أصدرت الحكومة البرتغالية أمس السبت تحذيراً من موجة حر شديدة وأعلنت "حالة تأهب"، مع ارتفاع خطر اندلاع حرائق في أجزاء كبيرة من البلاد في الأيام المقبلة. وتضمّن التنبيه الذي يستمر من اليوم الأحد 3 أغسطس/ آب إلى الخميس في 7 أغسطس، حظراً على إشعال النيران والألعاب النارية واستخدام المعدات الكهربائية في الغابات. كما قيّدت السلطات الوصول إلى بعض مناطق الغابات، وأعلنت زيادة عدد العاملين في جهاز حرّاس الغابات وزيادة الدوريات البرية والجوية في المناطق المعرّضة لخطر الحرائق.

وقالت وزيرة الداخلية ماريا لوسيا أمارال في خلال مؤتمر صحافي السبت، إنّ استمرار موجة الحرارة المرتفعة وانخفاض معدلات الرطوبة، وزيادة خطر اندلاع الحرائق في معظم أنحاء البلاد "استدعى اتخاذ إجراءات وقائية واستثنائية، ولهذا تمّ اتخاذ قرار إعلان حالة التأهب. فالأسبوع المقبل سيكون صعباً"، على حد وصفها. وأضافت أن السلطات قرّرت حظر دخول المناطق الحرجية، وإشعال النار فيها، واستخدام الآلات في الغابات والمناطق الريفية، كما مُنع استخدام الألعاب النارية أو أي مواد قابلة للاشتعال، مؤكدة تعليق الإجازات لكلّ وحدات مكافحة الحرائق.

وتشهد شبه الجزيرة الإيبيرية التي تتألف من البرتغال وإسبانيا موجة حر وحرائق غابات تستمر حتى 7 أغسطس/ آب الجاري. وأعلنت المديرية العامة للصحة في البرتغال، أمس السبت، وفاة 264 شخصاً خلال الأسبوع الماضي، بسبب موجة الحر الشديدة التي ضربت البلاد. وذكرت المديرية في بيان، أنّ درجات الحرارة المرتفعة سبّبت وفياتٍ، خصوصاً بين الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة ومن أعمارهم فوق 75 عاماً، وأنّ معظم الوفيات تمّ تسجيلها في المناطق الشمالية من البلاد.

وكانت البرتغال شهدت خلال الأسبوع الماضي ثلاثة حرائق كبيرة، خصوصاً في المنطقتين الوسطى والشمالية، وسُيْطِر عليها بمشاركة نحو 1.300 عنصر إطفاء، و13 طائرة، ونحو 100 مركبة برية. وفي أعقاب موسم حرائق مميت عام 2017، زادت البرتغال إنفاقها على الوقاية من حرائق الغابات والاستجابة لها. وأفاد معهد الغابات البرتغالي بأنّ أكثر من 29 ألف هكتار أتت عليها الحرائق منذ بداية العام.

كما كافحت إسبانيا حرائق غابات في الأيام الأخيرة، وهي مشكلة تواجهها إسبانيا والبرتغال وبلدان أخرى سنويّاً. ويقول الخبراء إنّ تغير المناخ يؤدي إلى زيادة وتيرة وشدة الجفاف والحرائق في أنحاء العالم. وستؤثر درجات الحرارة المرتفعة أيضاً على إسبانيا، جارة البرتغال في شبه الجزيرة الإيبيرية.

وأعلن المعهد الإسباني للأرصاد الجوية أن الحرارة ستتجاوز 40 درجة مئوية في ستّ مناطق؛ الأندلس وقشتالة وليون لا مانتشا وإكستريمادورا وغاليسيا ومدريد، بين 3 و7 أغسطس. وقد أعلنت الإدارات الذاتية في هذه المناطق أنها رفعت مستوى التأهب لمواجهة موجة حر شديد.

وبحسب بيانات نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي، التهمت حرائق الغابات عام 2025 مساحات بلغت 43 ألف هكتار من الأراضي في إسبانيا. ووفقاً لبيانات وزارة التحول البيئي الإسبانية، فقد التهمت حرائق يوليو/ تموز أكثر من 26 ألفاً و300 هكتار من الأراضي، وهو الأكبر منذ مارس/ آذار 2023.

أما الحرائق الأخيرة في غابات منطقة فيلافيردوس في منطقة أستورياس شمالي البلاد، فقد التهمت نحو 400 هكتار من الأراضي، وتمّ إخلاء منازل في قريتين مجاورتين إجراءً احترازياً.

(فرانس برس، الأناضول)