ون بيس" بأنه "روح المقاومة ضد الظلم".

وجاء رفع علم قراصنة "ون بيس" رداً على دعوة الرئيس برابوو سوبيانتو للمواطنين لرفع العلم الوطني طوال شهر أغسطس/آب. يشرح معلّق عبر منصة ميديوم: "بالنسبة لمواطنين عدة، كانت هذه الدعوة للفخر الوطني مجرد دعوة فارغة. لقد رأوا فيها مطلباً للوطنية الاستعراضية من حكومة شعروا أن سياساتها تخذل الشعب، وخاصة الطبقات الدنيا. لذا، ردّوا برمز خاص بهم".

"أفضل من احتجاجات الشوارع"

تراوحت الاستجابة الرسمية بين القبول الحَذِر والدعوات إلى اتخاذ إجراءات عقابية. صرّح النائب عن حزب النضال الديمقراطي الإندونيسي، ديدي يفري سيتوروس، لصحيفة "جاكرتا غلوب" بأن رفع العلم "يجب أن يُنظر إليه على أنه تعبير علني عن النقد، وهو جزء من المجتمع الديمقراطي". وأضاف: "هذا النوع من العمل الرمزي أفضل من احتجاجات الشوارع التي قد تتحول إلى أعمال عنف". وأعرب نائب وزير الداخلية، بيما أريا سوجيارتو، عن رأي مماثل، واصفاً الحركة بأنها "شكل من أشكال التعبير". وقال لوكالة أنباء أنتارا إنه "من وجهة نظري، هذا الشكل من أشكال التعبير ظاهرة طبيعية في الديمقراطية، طالما أنه لا يتعارض مع الدستور"، مضيفاً أن العلم الوطني الإندونيسي يجب أن يظل هو الأهم.

علم "ون بيس" قد يواجه العقوبات

في المقابل اتخذ آخرون موقفاً أكثر تشدداً. فقد حذّر نائب رئيس مجلس النواب، صوفمي داسكو أحمد، من أن علم القراصنة قد يُستخدم "لزرع الفرقة في وحدة وسلامة" الأمة، مستشهداً بتقارير أمنية، وفقاً لمجلة تيمبو. كما حذّر وزير تنسيق السياسة والأمن، بودي جوناوان، من أن رفع علم "ون بيس" في 17 أغسطس/آب، يوم استقلال إندونيسيا، قد يُعرّض من يرفعونه لـ"عواقب جنائية". وأشار إلى قانون صدر عام 2009 يُجرّم إهانة العلم الوطني، وفقًا لما ذكرته صحيفة "جاكرتا بوست". كما قال وزير حقوق الإنسان، ناتاليوس بيغاي، أمس الأحد لـ"أنتارا"، إن الحكومة "تحتفظ بحقها" في حظر العلم، مُحذّراً من أنه قد يُشكّل انتهاكاً قانونياً أو حتى إثارةً للفتنة إذا ما رُفع إلى جانب العلم الوطني.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows