صحيفة الوطن الجزائرية تكشف عن إمكانية إغلاقها بسبب الأزمة المالية
Arab
3 hours ago
share

كشفت صحيفة الوطن الجزائرية، الناطقة بالفرنسية، عن إمكانية توقفها عن الصدور وإغلاقها، بسبب أزمة مالية خانقة وضعف مواردها المالية وانعدام الإعلانات، وذلك بعد مرور 35 عاماً على تأسيسها.

وتحدّثت هيئة تحرير كبرى الصحف الفرنكوفونية في الجزائر في افتتاحية عدد الاثنين عن "الوضع المالي الخطير الذي تعيشه، والذي يحول دون مواصلة رسالتها الصحافية"، وأضافت أنها "اختارت مخاطبة قرائها والجمهور عامة لقناعتها الراسخة بمكانة الصحيفة اليومية في المشهد الإعلامي، بعد 35 عاماً من تأسيسها، حيث تواجه مأزقاً مالياً".

وتعدّ صحيفة الوطن ذات توجه تقدمي منذ أن تأسّست بداية التسعينيات مع دخول الجزائر عهد التعددية السياسية والإعلامية في أعقاب دستور فبراير 1989، وتبنت خطاً تقدمياً ومعارضاً للسلطة، خاصةً في العقدين اللذين حكم فيهما الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وتتبنّى قضايا حرية التعبير والحريات السياسية والنقابية، لكنها تتعرض في الغالب لانتقادات بسبب موقفها التحريري من التيار المحافظ في الجزائر.

وأرجعت الصحيفة أزمتها المالية إلى "عدة قيود موضوعية"، أهمها: "النضوب التدريجي، على مدى السنوات العشر الماضية، لموردها الرئيسي، وهو الإعلانات، فقد أصبحت إعلانات القطاع الخاص شحيحة للغاية، بينما لم يتوفر الإعلان من القطاع العام الاقتصادي ومؤسسات الدولة، إلا لبضعة أشهر"، لافتةً إلى أنها صدرت في بعض الأوقات من دون إعلانات مدفوعة، كما انخفضت مبيعاتها في أكشاك بيع الصحف بشكل ملحوظ بسبب انتقال شريحة كبيرة من قرائها إلى منصات التواصل الاجتماعي.

وتتحكم الوكالة الحكومية للنشر والإشهار في توزيع الإعلانات، وهي توزّع في الغالب على الصحف الحكومية والصحف المقربة من السلطة، بينما تُمنع الإعلانات عن الصحف المعارضة أو تلك التي تمتلك خطاً تحريرياً مستقلاً.

وذكرت صحيفة الوطن أنها لم يكن لها نصيب من الإعلانات الحكومية منذ أكثر من عام، وأنها تتعرض لمعاملة تمييزية من قبل الوكالة الحكومية، وتابعت في افتتاحيتها: "لم تُفهم قط أسباب هذا التمييز الصارخ في الدعم المالي الذي تخصصه الدولة لبقاء الصحافة الوطنية، العامة والخاصة".

أضافت أنها "تعترف بعجزها الشديد أمام هذا القرار الجائر وغير المناسب، والذي أثّر بشكل كبير على الوضعية المالية للصحيفة في وقت كانت فيه بالكاد تتعافى من المحن القاسية التي عاشتها لمدة عامين طويلين والتي كادت تؤدي إلى اختفائها التام".

ولم يحدّد القائمون على صحيفة الوطن موعداً لتوقفها عن الصدور، وأشاروا في افتتاحية الاثنين إلى أنهم "في حيرة حول عدد الأيام المتبقية التي ستصمد فيها قبل أن تغلق أبوابها". ويجدر بالذكر أن صحيفة ليبرتي الجزائرية الناطقة بالفرنسية كانت قد اصطدمت بعقبات مشابهة، ما دفعها للتوقف عن الصدور قبل ثلاثة أعوام.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows