إسماعيل أحمد يحسم اللقب مع الرياضي... التاريخ ينحني لصانع المجد
Arab
1 day ago
share

"سمعة... أبو السباع... الخطير إسماعيل"، كلّها أسماء لشخص واحد، لطالما ما اهتزت المدرجات بالأهازيج والأغنيات، وهي تهتف له، كلما سجل سلة في وقت صعب، لحسم بطولة، بفضل ثلاثياته الجميلة، وثنائياته القاتلة، وتمريراته الساحرة.

ولم يكن ليصل لاعب إلى هذه المكانة دون الموهبة، مع العزيمة، وقهر المستحيل، ليكتب بطل هذه السطور مكانة تاريخية في عالم كرة السلة اللبنانية والمصرية والعربية، عبر إنجاز أسطوري، حققه بالفوز ببطولة الدوري اللبناني رفقة ناديه الرياضي، وهو على بُعد أسابيع قليلة من الاحتفال بعيد ميلاده التاسع والأربعين. إسماعيل أحمد (48 عاماً)، بطل هذه السطور صانع التاريخ رفقة النادي الرياضي الفائز معه قبل ساعات قليلة ببطولة الدوري اللبناني، في إنجاز تاريخي على حساب الحكمة (92-77) في آخر مباريات الدور النهائي للبطولة، وهي السلسلة التي أنهاها لصالحه (4-1)، وكتب تاريخاً ذهبياً له، بعدما حصد لقب بطل الدوري اللبناني للمرة الخامسة عشرة في تاريخه، محققاً رقماً قياسياً في مسيرته.

ويعتبر نجم السلة؛ مصريّ الأصل لبنانيّ الجنسية، قصة إلهام للرياضي العربي عامّة، ونجم كرة السلة خاصة، بعدما أصبح أيقونة النجاح كلّما كان موجوداً في أي نادٍ مصري أو لبناني، أو المنتخب المصري.

وبالنظر إلى رحلة "سُمعة" الطويلة في عالم كرة السلة، نجد أنفسنا أمام سيرة ذاتية أسطورية، فهو بطل الدوري اللبناني 15 مرة مع الرياضي، ومرة مع نادي هومنتمن في 2018، ليكون الإجمالي 16 لقباً، موسّعاً الفارق مع فادي الخطيب وأمير سعود ولكل منهما 11 لقباً، وفاز ببطولة الدوري المصري خمس مرات في مسيرته رفقة الاتحاد السكندري، وحاز معه على لقب بطل كأس مصر في ثلاث مناسبات، وتُوّج بكأس السوبر المصري مرتين، كما حصد "سُمعة" لقب بطل كأس لبنان مع الشانفيل، وتُوّج بطلاً للأندية العربية خمس مرات مع الرياضي، وثلاث مرات مع الاتحاد السكندري، ومرة مع الجزيرة المصري والحكمة اللبناني.

ووُلِد إسماعيل أحمد في مدينة الإسكندرية المصرية عام 1976، واختير له اسم "إسماعيل"، ليكون امتداداً لجده، بعدما تمسك الأب أحمد إسماعيل أن يكون ابنه، الذي كان الصبي الوحيد له بجانب أربع بنات، حاملاً لاسم والده، ولم يكن يفكر في ممارسة كرة السلة، قبل أن يتم السادسة من عمره ووقتها، وتحديداً في بدايات الثمانينيات كان الاسم الأشهر رياضياً في الإسكندرية، مدحت وردة، أسطورة السلة المصرية، سبباً في عشقه للعبة، وساعده طوله الفارع ليكون سبباً مباشراً في دخول مجال كرة السلة، وكانت البداية في نادي الشبان المسلمين في الإسكندرية، الذي مارس معه كرة السلة 10 سنوات كاملة.

وبدأت شهرة "أبو السباع"، عندما انضم من الشبان المسلمين إلى منتخب مصر للشباب، وشارك رفقته في الدوري العربي الذي أقيم في سورية، ونال وقتها أفضل لاعب ليجد نفسه مطلوباً من الأندية في مصر، يتصدرها الاتحاد والأهلي والزمالك، ليقرّر اختيار نادي الاتحاد السكندري، الذي منحه أول عقد له في تاريخه.

ونال "سمعة"، رفقة الاتحاد في أول عقد له خمسة آلاف دولار أميركي، وكان ذلك في عام 1993، وهو في السابعة عشرة من عمره (أي ما يوازي 15 ألف جنيه مصري حينها)، وسريعاً، ورغم صغر سنه أصبح أحد أبرز خمسة نجوم كرة سلة، قبل أن يُتمّ العشرين من عمره، ويصبح أيقونة الاتحاد، ومصدر خطورته ولاعباً في صفوف المنتخب المصري، ومن نقاط المحورية في حياته، تحوله من لاعب مصري محترف إلى مواطن لبناني، ونجم له مكانته المميزة في عالم السلة اللبنانية.

ففي عز توهجه مع الاتحاد ومنتخب مصر في النصف الثاني من التسعينيات، وتحديداً في عام 1997، حدث التحول الكبير في حياة إسماعيل أحمد، عندما دعاه المدرب الكبير، فؤاد أبو شقرا، للاحتراف في لبنان، واللعب مع نادي الوردية، وكانت تلك هي ضربة البداية، بعدما قرّر الاستقرار في لبنان، وأعجبته الحياة هناك، وتزوج أيضاً من سيدة لبنانية، ليتنقل بين الأندية هناك، ويلعب لأكبر أندية لبنان، مثل الرياضي والحكمة والشانيفل وهومنتمن.

وقبل 11 عاماً، وتحديداً في عام 2014 كان الموعد مع واقعة أخرى مثيرة، تمثلت في حصول النجم المصري، على الجنسية اللبنانية، وهو في الثامنة والثلاثين من عمره، إذ بدأ رئيس ناديه الرياضي، هشام جارودي، وقتها، في اتصالاته لحسم الجنسية اللبنانية، بعد أكثر من 10 سنوات من الإقامة والاحتراف في لبنان، وطالبه بإعداد أوراقه لينهي له الإجراءات الكاملة في الحصول على الجنسية، ويصبح مواطناً لبنانياً.

ومرّ "الخطير إسماعيل"، بمطبات صعبة في حياته، مثل مطالبته بشكل موسع في آخر 10 سنوات، بالاعتزال بعد أن اقترب من عامه الأربعين، ليبدأ في رهن قراره بقرار آخر طبي وفيزيائي ممثلاً في فريق عمل يتعاون معه، ويضم الفيزيائي طوني أبي عتمة، ومعه روني مصلح والطبيبين ألفريد خوري ووسام بويري، الذين يجلس معهم باستمرار للمتابعة الصحية، وحسم ملف استمراره في الملاعب من عدمه، وكان القرار طوال السنوات الأخيرة الاستمرار.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows