تُوج نادي تشلسي الإنكليزي بلقب بطولة كأس العالم للأندية بعد فوزه بثلاثية نظيفة أمام باريس سان جيرمان الفرنسي بطل أوروبا، والذي كان المرشح الأقوى من الخبراء والمحللين للتتويج باللقب، إلا أن تشلسي عرف كيف يُنهي رحلته بطلاً للعالم. 

ظهر نادي تشلسي في أول شوطٍ بمستوى مثالي وتفوق مستحق، وسجل ثلاثة أهداف نظيفة (هدفان في الدقيقة 22 والدقيقة 30 عن طريق كول بالمر وهدف في الدقيقة 43 عن طريق جواو بيدرو)، ليُتوج البلوز بطلاً للنسخة الأولى الاستثنائية التي أقيمت في أميركا بمشاركة 32 نادياً توزعوا على ثماني مجموعات بدءاً من 14 يونيو/حزيران وصولاً إلى يوم النهائي في 13 يوليو/تموز الحالي. وشهدت المنافسات توزيع جوائز مالية كبيرة، وحصد نادي تشلسي قرابة 124 مليون دولار أميركي، وبعيداً عن تتويج نادي البلوز، حصد نجمه الإنكليزي، كول بالمر، جائزة أفضل لاعب، كما وحصد حارس مرماه الاسباني، روبرت سانشيز، جائزة أفضل حارس.

وتحوّل نادي تشلسي الإنكليزي، الذي يُسميه جماهيره بفخر لندن، إلى فخر إنكلترا، محققاً رقماً قياسياً واستثنائياً بالتتويج بكل الألقاب الأوروبية بعد فوزه بلقب المؤتمر الأوروبي على حساب ريال بيتيس الإسباني (4-1)، في نهائي شهر مايو/أيار الماضي، لينفرد بالتتويج بكل البطولات الأوروبية (كأس الكؤوس الأوروبية، الدوري الأوروبي، دوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي)، كما وسبق له التتويج بلقب كأس العالم للأندية في عام 2021، عندما تفوق على نادي بالميراس البرازيلي 2-1 (بينما خسر نهائي عام 2012 بهدف نظيف أمام نادي كورينثيانز البرازيلي). في المقابل، انفرد تشلسي بصدارة التتويج بلقبين في كأس العالم للأندية، مع اكتفاء كل من مانشستر يونايتد 2008، ليفربول 2019، مانشستر سيتي 2021، بحصد لقب واحد فقط. 

وتطوّر مستوى نادي تشلسي كثيراً، وخصوصاً في بطولة مونديال الأندية 2025، إذ حل وصيفاً في مجموعته في البداية، برصيد ست نقاط من فوز على لوس أنجليس غالاكسي بهدفين نظيفين وتفوق على الترجي التونسي بثلاثية نظيفة، مقابل خسارة وحيدة في الدور الأول أمام نادي فلامينغو البرازيلي (3-1). وفي دور الـ16 تخطى منافسه نادي بنفيكا البرتغالي (4-1) بعد التمديد، وفي الدور ربع النهائي تفوق (2-1) على نادي بالميراس البرازيلي، وفي الدور نصف النهائي تفوق بهدفين نظيفين على نادي فلومينينسي البرازيلي، ليُحقق اللقب بعد ذلك بالتفوق على نادي باريس سان جيرمان الفرنسي. 

وتملك المدرسة الإيطالية نجاحات وألقاباً محلية وقارية وعالمية، بداية من لقب الكؤوس الأوروبية في عام 1998، مع جانلوكا فيالي وكلوديو رانييري، ثم روبرتو دي ماتيو بلقب دوري الأبطال في عام 2012، وكارلو أنشيلوتي، أنطونيو كونتي، ماوريسيو ساري بلقب الدوري الأوروبي في عام 2019، وصولاً للمدير الفني الإيطالي، إنزو ماريسكا، الذي تفوق على الإسباني، لويس إنريكي. 

وفي تفاصيل المواجهة، بدأ تشلسي بخداع المنافس عبر انطلاقة سريعة وضغط عالٍ، أبطل مفعول وأساليب لعب النادي الباريسي بإيقاف انطلاقات الطرفين من المغربي، أشرف حكيمي، والبرتغالي، نونو منديش، وسيطر تماماً على وسط الملعب بإيقاف مصدر قوة باريس، الثلاثي الإسباني فابيان رويس والبرتغاليين فيتينا وجواو نيفيز، بفضل الضغط والشراسة للاعبي البلوز بالوسط، عبر "الدبابة" الإكوادوري كايسيدو، الأرجنتيني إنزو فيرنانديز، والإنكليزي ريس جيمس. 

في المقابل، كان هناك تعامل دفاعي صارم بوجود الظهيرين كوكوريا وغوستو، وقلبي الدفاع كولويل وشالوباه ونجاحهم في عزل تحولات، انطلاقات، سرعات ومهارات الخط الأمامي الخطير بتهديد المرمى بحضور معدوم خلال الشوط الأول لعثمان ديمبيلي، دوي وكفارتسخليا، ليتميز تشلسي بأفكار ماريسكا وترجمتها بأدوار رئيسية لأحسن حارس بالبطولة وأحد نجوم الشوط الثاني، الإسباني روبرتو سانشيز، أفضل حارس في البطولة، مع أدوار متميزة وتألق خيالي للنجم الإنكليزي كول بالمر، أفضل لاعب بالمباراة وأفضل لاعب في البطولة، وهو العقل المفكر للفريق بتحركات تُدرس في المساحات، صناعة اللعب، وتسجيله لهدفين بتكنيك عالٍ بوضع الكرة بأبعد نقطة عن الحارس دوناروما وبدقة متناهية. 

وفتح بالمر بهذا المستوى الطريق لتحقيق تشلسي للفوز التاريخي، مع ظهور أكثر من رائع لنجم نادي برايتون الإنكليزي السابق، البرازيلي، جواو بيدرو، الذي سجل هدفين في الدور نصف النهائي أمام فريقه السابق فلومينينسي البرازيلي، ليحجز مكاناً أساسياً له في التشكيلة الأساسية على حساب الوافد الجديد من نادي إيبسويتش برصيد 30 مليون يورو، ليام ديلاب، وهناك البرتغالي، بيدرو نيتو، الذي يملك تحركات وسرعات مميزة وسجل ثلاثة أهداف في بطولة مونديال الأندية. 

نجح المدرب الإيطالي، إنزو ماريسكا، في توظيف الصفقات الجديدة مع العناصر الأساسية بالفريق بوقت قصير، ليصنع تشكيلة أوقفت باريس سان جيرمان المرهق بدنياً، صاحب موسم استثنائي وبأداء هو الأمتع في البطولة، فنادي باريس بدأ رحلته بمسيرة مميزة في صدارة المجموعة الثانية برصيد ست نقاط باكتساح أتلتيكو مدريد الإسباني برباعية نظيفة، ثم خسارة مفاجئة أمام بوتافوغو البرازيلي بهدف نظيف، وفوز على سياتل الأميركي بهدفين نظيفين، ثم في دور الـ16 تفوق على نادي إنتر ميامي الأميركي الذي يلعب معه ميسي، وفي الدور ربع النهائي تفوق بهدفين نظيفين على بايرن ميونيخ الألماني، وفي الدور نصف النهائي تفوق برباعية نظيفة أمام نادي ريال مدريد الإسباني بأداء خارق للعادة، ليخرج النادي الملكي صاحب الرقم القياسي بالتتويج برصيد خمسة ألقاب في تاريخ البطولة. 

ويضمُ فريق باريس سان جيرمان خمسة لاعبين مرشحين لنيل الكرة الذهبية هذا العام، بقيادة مدير فني قدير اسمه، لويس إنريكي، والذي حقق الحلم لمشروع النادي الباريسي بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا في عام 2025، عبر اكتساح نادي إنتر الإيطالي بخماسية نظيفة، بأداء هو الأروع والأجمل، وعليه أعطى إنريكي شخصية وهوية للفريق من دون النجوم ميسي ونيمار ومبابي، وقاد مجموعة مميزة من اللاعبين الشبان، بأداء جماعي، مع تنظيم وانضباط، وقدّم الكرة الأجمل على مدار الموسم، رغم الخسارة غير المتوقعة في النهائي، ولكن الأمر وارد في كرة القدم، خصوصاً في في ظل الموسم الطويل والمرهق بخوض 68 مباراة. 

وأمام نادي باريس سان جيرمان الفرنسي استحقاقات مهمة قادمة ومن الممكن تحقيق ألقاب إضافية في الأشهر القادمة، منها لقب السوبر الأوروبي ولقب السوبر الفرنسي، وإمكانية تحقيق لقب الانتركونتيننتال في النسخة التي ستُقام في العاصمة القطرية الدوحة والوصول إلى النهائي الذي سيُقام يوم 17 ديسمبر/كانون الأول المقبل. 

وبعد المباراة النهائية، شهدت أرض الملعب فوضى وتوتراً، إثر موقف غير مسبوق من المدرب الإسباني، لويس إنريكي، الذي صفع البرازيلي، جواو بيدرو، لاعب تشلسي، ليتدخل الحارس الإيطالي دوناروما، ثم تتسع الدائرة لتشمل لاعبين وأجهزة فنية، ويعود الهدوء بعدها وتتم مراسم تتويج البلوز باللقب بحضور الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي احتفل مع لاعبي تشلسي على المنصة مخالفاً اللوائح والبروتكول الخاص بالاتحاد الدولي لكرة القدم. لتُختتم بطولة شهدت هبوب الأعاصير، مع طقس حار رطب، في وقت عانت الجماهير، وتوقفت عدة مباريات في البطولة، مع تخبط كبير أعطى مؤشرات سلبية قبل استضافة بطولة كأس العالم 2026، في أميركا وكندا والمكسيك الصيف المقبل.