أصدرت محكمة عسكرية في موسكو، الاثنين، حكماً غيابياً بالسجن المشدّد لمدة 14 عاماً بحق الكاتب الروائي الروسي المعارض بوريس أكونين (اسمه الحقيقي غريغوري تشخارتيشفيلي)، لإدانته بتهم "دعم الإرهاب وتبريره" ومخالفة قانون "عملاء الخارج".

وأدانت المحكمة الثانية للدائرة العسكرية الغربية بوريس أكونين المقيم في المنفى بموجب ثلاث مواد من القانون الجنائي الروسي، وهي "دعم النشاط الإرهابي" و"التبرير العلني للإرهاب" و"التنصل من الوفاء بالتزامات العميل للخارج".

وأوضح محامي أكونين المكلف من الدولة، أوليغ دوبينين، أن المحكمة التي استمرت لمدة يومٍ واحد فقط، قرّرت أيضاً تغريم الروائي 400 ألف روبل (نحو 5000 دولار أميركي وفقاً لسعر الصرف الحالي) مع منعه من إدارة المواقع لمدة أربع سنوات. مع العلم أن أكونين عارض الحرب الروسية في أوكرانيا منذ أيامها الأولى، وصُنّف "عميلاً للخارج" من وزارة العدل الروسية في بداية العام 2024.

وسخر الكاتب من الحكم الصادر بحقه، موجهاً رسالة إلى جمهوره قال فيها إنه "يودّعهم حتى عام 2043، موعد انتهاء العقوبة وحظر إدارة الصفحات"، مضيفاً بسخرية: "ربما أعود قبل ذلك بقليل إذا صدر عفو بمناسبة انتخاب (الرئيس فلاديمير) بوتين لولاية سابعة" في عام 2036. مع العلم أن الدستور الروسي بنسخته الحالية يتيح لبوتين الترشح لولاية أخرى واحدة فقط في عام 2030، ستكون السادسة في حال ترشحه وفوزه.

وكان الادّعاء قد طالب بإنزال عقوبة السجن لمدة 18 عاماً بحق أكونين، في إطار قضية جنائية أُثيرت بعد نشر تسجيل لمكالمة هاتفية أجراها مع شخصين انتحلا صفة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزير الثقافة أولكسندر تكاتشينكو، دون علمه. وخلال الاتصال، عبّر أكونين عن دعمه للتعاون الإنساني بين المثقفين الروس والأوكرانيين، وشدد على أهمية الترويج لاستسلام الجنود الروس للقوات الأوكرانية طوعاً.