
يبحث نادي برشلونة الإسباني عن مصادر دخل إضافية، في ظل القيود التي تفرضها قواعد اللعب المالي النظيف، وذلك بهدف تسجيل صفقاته الجديدة وربما إبرام تعاقدات إضافية، خلال سوق الانتقالات الصيفية الحالية، إذا سنحت الفرصة. ولهذا تُبدي إدارة النادي الكتالوني انفتاحاً على فكرة بيع بعض اللاعبين، بما في ذلك مواهب أكاديمية لاماسيا، في حال تلقي عروض مالية مغرية، ولا سيما في المراكز التي تشهد ازدحاماً واضحاً، وقد لا يكون تحول هذه المواهب إلى رافعة اقتصادية خياراً، بل ضرورة ملحّة تفرضها الظروف.
وذكرت صحيفة سبورت الكتالونية، السبت، أن لاعب خط الوسط الشاب، فيرمين لوبيز (22 عاماً)، يُعد من بين الأسماء المطروحة بقوة لمغادرة برشلونة هذا الصيف، في ظل اهتمام جاد من مانشستر يونايتد الإنكليزي، الذي يُحضّر عرضاً يُقدر بأكثر من 70 مليون يورو، وأفادت الصحيفة بأن المفاوضات لا تزال في مراحلها الأولية، لكن إدارة النادي واللاعب يعلمان جيداً حجم الاهتمام المتزايد، ويُنظر داخل برشلونة إلى هذا العرض المحتمل بوصفه فرصة استثنائية، قد تسهم في تحسين الوضع المالي على الفور، خاصة أنه يُعد من أكبر العروض التي قد يتلقاها النادي، خلال السنوات الأخيرة، ما يعزز خيار البيع لتطبيق قاعدة "1:1" وتسجيل الصفقات الجديدة.
وأفادت الصحيفة بأن الاهتمام بفيرمين ليس وليد اللحظة، بل بدأ منذ الأسابيع الأولى من فترة الانتقالات الصيفية، وقد سبق أن تلقى اللاعب عروضاً جدية من أندية أوروبية وسعودية بارزة، من بينها فرق إنكليزية مثل تشلسي وأرسنال، إلا أن فيرمين أبدى تمسكه الواضح بالبقاء في برشلونة، ومع دخول مانشستر يونايتد على الخط واستعداده لتقديم عرض مغرٍ يتضمن مضاعفة راتب اللاعب، عادت القضية إلى الواجهة من جديد. وحتى مع الإغراءات المالية، يدرك النادي الإنكليزي أن المهمة لن تكون سهلة، بالنظر إلى ارتباط اللاعب العاطفي بنادي برشلونة، وعلى الرغم من أن فيرمين لم يكن أساسياً في معظم مباريات الموسم، يجعل تأثيره الواضح في اللحظات الحاسمة من قراره المقبل مفترقَ طرق بين تحقيق الطموح الرياضي وجني الأرباح المالية.
وأما اللاعب الثاني فهو الإسباني مارك كاسادو (21 عاماً)، والذي بات مستقبله مع الفريق الكتالوني محل شك كبير، فرغم ما أثير سابقاً حول نية النادي تحسين عقده، تغيّر الوضع في ظل تصريحات المدير الرياضي للفريق، البرتغالي ديكو (47 عاماً)، والمدرب الألماني، هانسي فليك (60 عاماً)، اللذين أشارا إلى وجود فائض في خط الوسط، كما أن غياب كاسادو عن مراحل حاسمة من الموسم الماضي بسبب الإصابة أضعف حظوظه في نيل ثقة فليك، الذي يُفضل الاعتماد على أسماء أكثر خبرة، على غرار الهولندي فرينكي دي يونغ (28 عاماً)، وتشير التقارير إلى اهتمام تشلسي الإنكليزي بخدماته، في وقت تُقدّر فيه قيمته السوقية بنحو 30 مليون يورو، ما يجعل إدارة برشلونة منفتحة على فكرة رحيله، إذا وصل عرض يحقق التوازن بين مصلحة النادي وطموحات اللاعب.
وأبلغ مسؤولو برشلونة محيط كاسادو بأنهم لن يقفوا في طريقه، إذا وصل عرض جيد، ورغم كون اللاعب من أبناء النادي المحبوبين، سيكون استمراره من دون دقائق لعب كافية ضاراً بمستقبله الكروي، حيث يخشى الفريق الكتالوني تراجع قيمته السوقية، في حال ظلّ حبيس دكة البدلاء، وسيكون القرار صعباً، لكنه قد يكون منطقياً في ضوء الظروف المالية الحالية، كما أن اللاعب نفسه يعلم أن فرصه أصبحت محدودة، وقد يكون الرحيل فرصة لإعادة إطلاق مسيرته، بشرط اختيار الوجهة المناسبة.
ولا يختلف الحال كثيراً مع الظهير الأيمن، هيكتور فورت (19 عاماً)، الذي يبدو أنه يعيش آخر أيامه في برشلونة بعد موسمين مع الفريق الأول، فالمدرب فليك يعتبر كلّاً من جول كوندي وإريك غارسيا خيارين أساسيين في مركزه، وقد أخبر فورت بصعوبة منحه دقائق لعب هذا الموسم، كما سبق أن لعب دوراً هامشياً في الموسم الماضي، وشهد كيف تفوّق عليه غارسيا، ولذلك يرحّب برشلونة ببيع فورت، لكن بشرط الاحتفاظ بنسبة من حقوقه مع خيار إعادة شراء مستقبلي.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن هناك اهتماماً واضحاً من عدة أندية باللاعب، أبرزها نادي جيرونا الإسباني، وباريس إف سي الفرنسي، إضافة إلى ريال مايوركا، الذي قد يضمه لتعويض رحيل بابلو مافيو المتوقّع، وترى إدارة النادي الكتالوني في بيع فورت فرصة مالية مع الحفاظ على إمكانية استعادته مستقبلاً، وكذلك هو الأمر نفسه مع اللاعب الذي يقف أمام مفترق طرق في مسيرته، بين حلم الاستمرار في برشلونة، وفرصة الانفجار في نادٍ يمنحه دقائق لعب منتظمة.
