
منذ الحادث الخطير الذي تعرّض له في ديسمبر/كانون الأول 2013 أثناء تزلّجه مع عائلته في جبال الألب، لا تزال الحالة الصحية لأسطورة الفورمولا 1، مايكل شوماخر (56 عاماً) ملفاً بالغ السرية، قلّما تسرّبت عنه معلومات دقيقة، على مدار أكثر من أحد عشر عاماً.
وفي ظل الصمت الصارم الذي تفرضه عائلته، وعلى رأسها زوجته كورينا شوماخر، لا يُسمح سوى لعدد محدود جداً من الأشخاص بزيارته في مقرّ إقامته في سويسرا، بينهم ثلاثة أصدقاء مقرّبين، أبرزهم جان تود، الرئيس السابق للاتحاد الدولي للسيارات، ومدير فيراري خلال مسيرة شوماخر، الذي لا يزال يزوره بانتظام.
ورغم أن التفاصيل قليلة، فقد أثارت بعض التقارير الأوروبية جدلاً، بعدما أشارت إلى احتمال حضور شوماخر لحفل زفاف ابنته جينا في مايوركا خلال سبتمبر/أيلول 2024، رغم عدم وجود أي صور تؤكد ذلك، بسبب حظر استخدام الهواتف المحمولة داخل الحفل. وأشارت صحيفة بيلد الألمانية إلى تحرّكات جوية غير معتادة من مقرّ إقامته قرب بحيرة ليمان خلال تلك الفترة، ما زاد من التكهّنات، أما الصحافي البريطاني المتخصص في شؤون السيارات، كريغ سكاربوروه، فقد صرّح مؤخراً لصحيفة ذا صن: "تحدّثت مع شخص مقرّب جداً منه وأخبرني: لن نعرف أي شيء آخر عن مايكل".
ومن التفاصيل الأخرى التي كشفت، أنه نتيجةً لتلف دماغي شديد ناجم عن الحادث، لا يتواصل شوماخر إلّا بعينيه، وهو لم يعد قادراً على الكلام، وحالته الصحية هشة، من جهته، صرح الصحافي كارلوس ميكيل: "لقد تلقى علاجاً بالخلايا الجذعية (شوماخر)، بسبب مشكلة في قلبه"، وهو الذي يخضع لعناية طبية فائقة داخل منزله، بعد تحويله إلى مركز صحي خاص، يعمل على مدار الساعة، مع تقارير تفيد بأنه واعٍ بمن حوله، رغم ضعفه بدنياً.
وتُعدّ زوجته كورينا خط الدفاع الأول عنه، إذ تفرض إجراءات صارمة، تحظر نشر أي صور أو تسريبات عن وضعه، حتّى على المقربين، وقد سبق أن منعت دخول مدير أعماله السابق، ويلي ويبر إلى المنزل، ما دفعه للانتقاد علناً في عام 2018 بقوله: "حاولت إقناع العائلة بقول الحقيقة، لكنهم لا يستمعون، كأنني أضرب رأسي بالحائط".
وفي عام 2023، واجهت عائلته تهديداً جدّياً، بعد محاولة ابتزاز للحصول على 15 مليون يورو، مقابل تسريب صور ومعلومات طبية حساسة، قيل إن مصدرها من طاقم الحراس، وبعدها، ألقي القبض على المتورطين، وحُكم عليهم بالسجن والغرامات.
وبالرغم من كل هذه الظروف، لا يزال شوماخر – الذي أصبح جَدّاً في إبريل/نيسان الماضي، بعد ولادة حفيدته من ابنته جينا – يحتفظ بمكانة خاصة في قلوب عشّاق الفورمولا 1 حول العالم، الذين ينتظرون بشغف أي خبر مطمئن عن بطلهم التاريخي، صاحب السبعة ألقاب عالمية، التي فاز بها مع بينيتون (1994 و1995) وفيراري (2000 إلى 2004).
