ما زالت الحرب في أوكرانيا تشكل "مصدراً كبيراً للقلق" بشأن سلامة الصحافيين في أوروبا إلى جانب تهديدات أخرى مثل المراقبة والمضايقة، وفق التقرير السنوي لمنصة مجلس أوروبا لسلامة الصحافيين. وقال التقرير حول حرية الصحافة في أوروبا في عام 2024 والذي نُشر الأربعاء: "في أوكرانيا، ظلت المعارك العنيفة على الخطوط الأمامية والقصف المكثف للمدن والبنية التحتية من قبل القوات الروسية مصدر القلق الرئيسي في أوروبا من حيث المخاطر والتكلفة البشرية".

وثّقت "المنصة"، وهي نتاج تعاون بين مجلس أوروبا ومنظمات حرية الصحافة، "ما لا يقل عن سبعة حوادث تم فيها إطلاق النار على صحافيين، بما في ذلك مقتل مستشار الأمن في وكالة رويترز، ريان إيفانز، الذي كان ضحية هجوم صاروخي في شرق أوكرانيا في أواخر أغسطس/ آب".

وأشار التقرير إلى التهديدات الخطرة المتمثلة في مراقبة الصحافيين في أوروبا ومضايقتهم عبر الإنترنت، والقمع العابر للحدود الوطنية للصحافيين، وخصوصاً الذي تمارسه روسيا وبيلاروسيا، وميل بعض الحكومات إلى الاستيلاء على وسائل الإعلام. كما تطرق إلى التهديد الذي تشكله المعلومات المضللة، خصوصاً عبر المحتوى الذي ينشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي.

في عام 2024، نشرت الأطراف المشاركة في المنصة، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي للصحافيين ومنظمة مراسلون بلا حدود، 266 تقريراً، 78 منها تتعلق بهجمات على سلامة الصحافيين الجسدية.

ومن بين البلدان التي شملها أعلى عدد من التقارير أوكرانيا (40 تقريراً، معظمها من مناطق تحتلها روسيا أو نُسبت إلى القوات الروسية)، وروسيا (32)، وتركيا (28)، وصربيا (20)، وجورجيا (18). وتضاعف عدد التقارير في جورجيا ثلاث مرات مقارنة بالعام السابق، وذلك بسبب الاعتداء على الصحافيين خلال الاحتجاجات المؤيدة للاتحاد الأوروبي.

بالمجمل، اعتقل 159 صحافياً في أوروبا خلال عام 2024، بما في ذلك 44 في بيلاروسيا، و30 في أذربيجان، و29 في روسيا (بالإضافة إلى 28 في الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا)، و27 في تركيا وواحد في جورجيا.

ودعت الأطراف المشاركة في المنصة مجلس أوروبا والمفوضية الأوروبية و46 دولة أعضاء في مجلس أوروبا إلى تعزيز الحماية القانونية للصحافيين والضمانات ضد التضليل والتدابير لمكافحة الاستيلاء على وسائل الإعلام وفرض رقابة عليها.

(فرانس برس)