لقي طفل مصرعه وأصيب خمسة آخرون، في أحدث قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على شمال مدينة أم درمان السودانية، غرب العاصمة الخرطوم. وبحسب بيان من وزارة الصحة في الولاية، فإن مليشيا الدعم السريع واصلت، اليوم الأربعاء، استهدافها الممنهج للمواطنين المدنيين العزل، وكثفت من قصفها على الأحياء السكنية وقصفت مدرسة قبل دوام الطلبة بنصف ساعة، مشيرةً إلى أن القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة، أدى إلى مقتل طفل وإصابة خمسة آخرين، من بينهم طبيبة تعمل في مستشفى بر الوالدين. 

ودانت الوزارة على لسان مديرها العام، فتح الرحمن محمد الأمين، استهداف المليشيا المتمردة الممنهج والمستمر للمدنيين العزل بالمناطق السكنية الآمنة بمحلية كرري المكتظة بالسكان من الفئات العمرية المختلفة، وسلوكها في قصف المدنيين في ساعات الصباح التي تشهد حركة كثيفة للمواطنين والطلاب والكوادر العاملة بمرافق الدولة المختلفة وبالمستشفيات والمراكز الصحية.

وخلال اليوم الأربعاء، شهدت محاور القتال المختلفة في البلاد، هدوءاً نسبياً، عدا بعض المحاور مثل محور مدينة الفاشر، غربي البلاد، حيث ذكرت تنسيقية لجان مقاومة المدينة، أن ستة أشخاص لقوا مصرعهم في قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين مع عدد من الإصابات، ولم تعلق قوات الدعم السريع على تلك المعلومات. 

أما بولاية النيل الأزرق، جنوب شرقي البلاد، فقد ذكر الناطق الرسمي باسم الجيش العميد نبيل عبد الله، أن قوات من الجيش هناك تمكنت بعد نشاط متزامن ومنسق من تدمير من وصفهم بـ"شراذم الجنجويد" بمناطق الدالي والمزموم، والجفرات، والمليسا، وقلي وأبوعريف، والقربين، ورورو والتبون، واستعادة تلك المناطق عنوة واقتداراً، طبقاً لبيان منه، اليوم الأربعاء.

وكان رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، قد التقى المدير العام لشؤون أفريقيا بوزارة الخارجية والتنمية البريطانية، هارييت ماثيوز، اليوم الأربعاء، وبحسب بيان من المجلس، فإن البرهان أبلغ ضيفه عزم الحكومة السودانية على التحول المدني الديمقراطي وتحقيق الإجماع الوطني، بجانب استعدادها لتقديم كل التسهيلات اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها.

وتعهدت هارييت ماثيوز في تصريحات صحافية عقب اللقاء بدعم بلادها لجهود السلام في السودان، وبلعب دور مهم في ضمان أي مسار نحو السلام، وعبرت عن قلقها العميق لاتجاه قوى سياسية وعسكرية تشكيل حكومة موازية مساندة للدعم السريع، مشيرةً إلى أن أي سلام دائم في السودان يتطلب وحدة الأراضي السودانية وسلامتها، وأعلنت استضافة بلادها لأطراف عدة في المجتمع الدولي للقاء في لندن خلال الفترة المقبلة، للنقاش في خلق مجال للسلام في السودان وإنهاء الحرب.