فشل محاولة إنقاذ أسرى أميركيين في الكونغو: ما علاقة المعادن؟
Arab
1 day ago
share

فشلت عملية سرية نُفذت في مارس/آذار الماضي، بأمر من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإنقاذ ثلاثة أميركيين معتقلين في أحد سجون الكونغو، بعدما حُكم عليهم بالإعدام لتورطهم في محاولة الانقلاب في مايو/أيار من العام المنصرم، وفقاً لما افاد به موقع "واينت" العبري اليوم السبت، مشيراً إلى أن أحد المعتقلين الثلاثة هو أميركي-يهودي يُدعى بنيامين رؤوفين زلمان-بولون، تلاحقه شبهات بأنه عميل لـ"الموساد"؛ أمّا رأس فريق الإنقاذ فليس إلا موطي كهانا، رجل الأعمال الإسرائيلي-الأميركي.

وفقاً لتقارير عدّة، بينها تلك التي نشرتها وكالة رويترز، وأخرى نشرتها وسائل إعلام يهودية-أميركية، فإنه بعد أسابيع من عملية الإنقاذ الفاشلة، خُففت عقوبة الإعدام إلى عقوبة المؤبد، ثم سُلّم المعتقلون إلى الولايات المتحدة. وبحسب "واينت"، فإن المعتقلين الثلاثة يقبعون هذه الأيام في سجن فيدرالي وينتظرون محاكمتهم بشبهة التورط في محاولة انقلاب بدولة أجنبية.

تسليم المعتقلين إلى الولايات المتحدة، كان بحسب الموقع جزءاً من اتفاق دبلوماسي-أمني مع الولايات المتحدة؛ حيث تعهدت الأخيرة بموجبه بمساعدة سلطات الكونغو في التصدي للقوات العسكرية التي تنشط ضدها في شرق البلاد، وفي المقابل أيضاً يُسمح للأميركيين بالوصول إلى المعادن الاستراتيجية في أراضي الكونغو.

كهانا، الذي كان أحد أطراف عملية الإنقاذ الفاشلة، ارتبط اسمه بعمليات إنقاذ "إنسانية" في أفغانسان وأوكرانيا، بصفته المدير التنفيذي لشركة اللوجيستيات GDC، التي عُرضت كمقاول مساعدات محتملة لنقل المساعدات الإنسانية لقطاع غزة؛ ولم يسمح لشركته في العمل بمجال المساعدات في غزة بسبب ما يدعي أنه "انتقادات وجهها لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وبسبب رفضه دفع خوة لوسيط أحد السياسيين الإسرائيليين".

واستعداداً لمحاولة إنقاذ المعتقلين الثلاثة في الربيع الماضي، نظم كهانا بعثة غير رسمية ضمت اثنين آخرين إلى جانبه، وهما جيستين ساب، وهو مقاتل سابق في القوات الأميركية الخاصة، وستيوارت سلفاديتش، وهو دبلوماسي سابق في إدارة باراك أوباما، نُسبت له جرائم كراهية، بعدما وثُق وهو يشتم بائع طعام من أصول إسلامية في نيويورك. وهكذا وصل الثلاثة إلى العاصمة كينشاسا، على متن مركبات تحمل لوحات دبلوماسية، بهدف لقاء الرئيس بليكس تشيسكدي.

كهانا كان قد التقى سابقاً مع الرئيس على هامش منتدى "دافوس"، وحذّره من محاولة انقلاب بمشاركة جهات أجنبية بينها إسرائيليون. ومدّه خلال المنتدى بقائمة ضمت أسماءً، بينها رئيس الحرس الرئاسي، الجنرال برناك ناتومبا.

على الرغم مما سبق، فإن اللقاء الذي كان مخططاً عقده بين رئيس الكونغو وكهانا ورفاقه لم يحصل. وبدلاً من ذلك، دُعي كهانا وساب وسلفاديتش لعشاء في مقر يديره مقاول أمني إسرائيلي محلي، داخل قاعدة عسكرية. إلى العشاء دُعيت أيضاً شخصيات أمنية، وكذلك تاجر سلاح إسرائيلي-فرنسي مقرّب من السلطات المحلية ويعمل في البلاد منذ سنوات.

عما دار عقب العشاء ثمة روايات مختلفة جزء منها كما يشير الموقع تؤكد أن كهانا وفريقه ادعوا أنهم دُعوا للعشاء للترفيه، ولكن مخابرات الكونغو تشير إلى أن العشاء كان غطاء لتنفيذ عملية اغتيال. الثابت بين الروايتين هو أنه عقب العشاء عاد كهانا ورفاقه إلى الفندق، ولم يمضِ وقت قصير على عودتهم حتى ظهر الجنرال ناتومبا في بهو الفندق، مطالباً الثلاثة بإبراز جوازات السفر.

وخوفاً من تعرضهم للاعتقال، اتصل أحدهم بالسفيرة الأميركية في كينشاسا، لوسي تميلين التي أرسلت بدورها عناصر مسلحة من السفارة لنقل كاهنا ورفاقة في سيارة دبلوماسية للمطار.

وبعد ركوب الثلاثة طائرة "إير فرانس" التي كانت متجهة إلى باريس، أجبروا على النزول واقتيدوا إلى غرفة جانبية في المطار للتحقيق. وفقط بعد عدّة تدخلات من جانب السفيرة بضمنها توجه مباشر من نائب المبعوث الخاص لشؤون الرهائن، ديستان ستيوارت، للسلطات في الكونغو، أطلق سراح الثلاثة.

بحسب شهود عيان، فإن سيارات عسكرية اقتحمت مسار الطائرة في محاولة لعرقلة عملية الإقلاع، وقد وصف كاهانا الأيام الثلاثة التي قضاها في كينشاسا بأنها "الأقسى في حياته على الإطلاق".

وعلى الرغم من فشل العملية، يدعي كاهانا ومسؤولي الإدارة الأميركية أن بعثتهم نجحت في نقل رسالة للكونغو مفادها أن إدارة واشنطن جديّة ولديها ما يمكن التحدث بشأنه. وهكذا بعد مرور وقت قصير، وقع الرئيس تشيسكدي اتفاقية دفاع عسكري مقابل وصول الولايات المتحدة إلى المعادن.

عارٍ ومقيّد على متن قارب

بالعودة إلى بنيامين رؤوفين زلمان- بولون (36 عاماً)، فهو كما يشير الموقع يهودي أميركي وأب لثلاثة أطفال، كان يقطن في جنوب أفريقيا. أمّا عائلته فتنشط في مجال الدعاية المؤيدة لإسرائيل في واشنطن منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ولديه أيضاً أقرباء في إسرائيل.
عمل زلمان-بولون في التنقيب عن الذهب وفي مجال السجائر الإلكترونية في موزمبيق مع كريستيان ملانغا، الذي قاد في مايو/أيار 2024 محاولة الانقلاب في الكونغو. في ذلك الوقت نُشرت صور في الشبكة الاجتماعية ظهر فيها بولون وملانغا في شركة تبيع عتاداً أمنياً في تل أبيب، وكذلك في قاعدة عسكرية لجيش الاحتلال. وهي صور أفضت إلى شبهات بأن زلمان- بولون هو عميل لـ"الموساد".
عقب اعتقاله وثّق بولون عارياً، مقيد اليدين، في قلب قارب وإلى جانبه جثث المتمردين الذين قُتلوا بإطلاق النار أو أغرقوا في النهر. أمّا الاثنان الآخران اللذان حكم عليهما بالاعدام معه، فهما مارسيل ملانغا- ابن قائد محاولة الانقلاب، الذي ادعى خلال التحقيق أن والده (الذي أُعدم) أجبره على المشاركة بالانقلاب، أمّا الثالث فكان تايلر تومفسون، وهو شاب من ولاية يوته الأميركية كان في رحلة إلى أفريقيا وادعى أن لا دخل له بالانقلاب.
المصلحة الأميركية وراء قضية إنقاذ الثلاثة واضحة وفقاً للموقع، فعدا عن تخليص الأميركيين الثلاثة من الموت، تحوّلت الكونغو في السنوات الأخيرة إلى ساحة مهمة في الصراع العالمي للسيطرة على موارد الليثيوم، والكوبالت، والنحاس، وإدارة ترامب طلبت منح الولايات المتحدة وصولاً إلى المعادن. وعقب عملية كاهانا الفاشلة، وصل إلى كينشاسا المبعوث الخاص للرئيس ترامب مسعد بولص، الذي دفع الصفقة بدوره.
 

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows