بقلم الشيخ /عبدالرحمن الأعذل المرادي
في الخامس عشر من يوليو، تطل علينا الذكرى الثالثة عشرة لتأسيس اتحاد الرشاد اليمني، ذكرى نستحضر فيها مسيرةً زاخرة بالعطاء الوطني، والمواقف السياسية المسؤولة، والمبادئ الثابتة التي لم تتزحزح رغم تقلبات المشهد اليمني وتعقيداته.
منذ تأسيسه في العام 2012م، ثم في مواجهة الانقلاب الحوثي عام 2014م، وُلِد الرشاد في لحظة فارقة من تاريخ الجمهورية، فكان صوتًا للحقيقة، وخطًّا وطنيًا معتدلًا، حافظ على ثوابته، ولم تسقط بوصلته رغم اشتداد العواصف وتعدد التحديات.
ثلاثة عشر عامًا من الثبات خاض فيها الرشاد معترك السياسة والعمل الوطني، مؤمنًا أن المسؤولية تفرض التوازن، وأن الحكمة تتطلب أن يكون صوت العقل حاضرًا في أحلك الظروف. وقد حرص منذ نشأته على أن يكون شريكًا نزيهًا فاعلًا مع مختلف القوى الوطنية، في كل مفترقات الطريق التي عبرها الوطن.
لم يقتصر حضور الرشاد على الخطاب السياسي، بل امتد إلى كل ساحات النضال الوطني، وعلى المنصات الإقليمية والدولية، مناصرًا لقضايا اليمن، رافضًا للانقلاب، ومدافعًا عن الجمهورية والدولة العادلة، وداعمًا لحق الشعب في العيش الكريم والسيادة والحرية.
كما لبّى أبناء الرشاد – من شبابه ورجاله – نداء الوطن في الميدان، فانخرطوا مع أبطال اليمن في معارك التحرير والدفاع عن الجمهورية، مقدمين أرواحهم وطاقاتهم فداء لوطن أرادوا له أن يبقى حرًا، كريمًا، عصيًا على الاستبداد ومشاريع الكهنوت.
وفي هذه الذكرى المجيدة، نؤكد مجددًا التزامنا بمواصلة المسير بثبات ومسؤولية، مسترشدين بقيم الرشاد، مؤمنين أن الخلاص الحقيقي للوطن يكمن في تكاتف أبنائه تحت راية دولة عادلة، تصون الحقوق وتحفظ الكرامة وتؤسس لمستقبل من التنمية والنهضة.
نسأل الله أن يبارك في الجهود المخلصة، وأن يُلهم أبناء اليمن رشدهم، ويوحد صفهم، ويسدد خطاهم نحو بناء وطن آمن، عادل، موحد، تنعم فيه الأجيال بالحرية والكرامة والعدالة.
وكل عام واليمن والرشاد بخير.
* عضو الهيئة العليا لاتحاد الرشاد اليمني