
حسم نادي الأنصار لقب بطولة الدوري اللبناني لكرة القدم لموسم 2024-2025، ليُحقق اللقب للمرة الـ15 في تاريخه، وذلك إثر فوز على نادي التضامن صور في الجولة ما قبل الأخيرة من سداسية الأوائل بهدفين نظيفين، وابتعاده بفارق خمس نقاط عن نادي الصفاء الوصيف مع تبقي جولة واحدة ضد الأخير، أمست بمثابة مواجهة تحصيل حاصل لا أكثر.
وبعد تتويج الأنصار رسمياً بلقب الدوري هذا الموسم، تبرز إلى الواجهة أربعة أسباب رجحت كفة زعيم كرة القدم اللبنانية من ناحية الألقاب (الأكثر تتويجاً تاريخياً في الدوري برصيد 15 لقباً)، وهي الأسباب التي جعلت الأنصار يتفوق بعدد انتصارات أكثر وعدد نقاط أكثر، متقدماً على نادي الصفاء الوصيف بفارق خمس نقاط قبل الجولة الأخيرة من الدوري.
الانسجام والتجانس ليسا وجهة نظر
ساهم الانسجام والتجانس بين اللاعبين في تتويج الأنصار بلقب الموسم، خصوصاً النجوم الذين يلعبون معاً منذ سنوات ونافسوا على لقب الدوري بقوّة في موسمي 2022-2023 (خطف العهد اللقب من الأنصار الثاني) و2023-2024 (خطف النجمة اللقب من الأنصار الثاني). وعندما لعب الكثير من النجوم الحاليين معاً لثلاثة مواسم متتالية، فإن الانسجام والتجانس لم يعودا مجرد وجهة نظر، بل هما العنصران الأساسيان في تركيبة الفريق، اللذان يرفعان من قوة شخصية الفريق في الملعب وقدرته على المنافسة على الألقاب.
خبرة معتوق بالتهديف وحبوس بالمهارة المؤثرة
سجّل حسن معتوق 17 هدفاً مع الأنصار هذا الموسم، أي أن متصدّر الهدافين في الدوري ساهم في نحو 30% من مجموع أهداف النادي (57 هدفاً في 25 مباراة حتى الآن)، وهذه الأرقام تؤكد قيمة معتوق التهديفية وأهميته الكبيرة في المساهمة بشكل مباشر في حصد بطل الدوري أكبر عددٍ من النقاط في الموسم. وفي الجانب الآخر، هناك الدور الكبير للنجم الفلسطيني محمد حبوس، في صناعة الفارق هجومياً بالمهارة الفردية، إذ كان يُراوغ ويكسر الخطوط الدفاعية، ويُوفر المساحات لزملائه في الملعب، كما صنع الفرص والأهداف للفريق، بالإضافة إلى تسجيله عدداً جيداً من الأهداف، وهو ما ساهم في تحقيق الانتصارات.
دراغان بديل الجوهري.. أكثر شراسة وحسماً
في مرحلة الحسم تعاقد نادي الأنصار مع المدرب الصربي دراغان يوفانوفيتش، بدلاً من المدرب يوسف الجوهري، قبل بداية مرحلة السداسية الثالثة من بطولة الدوري، ورغم أن نتائج الجوهري طوال أكثر من 18 مباراة هي التي ساهمت في تسهيل تتويج الأنصار بلقب الدوري، إلا أن فارقاً فنياً كان حاسماً في مرحلة الحسم بالنسبة للمتصدر، وهو عامل الشراسة والحسم أمام المرمى في أهم فترة من الموسم. فالأنصار مع الجوهري، وخصوصاً في آخر فترات المدرب، كان يفوز ويُحقق نتائج جيدة، ولكن عندما تعثر في بعض الفترات، كان السبب التقدم في النتيجة ثم التراجع إلى الخلف أو انخفاض المستوى على أرض الملعب، مما تسبب بإهدار الأنصار النقاط، ولا سيما السهلة منها.
ولكن مع المدرب الصربي دراغان ظهر الأنصار أكثر شراسة وحسماً في مرحلة الحسم وخصوصاً في السداسية الثالثة (آخر خمس مباريات من الدوري)، إذ فاز على العهد الثالث بنتيجة كبيرة (4-1)، ثم على الحكمة بهدفين نظيفين، ثم على النجمة منافسه التاريخي في لبنان بنتيجة عريضة (6-1)، وبعدها على التضامن صور بهدفين نظيفين، وفي جميع هذه المباريات، كان الأنصار يُسجل الأهداف ولا يتوقف عن الهجوم، بل يستمر بكل قوة على أرض الملعب حتى النهاية، وهذه الميزة الفنية كانت مؤثرة وحاسمة في آخر أربع مباريات خاضها الأنصار التي ساهمت في حسمه للقب الدوري رسمياً.
المنافسون سقطوا تدريجياً
من بين الأسباب التي ساهمت في تتويج الأنصار، تعثّر المنافسين بشكل تدريجي، وإن كان الصفاء الوصيف هو الفريق الوحيد الذي حاول خطف اللقب حتى الجولات الأخيرة، إلا أن ناديي النجمة والعهد خرجا باكراً من المنافسة بسبب فوز الأنصار عليهما في أكثر من مباراة خلال الموسم وابتعادهما بفارق نقاط كبير، بينما أبقى الصفاء على حظوظه حتى الجولة ما قبل الأخيرة، رغم أن الاحتمالات كانت ضئيلة جداً. وأهدر الصفاء فرصاً كثيرة للحفاظ على الصدارة وخطف اللقب الذي ينتظره منذ نحو ثماني سنوات، إلا أنه سقط في الأمتار الأخيرة بالتعثر أمام النجمة (3-3) في الجولة الـ11 من سداسية الأوائل وثم العهد (1-1) في الجولة الـ14، لتنتهي كل آماله في التتويج بفوز الأنصار على التضامن وابتعاده بفارق خمس نقاط عن المركز الأول مع تبقي مباراة واحدة فقط.

Related News


