تشهد العلاقات الاميركية - الروسية اختبار قوة خفياً حول المسألة الاوكرانية. ولم يكن مفاجئاً أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بانه "يشعر : بخيبة أمل من روسيا بسبب عدم تفاعلها مع محاولات إنهاء الحرب الأوكرانية".
يجدر التذكير أن ترامب سبق أن كرّر خلال حملته للانتخابات الرئاسية تعهده بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية "خلال 24 ساعة"، إذا ما عاد إلى البيت الأبيض، لكنه لم يقدّم تفاصيل واضحة بشأن كيفية تحقيق ذلك، ومرت الأشهر من دون تقدم مع الاصطدام بالوقائع القاسية . وقد أتت تصريحات ترامب بعد أيام من إعرابه عن استيائه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب استمرار الحرب في أوكرانيا، وهي من القضايا التي ظلت تلاحقه منذ بداية ولايته الرئاسية الثانية، إذ واجه انتقادات داخلية ودولية بشأن مواقفه تجاه الكرملين.
من جهته، يناور الرئيس فلاديمير بوتين لزيادة مكاسبه ويحاول الاستفادة من " علاقة الصديق اللدود" مع نظيره الاميركي الذي لا يرغب في استمرار ضخ الدعم المالي والعسكري لكييف كما حصل حديثا مع منظومات الدفاع الجوي ، وربما فسر سيد الكرملين خطأ هذه الخطوات من خلال زيادة الضغط العسكري على أوكرانيا وذلك بعد حرب الإثني عشر يوما بين إسرائيل وايران، وحينها لم يساعد بوتين طهران بسبب "قلقه البالغ" من إمكانية زيادة واشنطن دعمها العسكري لأوكرانيا. لكن بعدما
تبيّن أن القلق المفترض كان عابراً جداً. حلّ مكانه سريعاً شعور روسي تأكيدي لصحة الرهان على هشاشة الإرادة الغربية.
بيد ان ترامب يواصل بإسلوبه المتباين السعي نحو خروج من المأزق، ولذلك استخدم اداة التلويح قبل اجتماع وزيري الخارجية الاميركي والروسي على هامش قمة آسيان من خلال تحديد الاثنين القادم للاعلان عن موقف " حاسم " بشأن روسيا والأرجح سيكون فرض عقوبات جديدة ضد موسكو.
وعلى ما يبدو لم ينجح لقاء روبيو - لافروف في إحداث اختراق وفي هذا الخصوص كان لافتا ان ثعلب السياسة الروسية اكتفى بالتذكير بمضمون مكالمة رئيسه مع سيد البيت الابيض في الثالث من تموز / يوليو والتي كانت سلبية بنظر واشنطن، وزاد لافروف منتقداً مسار عسكرة اوروبا وانعكاساته.
تدهور الوضع نظرياً بين الجانبين خاصة عند تسريب تصريحات قديمة لدونالد ترامب يهدد فيها بقصف موسكو وإرسالها إلى الجحيم ، والأرجح من ان التسريب يهدف إلى تسويق الانطباع بأن " الرئيس الأمريكي لا يأخذ الكرملين بالحسبان" وأن " روسيا إمبراطورية الشر".
وكل ذلك يدلل إلى تعقيدات العلاقة بين ترامب وبوتين.
Related News



