
تتواصل الاستعدادات في تونس لإطلاق الأسطول المغاربي لكسر الحصار عن غزة، بمشاركة عدد من الأساطيل من مختلف البلدان الداعمة لفلسطين، وذلك بعد أن فشلت قافلة الصمود التي جرى تنظيمها الشهر الماضي في التقدم نحو رفح. وقال عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، صلاح المصري في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن التحضير للأسطول المغاربي انطلق مباشرة بعد منع قافلة الصمود، مشيرًا إلى أن الحادثة دفعت النشطاء للتفكير بالانتقال من المسار البري إلى البحري.
وقال المصري إنه بعد تعطل الوصول البري للقافلة أو من خلال عدم منح تأشيرات وترحيل وطرد نشطاء كانوا بصدد المشاركة والتوجه على الحدود عند وصولهم إلى المطارات المصرية، اتُفق على المحاولة عبر البحر، مشيرا إلى وجود لجنتين مغاربية وتونسية تتعاونان مع نشطاء عالميين لتنظيم الأسطول، معربا عن أمله في الوقت ذاته بـ"التوصل إلى نتائج جيدة". وحول طبيعة اللجنتين قال: "في تونس، هناك شراكة بين تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين ومنظومة التصدي للتطبيع، ومجموعة من النشطاء الداعمين للقضية الفلسطينية، أما على المستوى المغاربي فهناك جمعيات ونشطاء من ليبيا، والجزائر وموريتانيا".
وبحسب المتحدث فإن أولى فعاليات النشطاء الرمزية كانت السبت الماضي في مدينة صفاقس، حيث جرى تنظيم ورشات استعرض فيها مجسمات صنعها الأطفال وأطلقت في البحر. وبشأن الصعوبات المتوقعة على غرار ما حصل في قافلة الصمود، قال إن "المنظمين يعملون على تذليل العقبات بما يخص الإجراءات والتأشيرات (..) التجربة هذه المرة ستكون مختلفة، إذ إن الأمر لا يتعلق باستئجار حافلات بل باستئجار سفينة، مع وجود مخاوف من تعرضها لهجوم أو اعتداء إسرائيلي".
وفيما تحدث عن تنظيم مؤتمر لتقديم مزيد من التفاصيل عن الأسطول المغاربي يوم الأربعاء المقبل، أكد وجود إرادة شعبية كبيرة وعالمية لكسر الحصار عن غزة والضغط على الاحتلال الإسرائيلي. وتحدث عن المزيد من التفاصيل المخطط لها بالقول: "ستكون هناك سفينة تتجه إلى غزة بمرافقة عدة سفن أخرى في شكل أسطول، وسيرافقها البعض بضعة كليومترات في إشارة رمزية للدعم الشعبي، والبعض سيكمل المهمة لأن هناك أهدافا ستتحقق لتحشيد الرأي العالمي، وهناك رسائل يؤمل أن تصل، فحتى كلمة حصار لا تخلو من إدانة للكيان الصهيوني، أما إلى أين سيصل الأسطول المغاربي، فتلك هي مسائل سيجيب عنها الميدان والتجربة على أرض الواقع".
وقال المصري "إن القافلة المغاربية لن تكون أول محاولة بحرية فقد سبقتها عدة تجارب ومحاولات من 2008، وقدمت هذه القوافل شهداء وأسرى وحققت أيضا عدة إنجازات، كما أن هناك عدة أسماء لنشطاء بارزين، وسفن كحنظلة ومادلين مؤخرا"، مبينا أنه من المتوقع أن يشكل هذه المرة أسطول بحري ضخم وغير مسبوق من آسيا وأميركا اللاتينية، وإسبانيا التي عبرت عن استعدادها لإخراج عدة سفن من موانئها ومن عدة دول أخرى في أوروبا، مؤكدا أنهم "سيحاولون الاستفادة من الظروف المناخية الحالية أي إلى حدود منتصف شهر أغسطس/ آب للمحاولة بالخروج بالسفينة لأن الظروف بعدها قد تتغير وتصبح غير ملائمة".
وحول عدم نجاح أغلب السفن في الوصول نظرا للتضييقات والاعتداءات التي تواجه أغلبهم، رد قائلا "هذا صحيح فهناك من تعرضوا لهجوم، وآخرون للاعتقال، ولكن نجحت سفينتان سابقا في الوصول نظرا لعلاقة الكيان ببعض الدول الأوروبية وهي مسألة سيتم العمل والتركيز عليها، أي أن الأسطول سيضم هذه المرة عددا هاما من النشطاء الأوروبيين، مما قد يجعل عملية الاعتداء عليه من قبل الكيان الصهيوني مكلفة". وأضاف "وجود عدد كبير من الجنسيات المشاركة سيجعل ردود الفعل قوية أي أن هناك تمثيلا من جنسيات مختلفة عالميا لكسر الحصار وهذا مهم في الحراك المدني السلمي الهادف إلى الضغط على الكيان الصهيوني".

Related News


