الزيارة التي قام بها رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو الى واشنطن حيث التقى بالرئيس ترامب مرتين وبأبرز مساعديه، وقادة الكونغرس، كانت حافلة بالرموز والتصريحات الانتصارية، ولكن الآمال السياسية التي كانت معلقة على الزيارة مثل وقف اطلاق النار في غزة، او توسيع دائرة التطبيع العربي-الاسرائيلي لم تتحقق.
اتسمت الاجتماعات التي عقدها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مع الرئيس ترامب وكبار مساعديه وقادة الكونغرس من الحزبين، بالدلالات الرمزية والتصريحات الانتصارية عقب تدمير جزء هام من البرنامج النووي الإيراني.
ولكن المحادثات لم تؤد إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، أو تحقيق تقدم في توسيع دائرة ما يسمى اتفاقات ابراهيم مثل تقريب السعودية وسوريا من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، أو التوصل إلى استراتيجية موحدة حول كيفية التعامل مع إيران في المستقبل القريب، وفقا للمعلومات المتوفرة علنيا.
الرئيس ترامب الذي استقبل نتنياهو بعد أن حقق انتصارا داخليا هاما مع موافقة الكونغرس وإن بأغلبية بسيطة للغاية على ميزانيته المثيرة للجدل، يريد ان يحقق انجازات خارجية، من بينها في الشرق الاوسط مثل التوصل الى وقف القتال في غزة، يستخدمه كمقدمة لتحقيق التقدم في استراتيجيته الشرق أوسطية، إن كان لجهة تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية أخرى، أو لعزل إيران من خلال إبقاء سوريا خارج فلك الجمهورية الإسلامية، وحض الحكومة اللبنانية على نزع سلاح حزب الله.
أوضح الرئيس ترامب أنه يرغب باستئناف المفاوضات مع إيران، في الوقت الذي يواصل فيه نتنياهو الإصرار على تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين، إذا دعت الضرورة للجوء إلى الخيار العسكري مرة أخرى ضد طهران.
وساهم الإحباط الذي يشعر به الرئيس الأميركي من استمرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس فقط في تجاهل مناشداته لقبول وقف إطلاق النار في أوكرانيا، بل تصعيد الهجمات ضدها، في التطلع إلى انجازات سياسية في الشرق الأوسط.
أيضا فشلت الحرب التجارية التي أعلنها ترامب ضد الحلفاء والخصوم معا من خلال فرض رسوم جمركية غير مسبوقة، في إرغام معظم الدول المستهدفة على الخضوع لضغوطه.
ردود الفعل الشعبية السلبية ضد ميزانية ترامب وخاصة إلغاء الخدمات الطبية والتعليمية لذوي الدخل المحدود، وقلق رجال الأعمال والشركات من ارتفاع معدلات التضخم بعد بدء تطبيق الرسوم الجمركية، كلها عوامل ساهمت في انخفاض شعبيته في الداخل. ومن هنا تطلعه إلى تحقيق الإنجازات في الخارج.
من جهته، استغل نتنياهو زيارته لواشنطن لإطلاق التصريحات الانتصارية والادعاء أن ضرباته العسكرية ضد ما يسمى محور المقاومة قد ساهمت في تغيير وجه الشرق الأوسط، واسترضاء الرئيس ترامب من خلال ترشيحه رسميا لجائزة نوبل للسلام.
وبينما تستمر المفاوضات حول وقف إطلاق النار في قطر والقاهرة وواشنطن، تواصل إسرائيل إجراءاتها العقابية الاقتصادية ضد سكان غزة، وقصفها شبه اليومي للمدنيين الذي أدى إلى قتل العشرات هذا الأسبوع، بمن فيهم اطفال ونساء كانوا ينتظرون مساعدات غذائية امام عيادة تابعة للأمم المتحدة.
وفي غياب أي أفق سياسي لمستقبل غزة، أو حتى تصور لكيفية معالجة الكارثة الإنسانية في القطاع، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس عن إقامة ما ادعى أنها " مدينة إنسانية" فوق ركام مدينة رفح في جنوب القطاع لإيواء عشرات الآلاف من الفلسطينيين، في ما يمكن اعتباره معسكر اعتقال كما وصفته تقارير صحفية إسرائيلية وشخصيات معنية بحقوق الإنسان. ويرى كاتس أن هذا الاجراء هو مقدمة لإرغام الفلسطينيين على اللجوء إلى دول أخرى.
Related News


