ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، اليوم الأربعاء، أن الصواريخ الإيرانية نجحت باطراد خلال أيام الحرب مع إسرائيل في اختراق منظومات الدفاع الجوي، لتؤكد أنه حتى أحد أكثر أنظمة العالم تطوراً قابلة للاختراق. ووفقاً لتحليل بيانات أجرته الصحيفة، فإنه مع استمرار الحرب، بدّلت إيران خططها واستخدمت عدداً أقل من الصواريخ، لكن معدل نجاحها ارتفع، إذ أطلقت صواريخ أكثر تطوراً وأطول مدى، كما غيّرت توقيت الهجمات ونمطها باستهداف مدن متباعدة.

وفي النصف الأول من الحرب، تقول الصحيفة نقلاً عن بيانات المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي، إن 8% من الصواريخ الإيرانية نجحت في تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية، قبل أن تتضاعف النسبة إلى النصف (16%)، بحلول النصف الثاني من الحرب. ويؤكد المعهد أن أنجح الهجمات حصلت قبل يومين من نهاية الحرب عندما أصابت عشرة صواريخ من أصل 27 صاروخاً إسرائيل. وقال المدير المساعد للسياسة الخارجية في المعهد آري سيكوريل إن البيانات تشير إلى أن إيران نجحت في التكيّف وتحديد موعد ونطاق وأنواع الصواريخ خلال الحرب.

كانت معظم الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل هي صواريخ باليستية متوسطة المدى، إلا أنها نجحت في اختراق خمس منظومات دفاع جوية، بحسب ما تشير الصحيفة، التي تؤكد تراجع الجيش الإسرائيلي بشكل تدريجي عن الأرقام التي ذكرها حول نسبة اعتراض الصواريخ. إذ قال الجيش خلال الحرب إنه اعترض ما بين 90% و95% من صواريخ إيران، إلا أنه عاد وقال بعد وقف إطلاق النار إنه اعترض 86% من الصواريخ إجمالاً.

وخلال الحرب ساهمت سيطرة إسرائيل على المجال الجوي الإيراني ونجاحها في مهاجمة منصات إطلاق الصواريخ في دفع إيران إلى استخدام صواريخ أكثر دقة بعد عدم تمكنها من نشر صواريخها القديمة الأقل دقة والأقصر مدى. إذ يظهر تحليل للقطات أن إيران استخدمت على سبيل المثال صاروخ فاتح 1 الأسرع من الصوت في منطقتين بإسرائيل على الأقل. ويمتاز هذا الصاروخ بالسقوط بسرعة تزيد عن عشرة أضعاف سرعة الصوت، مع وجود رأس حربي ينفصل أثناء الطيران لتفادي الصواريخ الاعتراضية.

على الجهة المقابلة، يرى خبراء أن نجاح الصواريخ الإيرانية في تجاوز الدفاعات الجوية، يرجع لقرار إسرائيل بالحفاظ على مواردها من الصواريخ الاعتراضية عالية الكلفة والاكتفاء باستهداف الصواريخ الإيرانية التي تشكل أكبر تهديد فقط، إلا أن صحيفة تليغراف كانت قد كشفت في وقت سابق من الشهر الحالي عن تعرض خمس منشآت عسكرية إسرائيلية لضربات إيرانية مباشرة، مشيرة إلى أن إسرائيل لم تعلن عن هذه الضربات كما لم يُبلغ عنها من الإسرائيليين بسبب قوانين الرقابة العسكرية الحاسمة، وهو ما يظهر ضعف الرواية التي تتحدث عن استراتيجية الاقتصاد في الذخيرة.