في ليلة كروية من ليالي المجد، كتب نادي تشلسي الإنكليزي فصلاً جديداً في تاريخه، بعد أن تُوّج بطلاً للنسخة الأولى من كأس العالم للأندية بنظامها الجديد، مؤكداً أنه لا يزال رقماً صعباً في معادلة كرة القدم العالمية، بعد فوزه المستحق على باريس سان جيرمان بثلاثية نظيفة، رغم غيابه عن دائرة الترشيحات.
وعلى عكس ما كان متوقعاً من سيطرة واضحة لنادي باريس سان جيرمان بالنظر إلى مستوياته الباهرة خلال البطولة وتألقه أمام كبار الأندية، فجّر نادي تشلسي مفاجأة مدوية بدخوله القوي منذ الدقائق الأولى، مظهراً عزمه على قلب كل التوقعات. وبرز من خلال مجريات اللقاء أن المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا (45 عاماً) قد حضّر خطته بعناية، إذ أظهر قراءة دقيقة لمنافسه الباريسي، في رسالة تؤكد انتماءه لمدرسة تكتيكية قد تعيد أمجاد الكرة الإيطالية من جديد.
واستغل "البلوز" تقدم دفاع باريس سان جيرمان مركزاً على نقطة ضعف واضحة في الجهة اليسرى، إذ بدا المدافع البرتغالي نونو مينديش (23 عاماً) شبحاً لنفسه، وشكّل ثغرة فنية استثمرها النادي اللندني بذكاء، وكان النجم الإنكليزي كول بالمر (23 عاماً) من ترجم تلك الهفوات إلى أهداف، إذ نجح في تسجيل ثنائية متقنة بالطريقة نفسها تقريباً في الدقيقتين الت22 والـ30، مؤكدًا تفوقه الفني والذهني.
ولم يكتفِ تشلسي بذلك، بل استمر في فرض نسقه العالي، ليضيف البرازيلي جواو بيدرو (23 عاماً) الهدف الثالث في الدقيقة الـ43، مؤكداً أنه صفقة رابحة للفريق رغم انضمامه المتأخر، لينهي الشوط الأول بالنتيجة نفسها التي أنهى فريق العاصمة الفرنسية مباراته في نصف النهائي أمام ريال مدريد.
وحاول نادي باريس سان جيرمان قلب المعطيات في شوط المباراة الثاني، إذ ضغط بقوة على مناطق تشلسي بحثاً عن تقليص الفارق والعودة في النتيجة، غير أنّ جهوده اصطدمت بتنظيم دفاعي محكم من جانب "البلوز"، الذين أغلقوا المساحات وامتصوا حماس الباريسيين بحنكة تكتيكية عالية. وبرز الحارس الإسباني روبرت سانشيز (27 عاماً) أحدَ نجوم اللقاء من دون منازع، إذ تصدى لعدة فرص خطيرة ببراعة، وكان سداً منيعاً أمام محاولات باريس المتكررة، وأضاف أداء الحارس ثقة لخط الدفاع.
وجاء تألق النجم الإنكليزي كول بالمر ليُعيد فتح جراح جماهير مانشستر سيتي، التي لم تنسَ رحيله المفاجئ عن "الاتحاد" في صيف موسم 2023-2024، بعدما تدرج في أكاديمية الفريق وكان من أبرز المواهب الصاعدة فيه. ذلك القرار الذي اتخذه المدرب الإسباني بيب غوارديولا بالتفريط فيه بات يُصنّف من بين أكبر الأخطاء التي ارتكبها خلال مسيرته مع "السيتيزن"، خاصة بعدما تفجرت موهبة بالمر بقوة تحت ألوان تشلسي، ليصبح "رجل النهائيات" بلا منازع. وخلال مسيرته حتى الآن، ساهم كول بالمر في ثمانية أهداف خلال ستة نهائيات شارك فيها، منها خمسة أهداف سجلها بنفسه، و3ثلاث تمريرات حاسمة، ليُثبت أنه لاعب المناسبات الكبرى، آخرها نهائي "الموندياليتو".
