
سقط شهيدٌ باستهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، سيارة في بلدة رشكنانيه، في قضاء صور، جنوبي لبنان وذلك في خرقٍ جديدٍ لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024. وزعمت إذاعة جيش الاحتلال اغتيال عنصر من وحدة الرضوان التابعة لحزب الله في استهداف سيارة جنوبي لبنان.
في سياق متصل، قال عضو كتلة حزب الله البرلمانية "الوفاء للمقاومة" النائب حسن عز الدين إن "العدو ما زال يمعن في إجرامه واعتداءاته المتكررة، حيث أقدم اليوم على استهداف سيارة مدنية، بعد أن أوصل صاحبها عائلته إلى البيت، وارتقى صاحبها خضر هاشم شهيداً في بلدته في الجنوب". وأضاف "نضع هذا الاعتداء برسم لجنة الإشراف الدولية والحكومة اللبنانية لوضع حدٍّ لهذا التمادي في استباحة السيادة الوطنية، وإلى متى ستبقى الدولة تتغاضى عن هذه الخروقات دون أن تحرك ساكناً، أو تعلن موقفاً، وهي التي تعهّدت بالدفاع عن مواطنيها وحماية شعبها".
في الإطار، أكد عز الدين "ضرورة التعامل مع هذه الاعتداءات بكل جدية ومسؤولية وطنية"، ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم في ممارسة كل الضغوط لإخراج العدو من الأرض التي يحتلها. وأشار إلى أنّ "أي تقاعس أو تهاون في هذا الصدد سيدفع أهلنا وشعبنا لممارسة حقهم في مقاومة العدو وطرده".
ويحلّق طيران الاحتلال الإسرائيلي منذ ساعات الصباح في الأجواء الجنوبية، وضمنها البلدة التي تعرّضت للغارة، وذلك على علو منخفض، فيما سُجّل أيضاً تحليق مكثف للطيران في أجواء البقاع وبعلبك الهرمل وبيروت والمناطق الساحلية. وتخطّت الخروقات الإسرائيلية منذ دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عتبة الألف، وأسفرت عن سقوط ما لا يقلّ عن 77 شهيداً وأكثر من 270 جريحاً، ليتخطى بذلك عدد الشهداء منذ بدء العدوان في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، 4100 شهيد، و17 ألف جريح، وذلك بحسب متابعة لبيانات وزارة الصحة اللبنانية.
وفي وقتٍ كان يفترض أن ينسحب جيش الاحتلال بشكل كامل من الأراضي اللبنانية تبعاً لترتيبات وقف إطلاق النار بحلول فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، بيد أن إسرائيل طلبت تمديد المهلة حتى 18 فبراير/ شباط الماضي، ومع ذلك بقيت قواتها متمركزة في خمس نقاط أساسية ذات أهمية استراتيجية، مع امتداد إلى مناطق سيطرة واسعة محيطة بتلك المراكز مما يقضم مساحات كبيرة لبنانياً.
ولم تكتفِ إسرائيل بالوجود في التلال الخمس الحدودية، لكن واصلت منذ 18 فبراير خروقاتها واعتداءاتها وغاراتها على الأراضي اللبنانية، سواء في البقاع أو في محافظة بعلبك الهرمل، مع خرق يومي للأجواء اللبنانية، بما فيها العاصمة بيروت. وأسفرت الاعتداءات منذ انقضاء المهلة الثانية للانسحاب أي 18 فبراير، عن سقوط 5 شهداء وجرح 8 أشخاص في غارات استهدفت بلدات الوزاني، وجنتا، وطريق الهرمل – القصر، والهرمل، وذلك في رصد لتقارير وزارة الصحة.
من ناحية ثانية، استقبل الرئيس اللبناني، جوزاف عون، بحضور وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، ظهر اليوم في مقر إقامته في القاهرة، خلال مشاركته في القمة العربية، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مع وفد من المنظمة، وعرض معه عدداً من المواضيع المتعلقة بالتطورات الأخيرة في المنطقة، وعمل منظمات الأمم المتحدة في لبنان، والتحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية.
وشكر عون غوتيريش على الدعم الذي تقدمه الأمم المتحدة لمساعدة لبنان، لا سيما المهمات الكبيرة التي تقوم بها القوات الدولية في الجنوب على رغم الصعوبات التي تواجهها. واعتبر عون أنّ "بقاء الإسرائيليين في عدد من التلال على الأراضي اللبنانية وعدم تمركز الجيش فيها من شأنه أن يعوق تحقيق الاستقرار وتنفيذ القرار الدولي 1701، واتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ثم في 18 فبراير/شباط الماضي".
كما جرى التطرق أيضاً إلى عمل المنظمات التابعة للأمم المتحدة في لبنان، حيث أكد غوتيريش أنّ "الأمم المتحدة جاهزة للمساعدة في عملية النهوض التي بدأت مع انتخاب الرئيس عون". وأبدى غوتيريش استغرابه لبقاء القوات الإسرائيلية في عدد من المناطق الجنوبية، معتبراً أن "هذا الأمر لا يصب في مصلحة الاستقرار في المنطقة".
وقال غوتيريش في تصريح أمام الصحافيين إنّ "المطلوب الآن هو احترام سلامة أراضي لبنان، ولا يجب بقاء أي قوات أجنبية عليها باستثناء قوات اليونيفيل". وعن موقفه من دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى ترحيل الفلسطينيين من غزة، أوضح: "إننا هنا اليوم لبحث المقترح المصري مع دول الجامعة العربية، بهدف الحصول على ضمانات لإعادة بناء غزة، ومن الواضح أن لأهل غزة الحق في البقاء في أرضهم".

Related News

