
أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مساء الأحد، أن "حركة حماس لن تحكم قطاع غزة في اليوم التالي" للحرب، داعياً الحركة إلى تسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية والانخراط في العمل السياسي "وفق برنامج منظمة التحرير الفلسطينية والشرعية الدولية، بما يضمن وجود نظام وسلاح شرعي واحد في القطاع".
وجاءت تصريحات عباس خلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق والمبعوث السابق للجنة الرباعية الدولية توني بلير، في مقر إقامة الرئيس عباس بالعاصمة الأردنية عمّان، حيث بحث الطرفان آخر المستجدات السياسية والإنسانية في الأرض الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة، وفق ما نشرت صفحة الرئاسة الفلسطينية عبر صفحتها على "فيسبوك".
وشدد عباس على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع المحتجزين والأسرى، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة دون عوائق، مشيراً إلى أن الحل الوحيد القابل للتطبيق يتمثل في انسحاب إسرائيل الكامل من القطاع وتمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها كاملة هناك، بدعم عربي ودولي فعّال.
كما دعا عباس إلى وقف جميع الإجراءات الأحادية الإسرائيلية، وفي مقدمتها التوسع الاستيطاني وعمليات الضم، ووقف الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية، مؤكداً أهمية إطلاق عملية سياسية جادة لتنفيذ حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وعبر عقد مؤتمر دولي للسلام في نيويورك. وفي ختام اللقاء، اتفق الجانبان على مواصلة العمل والتنسيق وعقد لقاءات إضافية بين الأطراف المعنية من أجل إنهاء الحرب وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.
والشهر الماضي، أعرب عباس عن تأييده قيام حركة حماس "بإلقاء السلاح" و"التوقف عن حكم غزة" لتكون جزءاً من دولة فلسطينية مستقبلية، في رسالة وجّهها إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين، وفق الإليزيه. وفي 23 إبريل/نيسان الماضي، هاجم عباس خلال افتتاح اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني (الدورة الثانية والثلاثين) حركة حماس قائلاً: "صنعوا نكبة لشعبنا ويسمونها خسائر تكتيكية"، مطالباً الحركة بتسليم سلاحها والأسرى والمحتجزين الإسرائيليين لسد ذرائع الاحتلال الإسرائيلي باستمرار الحرب على قطاع غزة، مشدداً على ضرورة تحوّل حركة حماس إلى حزب سياسي يعمل وفق قوانين الدولة الفلسطينية ويلتزم بالشرعية الدولية.
وفي 16 مايو/أيار 2024، اتهم عباس حركة حماس بـ"توفير ذرائع" لإسرائيل لمهاجمة قطاع غزّة الذي يشهد حرباً منذ سبعة أشهر. وقال عباس خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الثالثة والثلاثين في المنامة إنّ "العملية العسكرية التي نفذتها حماس بقرار منفرد في ذلك اليوم، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وفّرت لإسرائيل المزيد من الذرائع والمبررات كي تهاجم قطاع غزة وتمعن فيه قتلاً وتدميراً وتهجيراً".
