ريان دقاز أول كفيف يحصل على ماجستير القانون العام في تونس
Arab
4 hours ago
share

بينما كان الشاب التونسي ريان دقاز يستعد لدخول المرحلة الثانوية، منذ قرابة 12 عاماً، فقد القدرة على البصر وتغير العالم فجأة من حوله ليتحول من تلميذ مبصر إلى كفيف يواجه تحدي استكمال مساره الدراسي، مستعيناً بكل الوسائل الممكنة لتحقيق حلمه في الحصول على شهادة الدكتوراه في القانون العام والالتحاق بمهنة المحاماة.

يقول ريان (26 عاماً) اختتمت السنة الجامعية الحالية بتحقيق جزء من حلمي الذي لاحقته طويلاً رغم فقدان بصري في سن مبكرة، وحصلت على شهادة الماجستير في القانون العام ونجحت في مناظرة المعهد الأعلى بالمحاماة في غضون عام واحد، مضيفاً لـ "العربي الجديد" أنّ وصوله لمرحلة الماجستير كان ثمرة جهد سنوات كانت فيها أسرته وبعض أصدقائه سنداً له، وذلّلوا له طريق النجاح لتوفير المراجع والدروس اللازمة بتقنية ال بي دي أف التي يمكن تحويلها إلى نصوص مسموعة وحفظها.

ريان دقاز ومصاعب التحصيل العلمي

يعتبر الشاب العشريني أن من أصعب التحديات التي يمكن أن تواجه فاقدي البصر في مسارهم العلمي هو توفير المراجع العلمية، سواء بلغة برايل أو بتقنية بي دي أف القابلة للتحويل عبر التطبيقات المتخصّصة في مساعدة فاقدي البصر، مضيفاً "خلال المرحلة الثانوية كانت إدارة المعهد توفر لي مُرافقاً لكتابة الدروس وتلاوتها، لكن الأمر تغيّر عندما دخلت الجامعة إذ كنت مُطالَباً بالتعويل على نفسي والتأقلم مع الحياة الجامعية".

ريان دقاز: ستضيئ دراسة القانون دربي حتى وإن أطفأ المرض نور عينيّ

إضافة إلى تحدي التأقلم مع الحياة الجامعية، وضَعَ لنفسه تحدياً آخر بالتخصص في القانون العام والنجاح في مناظرة دخول المعهد الأعلى للمحاماة، قائلاً: "أغلب الناجحين في مناظرة المعهد الأعلى للمحاماة هم من شعبة القانون الخاص، لكنّني كنت أبحث عن التميز ووضع أهداف صعبة، حتى أثبت لفاقدي البصر أن العزيمة والمثابرة هما الطريق إلى النجاح مهما كانت العقبات"، وتابع" كنت أعتمد على بعض الأصدقاء لمساعدتي على التنقل إلى الجامعة وكتابة الدروس وبعض المراجع القانونية التي أحتاجها وهم شركاء في نجاحي طوال مسيرتي الجامعية".

وتتحدث رئيسة نادي الثقافة القانونية رباب التواتي عن الصعوبات التي تعترض حاملي الإعاقة وفاقدي البصر تحديداً في حياتهم الجامعية؛ نتيجة نقص المراجع بلغة برايل أو بتقنيات يسهل تحويلها إلى نصوص مسموعة، مشيرة في حديثها لـ"العربي الجديد" إلى أن دراسة القانون تعتمد كلياً على المراجع والمجلات القانونية والدروس التطبيقة غير المتوفرة بتقنيات تساعد فاقدي البصر، ما يحرمهم من التحصيل الأكاديمي الجيد ويضع أمامهم عقبات للوصول إلى التميز ونيل شهاداتهم الجامعية.

وأضافت "تبذل بعض الجامعات مجهوداً كبيراً لمساعدة ذوي الإعاقة، غير أن تلك الجهود غير كافية ما لم تتحول إلى مشروع وطني يضمن تكافئ الفرص بين الطلبة كافّة"، معتبرة أن النجاح الذي حققه الطالب ريان دقاز باحراز شهادة الماجستير والنجاح في مناظرة المعهد الأعلى للمحاماة يعد ثمرة جهود مضنية بذلها الطالب لتحقيق هدفه، وتدافع المتحدثة عن حقوق الطلبة المختلفين وذوي الإعاقة في النفاذ إلى المراجع العلمية والمساعدة الأكاديمية لتذليل الصعوبات أمامهم.

ويؤيد الطالب ريان دقاز مطلب تحقيق العدالة الكاملة بين الطلاب مهما كان وضعهم الصحي، مؤكداً تلقيه دعماً كبيراً من أستاذه المؤطر الذي كان له سنداً طيلة فترة إعداد رسالة الماجستير، ليكون أول فاقد للبصر ينال هذا المؤهل العلمي. ورغم الصعوبات التي يتوقعها دقاز في فترة تكوينه القادمة بالمعهد العالي للمحاماة يصرّ الشاب العشريني على إتمام تكوينه والالتحاق بمهنة المحاماة، فضلاً عن استكمال شهادة الدكتوراه والتدريس بالجامعة، خاتماً حديثه قائلاً: "ستضيئ دراسة القانون دربي حتى وإن أطفأ المرض نور عينيّ".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows