لتفادي مشاكل غوارديولا مع سيتي... ألونسو أمام مهمة ضبط فريقه
Arab
2 days ago
share

يعيش نادي ريال مدريد الإسباني مرحلة جديدة بعد تغيير الطاقم الفني للفريق، بتعيين النجم السابق للنادي الملكي، الإسباني، تشابي ألونسو (43 عاماً)، ورحيل المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي (66 عاماً)، الذي تمكن من تغيير صورة الفريق في فترة وجيزة، حيث ظهر تأثيره واضحاً منذ الأسابيع الأولى لتوليه المهمة، وتحديدًا خلال مشاركته الأولى مع الفريق في بطولة كأس العالم للأندية المُقامة في الولايات المتحدة.

كانت أولى خطوات مدرب ريال مدريد الجديد، تشابي ألونسو، مع الفريق، هي تغيير المنظومة التكتيكية التي كانت مع المدرب السابق، حيث اعتمد على اللعب بثلاثة لاعبي وسط محوري، وتخلى عن مركز الجناح الأيمن، وهذا التغيير التكتيكي كان له أثر مباشر على المهاجم البرازيلي رودريغو غوس (24 عاماً)، الذي فقد مكانته الأساسية في الفريق، وظهر بشكل محدود جدًا خلال منافسات كأس العالم للأندية، مما جعله يوقن بصعوبة استعادة مركزه الأساسي بسبب اختيارات فنية لا تتعلق بمستواه.

إلى جانب ذلك، فإن المنافسة على الجهة اليسرى من الهجوم أصبحت شبه محسومة لمصلحة النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور (24 عاماً)، بالإضافة إلى وجود النجم الأول للفريق وهدافه الجديد، الفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً)، وكلاهما يُعدّان عنصرين أساسيين في خطة ألونسو الجديدة، التي تعتمد على ثنائي هجومي في الخط الأمامي. وفي ظل هذه المعطيات، قد يضطر رودريغو للاكتفاء بعدد محدود من الدقائق، أو انتظار حدوث إصابات أو غيابات لاقتناص فرصة اللعب أساسياً من جديد.

وجاء التألق الكبير من اللاعب الإسباني الشاب غونزالو غارسيا (21 عاماً)، القادم من الفريق الثاني، ليكون من أبرز مفاجآت المدرب تشابي ألونسو مع ريال مدريد. وبرز غارسيا بقوة في بطولة كأس العالم للأندية، بعدما أصبح هداف الفريق الأول في النسخة الأولى من البطولة بمشاركة 32 فريقاً، ولفت الأنظار بقدراته الهجومية العالية. ويُرجّح أن يكون غارسيا الخيار الأول بديلاً هجومياً، بل وربما الحل الذي يبحث عنه ألونسو في حال قرر اللعب بمهاجم صريح (رأس حربة كلاسيكي)، خصوصاً مع تمتعه بميزة الضغط العالي، وهي السمة التي يُوليها المدرب الإسباني السابق أهمية قصوى في منظومته التكتيكية. هذه التطورات من شأنها أن تزيد الضغط على رودريغو، الذي خسر مركزه الأساسي، كما أنها قد تؤثر أيضاً على مستقبل المهاجم البرازيلي الشاب إندريك (18 عاماً)، خاصة بعد غيابه عن بداية المعسكر التحضيري والبطولة، ما منح الفرصة لغيره من اللاعبين لخطف الأنظار مبكراً وحجز مكانة في التشكيلة.

وفي خط الوسط، قام المدرب تشابي ألونسو بتغيير جذري في الأدوار، إذ اعتمد على الفرنسي أوريلين تشواميني (25 عاماً) في مركز قلب الدفاع، مستفيداً من قوته البدنية وقدرته على إخراج الكرة من الخلف، مما ساعده على ضمان مكانة أساسية في التشكيلة الجديدة، إضافة إلى قدرته على اللعب في الوسط، ما قد يجعله قادرًا على لعب دور مزدوج، ومنح مدربه القدرة على إحداث تغييرات تكتيكية دون الحاجة لإجراء تبديلات.

في المقابل، منح ألونسو الثقة للنجم التركي الشاب أردا غولر (20 عاماً)، الذي أصبح يؤدي دوراً محورياً جديداً في الفريق بصفته صانع ألعاب متأخراً. هذه التغييرات قد تُضعف من حظوظ الفرنسي إدواردو كامافينغا (22 عاماً)، الذي يُرجّح أن يلعب دور البديل، خاصة مع تألق فران غارسيا في مركز الظهير الأيسر، وهو المنصب الذي برع فيه كثيراً، والذي شهد مستواه تحسناً واضحاً ووجد انسجاماً كبيراً مع أفكار المدرب الجديد. كما أن رغبة النادي في التعاقد مع الظهير الإسباني أليكس كاريّراس من بنفيكا قد تعني منافسة إضافية على هذا المركز، ما لا يصب في مصلحة كامافينغا. الوضع لا يبدو مريحًا كذلك للظهير الفرنسي فيرلان ميندي، الذي قد يجد نفسه خارج الحسابات الأساسية هو الآخر، في ظل التحولات الجديدة في الرسم التكتيكي.

وتُبرز هذه المعطيات حجم التحدي الذي يواجهه تشابي ألونسو في بداية مشواره مع ريال مدريد، خاصة على مستوى إدارة التعداد وإيجاد التوليفة المناسبة للفريق، بما يضمن التوازن الفني والتناغم داخل المجموعة. فعودة بعض الأسماء الأساسية السابقة إلى مقاعد البدلاء قد تُحدث توتراً في غرفة الملابس، خاصة إذا شعر هؤلاء اللاعبون بأنهم فقدوا مكانتهم لأسباب لا تتعلق بالمردود، وهو ما قد ينعكس على سلوكهم ومدى التزامهم بالمنظومة الجديدة.

ويُعد المدير الفني لمانشستر سيتي، الإسباني بيب غوارديولا (54 عاماً)، من أبرز المدربين الذين عانوا من هذه المعضلة في السنوات الأخيرة، بسبب صعوبة إدارة مجموعة مملوءة بالنجوم، واضطر في أكثر من مناسبة إلى إبعاد أسماء بارزة، مما شكّل عليه ضغطاً إعلامياً وجماهيرياً كبيراً، بل دفعه في بعض الأوقات إلى طلب بيع بعض اللاعبين علنًا، أو التهديد بالرحيل إن لم يتم ذلك. وهذه التجربة قد تمثل درساً مهماً لألونسو، الذي سيكون مطالباً بإيجاد توازن دقيق بين اللاعبين الذين يعتمد عليهم فعلياً، وبين من يجب تسريحهم أو بيعهم، حتى يحافظ على الانسجام داخل المجموعة، ويُجنب الفريق صراعات داخلية قد تؤثر على نتائجه ومستقبله الفني.

وإلى جانب التحديات الفنية داخل المستطيل الأخضر، قد يجد تشابي ألونسو نفسه أيضًا في مواجهة ضغوط خارجية، خاصة من إدارة النادي، وعلى رأسها الرئيس فلورنتينو بيريز (78 عاماً)، الذي يُعرف بسياسته في الحفاظ على اللاعبين النجوم لأسباب اقتصادية وتسويقية، بالنظر إلى الرواتب المرتفعة التي يتقاضونها، بالإضافة إلى قيمتهم التجارية والإعلامية.

في هذا السياق، قد يُطلب من ألونسو إشراك بعض الأسماء اللامعة للحفاظ على مكانتها، رغم أنها قد لا تكون الأنسب من الناحية التكتيكية، ما قد يُقيده في اختياراته، ويُعرقل سعيه لإعادة تشكيل الفريق حسب رؤيته الخاصة. كل هذه العوامل تضع ألونسو أمام تحدٍّ حقيقي ومتشعب، سيكون بمثابة الاختبار الأول الحاسم في مسيرته التدريبية مع ناديه السابق، ريال مدريد. فنجاحه لن يُقاس فقط بنتائج المباريات، بل أيضاً بقدرته على إدارة غرفة الملابس، والتوازن بين الفني والتسويقي، وفرض شخصيته وسط منظومة مليئة بالنجوم والطموحات المتضاربة.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows