توتر أمني واشتباكات متقطعة في السويداء.. ومقابر جماعية شمالي درعا
Arab
18 hours ago
share

شهدت محافظة السويداء جنوبي سورية، يوم السبت 12 يوليو/تموز، توترات أمنية واشتباكات متقطعة اتخذت طابعاً طائفياً وعائلياً، بين مجموعات مسلحة من أبناء عشائر البدو وأخرى من أبناء الطائفة الدرزية، إضافة إلى اشتباكات بين عائلتين من أبناء العشائر نفسها، وسط حالة من القلق والخوف بين السكان.

واندلعت الاشتباكات على خلفية قيام مجموعة مسلحة بقطع طريق دمشق–السويداء، والسطو على إحدى سيارات نقل الخضروات العابرة إلى المحافظة، والاعتداء على سائقها وسلبه. وقال مصدر في مديرية صحة السويداء لـ"العربي الجديد" إن السائق فضل الله دوارة، من أهالي بلدة عريقة في الريف الغربي، نُقل فجر السبت إلى أحد المشافي العامة، إثر تعرضه لاعتداء بالضرب المبرح، بعد احتجازه طوال الليل من قبل عصابات خارجة عن القانون تستهدف المارة ليلاً. وأشار المصدر إلى أن المعاينة الطبية أثبتت تعرضه للضرب الشديد.

من جهته، أكد أحد المقربين من دوارة لـ"العربي الجديد" أن السائق عُثر عليه مرمياً بالقرب من بلدة خربة الشياب، على الطريق الواصل بين دمشق والسويداء، في منطقة يقطنها أبناء من عشائر البدو. وأضاف أن دوارة تعرّض لسلب السيارة المحمّلة بالخضار، والاحتجاز والضرب، قبل أن يُرمى قرب الطريق.

وأثارت الحادثة ردود فعل غاضبة في المحافظة، تمثّلت بقطع الطرقات واحتجاز عدد من أبناء العشائر، قبل أن تتطور مساءً إلى اشتباكات بالأسلحة الرشاشة في مناطق قريبة من الأحياء السكنية التي يقطنها أبناء العشائر، لاسيما في بلدتي المنصورة والمزرعة غربي السويداء، وفي حي المقوس شرقي المدينة. وسارع شيوخ ووجهاء من الجانبين إلى التدخل بهدف التهدئة واحتواء الوضع، وتم التوصل إلى اتفاق أولي يتضمن الضغط على العصابة المسؤولة عن الحادثة لإعادة السيارة المسروقة وتعويض السائق، مقابل إطلاق سراح المحتجزين من أبناء العشائر.

في سياق متصل، شهدت أحياء العشائر في مدينة شهبا شمال السويداء اشتباكات مسلّحة بين عائلتين من أبناء العشائر، على خلفية خلاف عائلي، ما زاد من رقعة التوترات وإطلاق النار والقذائف في مناطق متفرقة من المحافظة. وتزامنت هذه التطورات مع بدء امتحانات الشهادة الثانوية العامة بكامل اختصاصاتها، وامتحانات الجامعات، ما أثار حالة من القلق الشديد في أوساط الطلبة وأهاليهم، وأعاد ملف الانفلات الأمني إلى الواجهة، رغم وجود قوى الأمن التابعة للحكومة المؤقتة وعدد من الحواجز الأمنية المنتشرة في محافظة درعا المجاورة.

في غضون ذلك، عثرت فرق الدفاع المدني والأمن الداخلي في ريف درعا الشمالي على مقابر جماعية في بلدة المسمية، تضم رفات عشرات المواطنين مجهولي الهوية. وقال أحد أهالي البلدة لـ"العربي الجديد" إن السكان عثروا على بقايا جثث متحللة، وأبلغوا الجهات المختصة، التي باشرت بعمليات البحث وانتشال أربع جثث مجهولة الهوية. وأشار إلى أن حوادث اختطاف وقتل ارتُكبت سابقاً من قبل الحواجز الأمنية التابعة لنظام الأسد، وأن العشرات من المغيبين قسرياً قد يكونون دفنوا في تلك المناطق.

من جهته، أكد مدير مركز الدفاع المدني في المنطقة، عبد السلام الجمعة، أن الفرق رصدت نحو 100 قبر فردي، إلى جانب ست مقابر جماعية، دُفن معظم ضحاياها بطريقة عشوائية في أراضٍ زراعية تمتد لنحو كيلومتر. ولفت إلى أن عمليات البحث ما تزال مستمرة، بالتعاون مع مختصين، لتوثيق الجرائم واستخراج الرفات.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows