رحيل بيان نويهض الحوت.. في تأريخ فلسطين وحركتها الوطنية
Arab
7 hours ago
share
رحلت في بيروت، أمس السبت، الصحافية والأكاديمية والمؤرخة الفلسطينية بيان عجاج نويهض الحوت، عن عُمر ناهز 88 عاماً، بعد مسيرة فكرية ونضالية حافلة بالتوثيق والبحث في التاريخ الفلسطيني والعربي.

وُلدت الراحلة في القدس عام 1937، ونشأت في كنف عائلة منخرطة في شؤون السياسة والفكر، حيث كان لوالدها المؤرّخ والمناضل وأحد مؤسسي "حزب الاستقلال العربي" عام 1932، عجاج نويهض (وُلد في رأس المتن بلبنان ثم انتقل وعاش في القدس 25 عاماً)، تأثيرٌ بالغ في تكوين شخصيتها. وفي إبريل/نيسان 1948، غادرت القدس مع والدتها وأخواتها إثر النكبة، وانتقلت العائلة إلى لبنان، ثم إلى عمّان في 1951 حيث استقر والدها.

أكملت بيان نويهض دراستها الثانوية في رام الله، ثم التحقت بكلية دار المعلمات فيها، وتابعت دراستها لاحقاً في جامعة دمشق، قبل أن تنتقل عام 1959 إلى بيروت حيث استقرت عائلتها نهائياً، فالتحقت بالجامعة اللبنانية لدراسة العلوم السياسية. بدأت مسيرتها الصحافية في مجلة "دنيا المرأة"، ثم عملت محرّرة في مجلة "الصياد"، حيث برزت بـ كتاباتها عن الثورة الجزائرية، ونشرت أكثر من 17 موضوعاً عنها في عام واحد. وفي عام 1962، تزوجت من الصحافي والمناضل الفلسطيني شفيق الحوت، في علاقة جمعت بين الفكر والنضال.

كرّست جهداً كبيراً لتوثيق مجزرة صبرا وشاتيلا ودحض الرواية الصهيونية عنها

انخرطت بيان نويهض الحوت في النضال الوطني، وانضمّت إلى "جبهة تحرير فلسطين – طريق العودة"، إلى جانب شفيق الحوت ونقولا الدر وإبراهيم أبو لغد وسميرة عزام، وفي عام 1963 حصلت على إجازة في العلوم السياسية. ومع بداية الثورة الفلسطينية وتعيين زوجها مديراً لمكتب منظمة التحرير في بيروت، تعرّفت بيان إلى أبرز قيادات العمل الوطني الفلسطيني، من أمثال صلاح خلف، وكمال عدوان، وأبو يوسف النجار. وقد بدأت في تلك الفترة إعداد رسالتها للدكتوراه بإشراف المؤرّخ أنيس الصايغ، وكان موضوعها "القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-1948".

مع اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975، انتقلت بيان نويهض الحوت إلى القاهرة مع أبنائها، وهناك نالت شهادة دكتوراه الدولة في العلوم السياسية. وعادت لاحقاً إلى بيروت، لتبدأ مرحلة جديدة من الانخراط في العمل الأكاديمي والبحثي. كرّست جزءاً كبيراً من جهدها لتوثيق مجزرة صبرا وشاتيلا (1982)، حيث جمعت أسماء الضحايا وشهادات ذويهم بسرية تامة، لدحض السردية الصهيونية التي صدرت باسم "تقرير كاهانا"، وأثمر هذا الجهد عن صدور كتاب مرجعي يحمل اسم المجزرة، صدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2003.

عملت الراحلة أستاذةً جامعية، وشاركت في تحرير مجلات فكرية عديدة مثل "المستقبل العربي" و"الدراسات الفلسطينية"، كما تعاونت مع مؤسسات بحثية مثل مركز الأبحاث الفلسطيني، ومركز دراسات الوحدة العربية. من أبرز مؤلفاتها: "وثائق الحركة الوطنية الفلسطينية 1918-1939: من أوراق أكرم زعيتر" (1979)، و"القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-1948" (1981)، و"الشيخ المجاهد عز الدين القسام في تاريخ فلسطين" (1987)، و"فلسطين: القضية، الشعب، الحضارة" (1991)، و"مذكرات عجاج نويهض: ستون عاماً مع القافلة العربية" (1993)، و"صبرا وشاتيلا: أيلول 1982" (2003)، و"إشكالية الوعي والذاكرة العربية على ضوء الصراع العربي-الإسرائيلي" (2012)، و"أحاديث ومراسلات عجاج نويهض: الحركة العربية 1905-1935" (2022)، كما جمعت وصنّفت كتاب والدها "رجال من فلسطين كما عرفتهم" (2023).

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows